بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد
وآله وصحبه أجمعين وبعد ..
- فهذه كلمات يسيره لا يستغني عن معرفتها من له أدنى همة لمعرفة نبية صلى الله عليه وسلم وسيرته وهديه.
- قال ابن القيم –رحمه الله-: "إذا كانت سعادة العبد في الدارين معلقةً بهديّ النبيّ صلى الله عليه وسلم، فيجب على كل من نصح نفسه وأحبَّ نجاتها وسعادتها أن يعرف من هديه وسيرته وشأنه ما يخرجُ به عن الجاهلين به، ويدخل به في عِداد أتباعه وشيعته وحزبه، والناس في هذا بين مُستقِل، ومُستكثِر، ومَحروم، والفضل بيد الله تعالى يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم"
أسأل الله تعالى أن يرزقني وإياكم حب نبيه صلى الله عليه
وسلم وطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر.
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم
وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على
إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد.
* شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم.
* نَسبُهُ صلى الله عليه وسلم.
- هو صلى الله عليه وسلم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصيّ بن كِلاب بن مُرَّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فِهر بن مالك بن النّضَر ين كنانة بن خُزيمة بن مُدرِكة بن إلياس بن مُضر بن نِزار بن مَعدِّ بن عدنان، وعدنان من ولد إسماعيل الذبيح بن إبراهيم الخليل عليه السلام.
- وهو صلى الله عليه وسلم خير أهل الأرض نسبًا على الإطلاق، وفي الحديث أن هرقل -ملك الروم- قال لأبي سفيان -رضي الله عنه-: "سألتك عن نسبه؟ فذكرت أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرُسل تبعث في نسب قومها".
* إصطِفاؤه صلى الله عليه وسلم.
قال صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ اصطفى مِن ولدِ إبراهيمَ، إسماعيلَ، واصطَفى من ولدِ إسماعيلَ بَني كنانةَ، واصطَفى من بَني كنانةَ قُرَيْشًا، واصطفى من قُرَيْشٍ بَني هاشمٍ، واصطَفاني من بَني هاشمٍ" صحيح الترمذي.
* أسماؤه صلى الله عليه وسلم.
أسماؤه كلها نعوت وليست
أعلمًا محضه تفيد مُجرد التعريف؛ بل هي مشتقة من صفات قائمة به توجب المدح والكمال
ومنها:
- محمد: وهو أشهر أسماؤه صلى الله عليه وسلم، وبه سمي في التوراة صريحًا، ومعناه كثير الخصال التي يُحمد عليها.
- أحمد: أي أحمد الخلق لله، ويحمده أهل السماء والأرض، وأهل الدنيا والآخرة لكثرة خصاله، وهو الاسم الذي سماه به المسيح عليه السلام.
- المُتوكِّل: سمي به لأنه توكل على الله في إقامة الدين توكلاً لم يشركه فيه غيره.
- الماحي: الذي يمحو الله به الكفر، ولم يُمح الكفر بأحد كما مُحي به.
- الحاشر: الذي يُحشر الناس على قدميه، فكأنه بُعث ليُحشر الناس.
- العاقب: الذي ليس بعده نبيّ، فهو بمنزلة الخاتم.
- المُقفى: الذي قفى على آثار من تقدَّمه، فقى الله به على آثار من سبقه من الرُسل.
- نبيُّ التوبة: الذي فتح الله به باب التوبة على أهل الأرض، فتاب عليهم توبةً لم يحصل لهم مثلها قبله، وكان صلى الله عليه وسلم أكثرهم استغفارًا وتوبةً.
- نبيُّ المَلحمة: الذي بُعث بجهاد أعداء الله، فلم يُجاهد نبيٌ وأمته قط ما جاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمَّته، والملاحم الكِبار التي وقعت لم يُعهد مًثلها قبله.
- نبيُّ الرَّحمة: الذي أرسه الله تعالى رحمة للعالمين، فرحم به أهل الأرض كلهم، فأمَّا المؤمنون فنالوا النصيب الأوفر من الرَّحمة، وأمَّا الكفار فأهل الكتاب منهم عاشوا في ظله وتحت حبله وعهده.
- الفاتِح: الذي فتح الله به باب الهدى بعد أن كان مُرتجًا، وفتح به الأعين العميَ، والآذان الصُّمَّ، والقلوب الغُلف، وفتح الله به أمصار الكفار، وفتح به أبواب الجنَّة، وفتح به طرق العلم النَّافع والعمل الصالح.
- الأمين: هو أحق العالمين بهذا الاسم، فهو أمين الله على وحيه ودينه، وهو أمين من في السماء وأمين من في الأرض؛ بل إن كفار قريش سموه الأمين قبل أن يبعث رسولاً.
- البشير: المُبشِّر لمن أطاعه بالثواب، والنَّذير لمن عصاه بالعقاب.
- سيِّد ولد آدم: قال صلى الله عليه وسلم: "أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ".
- السِّراج المُنير: الذي يُنير من غير إحراقٍ، بخلاف الوهَّاج فإنه فيه نوع إحراق.
وهو عبد الله، له عبودية خاصَّة الخاصَّة؛ لآنه صلى الله
عليه وسلم كمَّل مراتب العبودية.
* أوصافه صلى الله عليه وسلم.
- أكمل وصفه صلى الله عليه وسلم هو ما وصف به نفسه قال صلى الله عليه وسلم: "أنا محمَّدٌ عبدُ اللَّهِ ورسولُهُ ما أُحبُّ أن ترفَعوني فَوقَ مَنزِلَتي الَّتي أنزلَني اللَّهُ عزَّ وجلَّ".
- كان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خَلَقًا وخُلقًا قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4] ، وقالت عائشة رضي الله عنها: "كان خُلُقُه القُرآن" يعمل به ويقف عند حدوده؛ فيرضى لرضاه، ويسخَط لسخطِه.
- ومن أوصافه صلى الله عليه وسلم خليل الله: قال صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ اتَّخَذني خليلًا كما اتَّخَذ إبراهيمَ خليلًا".
وألقاكم في الجزء الثاني من شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم
ومع أوصافه صلى الله عليه وسلم الخَلقية والخُلقية.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
من كتاب المختصر المفيد لسيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وشمائلة.
بقلم هيثم بن محمد سرحان.
المدرس بمعهد الحرم بالمسجد النبوي سابقًا.
 





تعليقات
إرسال تعليق