القائمة الرئيسية

الصفحات

دعاء "ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما"


شرح دعاء ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين,معاني دعاء ربنا هب لنا من أزواجنا,دعاء السعادة في المنزل,دعاء الزواج ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين,فائدة قول ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين,أسرار أدعية القرآن,وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً

دعاء "ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما"
معاني دعاء ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد ..

  • يا الله! ما أجملَها من حياةٍ، أن يرى الرَّجلُ زوجتَه وأولادَه في صلاحٍ وفلاحٍ، وما أجملَها من لحظاتٍ، عندما يعيشُ الرَّجلُ مع امرأةٍ عفيفةٍ مُطيعةٍ، وينعمُ بذُريَّةٍ بارَّةٍ وديعةٍ، لا يرى منهم إلا الحَسنَ من الأفعالِ، ولا يسمعُ منهم إلا الجميلَ من الأقوالِ، فيعيشُ في جنَّةِ الدُّنيا قبلَ أن يجتمعَ بهم في جنَّةِ الآخرةِ.
  • قال الله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ * فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور:16-21]، فاكتمل النَّعيمُ في الجنةِ للمُتَّقينَ، باجتماعِ الأحبابِ من زوجةٍ وبنينَ.

* هل قُرةُ العين في الزوجة والولد، تكون في الدُّنيا أم في الآخرة؟

  • سُئلَ الْحَسَنُ البَصْرِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: يَا أَبَا سَعِيدٍ، قَوْلُ اللَّهِ –تَعَالَى: {هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ}، فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؟، قَالَ: لَا، بَلْ فِي الدُّنْيَا، قِيلَ: وَمَا ذَاكَ؟، قَالَ: "الْمُؤْمِنُ يَرَى زَوْجَتَهُ وَوَلَدَهُ يُطِيعُونَ اللَّهَ"؛ لذلكَ كانَ دُعاءُ عبادِ اللهِ الصَّالحينَ: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ}.
  • الفُضيلُ بنُ عِياضٍ -رحمَه اللهُ- وهو من كِبارِ التَّابعينَ وساداتِهم، اجتهدَ في تَربيةِ ابنِه عليٍّ اجتهاداً كبيراً، وكانَ يَأملُ أن يكونَ صالحاً، فأحسَّ بصعوبةِ الأمرِ فدعا اللهَ -تَعالى- قائلاً: {اللهمَّ إنِّي اجتهدتُ أَن أُؤدبَّ عَلياً فلم أَقدرْ على تأديبِه، فأدِّبْهُ لي فأصبحَ علىُّ بنُ الفُضيلِ إماماً كأبيهِ في العِلمِ والزُّهدِ، حتى قَالَ ابنُ المباركِ -رحمَه اللهُ-: "خَيرُ النَّاسِ الفُضيلُ بنُ عِياض وخَيرٌ منه ابنُه علي"، فرحمَ اللهُ الجميعَ.

معاني دعاء ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما 

  • قوله تعالى: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ}: أي يا ربنا هب لنا من هباتك العظيمة الكثيرة أزواجاً، وذرية صالحة ((من يعمل لك بالطاعة، فتقرّ أعيننا بهم في الدنيا والآخرة)) [تفسير الطبري].
  • قرّة أعين: كناية عن السرور والفرح، وهو مأخوذ من القرر، وهو البرد، لأن دمعة السرور باردة. [تفسير الماوردي].
  •  قال الزجاج: يقال: أقرّ اللَّه عينك: صادف فؤادك ما يحبه. [تفسير البغوي].
  • قوله تعالى: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}: أي واجعلنا أئمة هدىً يقتدي بنا أهل التقوى، في الفعل، والقول، وفي إقامة الدين، وسؤالهم أن يجعلهم أئمة للمتقين يُقتدَى بهم، هو طلب من اللَّه أن يهديهم، ويوفقهم، ويمنَّ عليهم بالعلوم النافعة، والأعمال الصالحة الظاهرة والباطنة التي توصلهم إلى هذه المنزلة العليّة.
  • وأفاد الفعل المضارع ((يقولون)) أن يرزقهم اللَّه تعالى من يخرج من أصلابهم ومن ذرياتهم من يطيعه، ويعبده وحده لا شريك له .
شرح دعاء ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما

* شرح دعاء "ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما"


