شرح معاني أسماء القرآن الأربعة الثابتة

 

الأربعون الرمضانية من أحاديث خير البرية .. الحديث التاسع عشر

"لا يَزَالُ النَّاس بِخير ما عَجلوا الفِطر"

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد ..

أهلًا بكم متابعي مدونة -طريقك للجنة-، شَهرُ رَمضانَ مِن مَواسمِ الخيرِ الَّتي تَحمِلُ النَّفحاتِ الَّتي أُمِرْنا أنْ نَتعرَّضَ لها ونَنْهَلَ مِن خيرِها، ومع حديث جديد من أحاديث الأربعون الرمضانية، والحديث التاسع عشر "لا يَزَالُ النَّاس بِخير ما عَجلوا الفِطر"؛ لنتعرف على شرح هذا الحديث، وبيان ما فيه من أحكام وفوائد.

أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخَير واليُمن والبَركات.

* الحديث التاسع عشر: "لا يَزَالُ النَّاس بِخير ما عَجلوا الفِطر".

عَن سَهْل بن سَعْد السَّاعدي رَضِيَ الله عَنهُ أنَّ رَسولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلَّمَ قالَ: "لا يَزَالُ النَّاسُ بخَيْرٍ ما عَجَّلُوا الفِطْرَ" رَواهُ البُخاريّ

* شرح الحديث التاسع عشر.

• لَمَّا كان الصِّيامُ مِن أجلِّ العِباداتِ وأعظَمِ القُرُباتِ، كان لِزامًا على المُسلِمِ أنْ يَلتزِمَ هَدْيَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الحَثَّ على تَعجيلِ الفِطرِ.

• وفي هذا الحديثِ يَحكي سَهلُ بنُ سَعدٍ الأنصاريُّ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخبَرَ أنَّه لا يَزالُ المسلِمون على خَيرٍ وحقٍّ وهدًى مِن اللهِ، مُتمسِّكينَ بسُنَّةِ نَبيِّهم، واقفينَ عندَ حُدودِه، غيرَ مُبدِّلينَ ولا مُغيِّرين؛ ما عَجَّلوا بالإفطارِ مِن صَومِهم عندَ غُروبِ شَمسِ يَومِهم مُباشَرةً.
• كان تَعجيلُ الفِطرِ خَيرًا؛ لأنَّه أحفَظُ للقوَّةِ، وأرفَعُ للمَشقَّةِ، وأوفَقُ للسُّنةِ، وأبعَدُ عن الغُلوِّ والبِدعةِ، وليَظهَرَ الفرْقُ بيْن الزَّمانينِ في حكْمِ الشَّرعِ.

* وفي الحديثِ: 

• - بَركةُ اتِّباعِ السُّنَّةِ وبَقاءُ الخيرِ في النَّاسِ بسَببِ اتِّباعِهم للسُّنةِ.
• - أنَّ فَسادَ الأمورِ يَتعلَّقُ بتَغيُّرِ السُّنةِ.
• - أنَّ مُخالفةَ السُّنَّةِ في ذلِك كالعَلَمِ على فَسادِ الأُمورِ.

* فوائد من الحديث التاسع عشر.

• دلَّ الحديث على أن السُّنة تعجيلُ الفِطر والمُبادرةُ إليه بعد تَحقُق غُروب الشَّمس، وأن أمر الأمةِ لا يزال مُنتَظمًا وهم بخيرٍ، ما داموا مُحافِظين على هذه السُّنة.

* مشروعية تعجيل الفِطر حِكَم متعددة؛ منها:

• - المبادرة لطاعة الله تعالى بالفِطر، كما حصلت طاعته بالصَّوم.
• - ترك الغلو والتنطُّع في الدين بالزيادة على الفرض بما لم يَشْرَعه الله تعالى.
• - الأخذ برخصة الله من التَّيسير والتَّسهيل؛ حيث لم يلزمهم بمواصلة الصِّيام.
• - ترك التشبُّه بأهل الكتاب، فإنهم يُؤخِّرون الفطر؛ كما جاء ذلك في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال الدينُ ظاهرًا ما عجَّل الناسُ الفطر؛ لأن اليهود والنصارى يُؤخِّرون"؛ رواه أحمد.
• - أنَّه أرفَق بالصَّائِم، وأقوى له على مواصلة العبادة.

• من السُّنة أن يُفطر الصَّائِم على الرُّطَب، فإن لم يَتيسَّر فعَلى التَّمر، فإن لم يَتيَسر فعلى الماء.
• كان صلى الله عليه وسلم يُفطِر على أشياء خفيفةٍ لا تؤذي المَعِدَة، فالرُّطَب أو التَّمر سريعُ الامتصاص؛ لِما يشتمل عليه من الموادِّ السُّكرية.

تقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال.

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

#السُّنة في الإفطار قبل الصَّلاة في رَمضَان.