بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه
أجمعين، وبعد:
وردت آياتٌ في القرآن
الكريم تحثُنا على تدبُّر القرآن، والوقوفِ أمامَ آياته
وعِباراتِه وكلماتِه، واستخراجِ دلالاتِها ولطائفِها ونكاتِها ومعانيها.
- - قال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص:29].
- - وقال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24].
- والتدبُّر هو: التفكُّر، وهو مأخوذٌ من الدُّبر وهو مؤخِّر الشيء.
- وكأنَّ الناظرَ في آياتِ القرآن، يُعمِلُ عقلُه وفِكرَه فيها، ويلاحظُ أواخر َمعاني كلماتِها، أي المعاني الخفيَّه اللطائفَ الدقيقة، والنِكاتَ اللطيفة، التي لا يُلاحظها الإنسانُ العاديّ.
- وقد أشار قوله: {أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} إلى العوائقِ التي تحولُ بين الإنسانِ وبين تدبُّر القرآن، وهي اٌقفالُ على القلوب.
- وهذه الأقفالُ ليست أقفالًا حديديَّة محسوسَة، بل أقفالٌ معنويةٌ مكتَسَبة، إنَّها المعاصي والمنكراتُ والفواحشُ والشهوات، التي يقترفُها الإنسان، فتُنكَت في قلبهِ نُكتٌ سَوداء، وكأنَّ كلَّ واحدٍ قِفلٌ على القلب.
- فتعالوا معنا ننقي قلوبنا من تلك الأقفال، ونتدبر آيات كتاب الله تعالى بقلب نقيّ من خلال هذه الهدايات التي نسردها عليكم من كتاب أيسر التفاسير للجزائري.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بها، ونكون من أهل القرآن التالين له حق تلاوته العاملين به.
ونبدأ اليوم بإذن الله في "هدايات الجزء الأول".
من سورة الفاتحة إلى الآية (141) من سورة البقرة.
ونبدأ اليوم بإذن الله في "هدايات الجزء الأول".
من سورة الفاتحة إلى الآية (141) من سورة البقرة.
* هدايات الجزء الأول:
* هدايات سورة الفاتحة:
* الترغيب في سلوك
سبيل الصالحين: والترهيب من سلوك سبيل الغاوين، قال تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ
الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا
الضَّالِّينَ}
[الفاتحة:6-7].
- هدايات الأيات [1-2]
- تقوية الإيمان بالله تعالى وكتابه ورسوله.
- الحث على طلب الهداية من الكتاب الكريم.
- بيان فضيلة التقوى وأهلها، قال تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}[البقرة:2]
- هدايات الأيات [3-5]
دعوة المؤمنين وترغيبهم في الاتصاف بصفات أهل الهداية والفلاح،
ليسلكوا سلوكهم فيهتدوا ويفلحوا في دنياهم وأخراهم.
- هدايات الأيات [6-7]
- بيان سنة الله تعالى في أهل العناد والمكابرة والإِصرار بأن يحرمهم لله تعالى الهداية وذلك بتعطيل حواسهم حتى لا ينتفعوا بها فلا يؤمنوا ولا يهتدوا.
- التحذير من الإصرار على الكفر والظلم والفساد الموجب للعذاب العظيم.
- هدايات الأيات [8-10]
التحذير من الكذب والنفاق والخداع، وأن عاقبة الخداع تعود على
صاحبها كما أن السيئة لا يتولد عنها إلا سيئة مثلها.
- هدايات الأيات [11-13]
- ذم الادعاء الكاذب وهو لا يكون غالباً إلا من صفات المنافقين.
- الإِصلاح في الأرض يكون بالعمل بطاعة الله ورسوله.
- الإفساد فيها يكون بمعصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
- العاملون بالفساد في الأرض يبررون دائما إفسادهم بأنه إصلاح وليس بإفساد.
- هدايات الأيات [14-15]
- التنديد بالمنافقين والتحذير من سلوكهم في مُلاَقَاتِهِمْ هذا بوجه وهذا بوجه آخر وفي الحديث: "شراركم ذو الوجهين".
- إن من الناس شياطين يدعون إلى الكفر والمعاصي، ويأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف.
- بيان نقم الله، وإنزالها بأعدائه عز وجل.
- هدايات الأيات [17-20]
- استحسان ضرب الأمثال لتقريب المعاني إلى الأذهان.
- خيبة سعى أهل الباطل وسوء عاقبة أمرهم.
- القرآن تحيا به القلوب كما تحيا الأرض بماء المطر.
- شر الكفار المنافقون.
- هدايات الأيات [21-22]
- وجوب عبادة الله تعالى، إذ هي عله الحياة كلها.
- وجوب معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته.
- تحريم الشرك صغيره وكبيره ظاهره وخفيه.
- هدايات الأيات [23-24]
- تقرير نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بإثبات نزول القرآن عليه.
- تأكد عجز البشر عن الإتيان بسورة مثل سور القرآن الكريم لمرور ألف سنة وأربعمائة وست سنين والتحدي قائم ولم يأتوا بسورة مثل سور القرآن لقوله تعالى: {وَلَنْ تَفْعَلُوا}.
- النار تتقى بالإيمان والعمل الصالح وفي الحديث الصحيح: "اتقوا النار ولو بشق تمرة".
- هدايات الآية [25]
- فضل الإيمان والعمل الصالح إذ بهما كان النعيم المذكور في الآية لأصحابهما.
- تشويق المؤمنين إلى دار السلام، وما فيها من نعيم مقيم ليزدادوا رغبة فيهما وعملًا لها بفعل الخيرات وترك المنكرات.