  • هذا الدعاء لأزواجهم وذريتهم في صلاحهم؛ فإنه دعاء لأنفسهم؛ لأن نفعه يعود عليهم، ويدوم في الدنيا والآخرة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عنه عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ)) رواه مسلم.
  • وفي الآخرة مرافقتهم في جنات النعيم، قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} [الطور:21].
  • بل ويعود هذا النفع إلى عموم المسلمين؛ لأن بصلاح من ذُكر يكون سبباً لصلاح كثير ممن يتعلق بهم، وينتفع بهم. [تفسير ابن سعدي].
  • وهذا هو الشعور الفطري الإيماني العميق، شعور الرغبة في مضاعفة السالكين في الدرب إلى اللَّه عزوجل، وفي أولهم الذرية والأزواج، فهم أقرب الناس تبعة، وهم أول أمانة يُسأل عنها الرجال. [في ظلال القرآن].
  •  وسؤالهم هذا هو كذلك سؤال لأعلى درجات العبودية، وهي درجات الكمَّل من عباد اللَّه، والصدّيقين، وهي درجة الإمامة في الدين، وهذه الدرجة السامية لا تتمّ إلا بالصبر واليقين، كما قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة:24]. [تفسير ابن سعدي].
  •  فهذا الدعاء دلّ بمنطوقة ومفهومه على سؤال اللَّه أن يكونوا كاملين لهم ولغيرهم، هادين مهتدين، وهذه أعلى الحالات، وأجلّ الكمالات، ولمّا كانت هممهم ورغباتهم عالية، كان الجزاء من جنس العمل، فجازاهم بالمنازل والدرجات العالية {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا} [الفرقان:75].
  • وقد بيّن المصطفى صلى الله عليه وسلم علو منازل أهل الغرف، من علوّ، ورفعة المكانة، والمكان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ فِي الْأُفُقِ مِنَ الْمَشْرِقِ أَوْ الْمَغْرِبِ؛ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تِلْكَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ، قَالَ: ((بَلَى، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، رِجَالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ)) رواه البخاري.وفي لفظ لأحمد: ((في تفاضل الدرجات)).
  •  وفائدة ذكر المشرق والمغرب بيان للرفعة، وشدة البعد، فدل على سموّ منازل أهل الغرف، جعلنا اللَّه من أهلها (آمين)، وكذلك دلّ على التفاوت العظيم في الدرجات في جنات النعيم.
دعاء الزواج ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما

    * فوائد من  دعاء "ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما"

  • أهمية هذه الدعوة كسابقتها لثناء اللَّه تعالى على قائليها، وكذلك ملازمتهم، وتكرارهم هذه الدعوة بين الحين والآخر، كما أفاد الفعل المضارع (يقولون).
  • إن هبة اللَّه تعالى من أعظم النعم، ولذلك توسّلوا بها
  • إن سؤال اللَّه تبارك وتعالى إصلاح الزوجة والذرية من المقاصد المهمّة التي ينبغي للداعي الاعتناء بها.
  • تنشئةُ البيتِ على العقيدةِ الصَّحيحةِ والأخلاقِ، حتى تكونَ شجرةُ الإيمانِ في قلوبِهم ثابتةَ السَّاقِ، وهكذا هي تربيةُ الحُكماء كما قال الله تعالى في ذكره لقصة لقمان: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان:13]، فالتَّوحيدُ أولاً ولا شيءَ قبلَه، ثمَّ زرعُ مراقبةِ اللهِ -تعالى- في القوبِ ومعرفةُ أنَّه يعلمُ السِّرَ وأخفى، في قوله تعالى: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ} [لقمان:16]، فمهما أتى عليهم في الحياةِ من شُبهاتٍ وشهواتٍ، ومهما زاغَ بهم الطَّريقُ من النُّورِ إلى الظُّلماتِ، فلا بُدَّ لهم يوماً من رجوعٍ إلى ربِّ الأرضِ والسَّماواتِ
  • ينبغي للداعي أن يعظم رغبته في الدعاء، وأن يسأل اللَّه تعالى أعلى المطالب، وأسمى المراتب، كما في سؤالهم اللَّه تعالى أعلى مراتب الدين {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}.
  •  فيه بيان لعظم الدعاء، وأنه من أعظم الأسباب في إعطاء المرجوّ، وأنه يدلّ على عظم كرم اللَّه تعالى، وكمال قدرته، وسمعه، وعلمه، ويدلّ على محبّة اللَّه تعالى له.

رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا{

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

فائدة قول ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما





 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تقرأ في هذا الموضوع