الأربعون الرمضانية من أحاديث خير البرية .. الحديث العشرون
* الحديث العشرون: "السُّنة في الإفطارِ قبلَ الصَّلاة في رَمضَان".
عَن أنسِ بنِ مالِكٍ رَضِيَ الله
عَنهُ قالَ: "كانَ رسولُ اللهِ صلى اللهِ عليهِ وسلمَ يُفطِرُعلَى رُطَباتٍ
قبلَ أن يُصلِّيَ فإن لَم تَكُن رُطَباتٌ فَعَلى تَمراتٍ فإن لَم تَكُن حَسا
حَسَواتٍ مِن ماءٍ" رَواهُ أبوداود
* شرح الحديث العشرون.
- أمَر النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّم بتَعجيلِ الفِطْرِ عِنْدَ الصيامِ.
- "كَانَ يُفطِرُ على رُطَبَاتٍ قبلَ أن يُصَلِّيَ"، أي: يَأْخُذُ عددًا مِن الرُّطَباتِ يُفطِرُ عليهِنَّ قبلَ أن يُصَلِّيَ المَغرِبَ، وَهذا مِن باب تعجيلِ الفِطرِ.
- و"الرُّطَبُ": البَلَحُ وثَمَرُ النَّخْلِ الغَضُّ قبلَ أن يَجِفَّ ويُصبِحَ تَمْرًا.
- "فإن لم تَكُن رُطَباتٌ"، أي: فإن لم يَجِدْ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّم رُطَباتٍ، أفطَرَ على التَّمرِ.
- "فإن لم تَكُنْ"، أي: فإن لم يَجِدْ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّم تَمْرًا؛ حسَا حَسَواتٍ مِن ماءٍ.
- "حسَا حَسَواتٍ مِن ماءٍ"، أي: شَرِب قليلًا مِن الماء، و"الحَسْوَةُ": الجَرْعَةُ مِن الشَّرابِ.
- الحثُّ على المبادرةِ بالفطرِ قَبلَ الصَّلاةِ، ولو برُطَبات أو تَمَرات.
- أنَّ الأَوْلَى إطعامُ الرُّطبِ عندَ الفطرِ، فإنْ لم يجِدْ؛ فالأدْنَى ثمَّ الأدْنَى.
* فوائد من الحديث العشرون.
- من هَديّ النبيَّ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّم في رَمضَان تعجيل الفِطر.
- مَشروعِيَة الفِطر على الرُطَب أو التَّمر.
فضيلةً التَّمر على غيره، والحث عليه، وأن كلَّ بيت فيه تمرٌ لا يجُوعُ أهله، وإنما الجائع مَن ليس عنده تمرٌ.
في فِطرِ النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم مِن الصَّوم على التَّمر، أو الماء، تَدبيرٌ لَطيفٌ لأنَّ:
- الصَّوم يخلي المّعِدَة مِن الغِذاء، فلا تجد الكبدُ فيها ما تجذِبُه وترسله إلى القُوى والأعضاء.
- الحُلوُ أسرع شيءٍ وصولًا إلى الكبد وأحبُّه إليها، ولا سيما إن كان رُطَبًا فيَشتَدُ قبولُها له فتَنتَفع بِه هي والقُوَى.
- فإن لم يكُنْ فالتَّمرُ لِحلاوَتِه وتَغذِيَتِه.
- فإن لم يكُنْ فحسَوات الماءِ تُطفِئ لهيبَ المَعِدَة وحَرارةَ الصَّوم فتتنبَّه بعده للطَّعامِ.[زاد المعاد].
أسأل اللهَ عَزَوَجَلَّ أن يرزقَنا اتِّباعَ كتابِه الكريم، وسنَّةَ
رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ظاهرًا وباطنًا.
تعليقات
إرسال تعليق