- هدايات الأيات [26-27]
- أن الحياء لا ينبغي أن يمنع من فعل المعروف وقوله والأمر به.
- يستحسن ضرب الأمثال لتقريب المعاني إلى الاذهان.
- إذا أنزل الله خيراً من هدى وغيره يزداد به المؤمنون هدى وخيراً، ويزداد به الكافرون ضلالاً وشرا، وذلك لاستعداد الفريقين النفسي المختلف.
- التحذير من الفسق وما يستتبعه من نقض العهد، وقطع الخير، ومنع المعروف.
- هدايات الأيات [28-29]
- إنكار الكفر بالله تعالى، إقامة البرهان على وجود الله وقدرته ورحمته.
- حِل كل ما في الأرض من مطاعم ومشارب وملابس ومراكب إلا ما حرمه الدليل الخاص من الكتاب أو السنة لقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا}.
- هدايات الآية [30]
- سؤال من لا يعلم غيره ممن يعلم.
- عدم انتهار السائل وإجابته أو صرفه بلطف.
- معرفة بدء الخلق، شرف آدم وفضله.
- هدايات الأيات [31-33]
- بيان قدرة الله تعالى حيث علم آدم أسماء المخلوقات كلها فعلمها.
- شرف العلم وفضل العالم على الجاهل.
- فضيلة الاعتراف بالعجز والقصور، وجواز العتاب على من ادعى دعوى هو غير متأهل لها.
- هدايات الآية [34]
- التحذير من الكبر والحسد حيث كانا سبب إبلاس الشيطان، وامتناع اليهود من قبول الإسلام.
- تقرير عداوة إبليس، التنبيه إلى أنه عدوّ عداوته أبداً.
- التنبيه إلى أن من المعاصي ما يكون كفراً أو يقود إلى الكفر.
- هدايات الأيات [35-37]
- كرامة آدم وذريته على ربهم تعالى، وشؤم المعصية وآثارها في تحويل النعمة إلى نقمة.
- بيان عداوة الشيطان للإنسان ووجوب معرفة ذلك لاتقاء وسوسته.
- وجوب التوبة من الذنب بالاستغفار بعد الاعتراف بالذنب وتركه والندم على فعله.
- هدايات الأيات [38-39]
- المعصية تسبب الشقاء والحرمان.
- العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يسبب الأمن والإسعاد.
- الإعراض عنهما يسبب الخوف والحزن والشقاء والحرمان.
- الكفر والتكذيب جزاء صاحبهما الخلود في النار.
- هدايات الأيات [40-43]
- وجوب ذكر النعم لشكر الله تعالى عليها.
- وجوب الوفاء بالعهد لاسيما ما عاهد عليه العبد ربه تعالى.
- بيان الحق وحُرمة كتمانه، حرمة خلط الحق بالباطل تضليلا للناس وصرفهم عنه كقول اليهود: محمد نبيّ ولكن للعرب خاصة حتى لا يؤمن به يهود.
- هدايات الأيات [44-46]
- قبح سلوك من يأمر غيره بالخير ولا يفعله.
- بيان أن السيئة قبيحة وكونها من عالم أشد قبحًا.
- مشروعية الاستعانة على صعاب الأمور بالصبر والصلاة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.
- فضلية الخشوع لله، وذكر الموت، والرجوع إلى الله تعالى للحساب والجزاء.
- هدايات الأيات [47-48]
- وجوب ذكر النعم لتشكر بحمد الله وطاعته.
- وجوب اتقاء عذاب يوم القيامة بالإيمان والعمل الصالح بعد ترك الشرك والمعاصي.
- تقرير أن الشفاعة لا تكون لنفس كافرة، وأنّ الفداء يوم القيامة لا يقبل أبداً.
- هدايات الأيات [49-53]
- ذكر النَّعم يحمل على شكرها.
- الله تعالى يبتلى عباده لحِكَم عالية فلا يجوز الاعتراض على الله تعالى فيما يبتلي به عباده، الشرك ظلم لأنه وضع العبادة في غير موضعها.
- الحكمة من إرسال وإنزال الكتب هو هداية الناس إلى معرفة ربهم وطريقة التقرب إليه ليعبدوه فيكملوا ويسعدوا في الحياتين.
- هدايات الأيات [54-57]
- عبادة المؤمن غير الله وهو يعلم أنها عبادة لغير الله تعتبر ردة منه وشركاً.
- مشروعية قتال المرتدين، وفي الحديث: "من بدّل دينه فاقتلوه"، ولكن بعد استتابته.
- علة الحياة كلها شكر الله تعالى بعبادته وحده.
- الحلال من المطاعم والمشارب وغيرها، ما أحله الله والحرام ما حرمه الله عز وجل.
- هدايات الأيات [58-59]
- تذكير الأبناء بأيام الآباء للعظة والاعتبار، ترك الجهاد إذا وجب يسبب للأمة الذل والخسران.
- التحذير من عاقبة الظلم والفسق والتمرد على أوامر الشارع.
- حرمة تأويل النصوص الشرعية للخروج بها عن مراد الشارع منها.
- فضيلة الإحسان في القول والعمل.
- هدايات الأيات [60-61]
- استحسان الوعظ والتذكير بنعم الله تعالى ونقمه في الناس.
- مطالبة ذي النعمة بشكرها، وذلك بطاعة الله تعالى بفعل أوامره، وترك نواهيه.
- ذم الأخلاق السيئة والتنديد بأهلها للعظة والاعتبار.
- التنديد بكبائر الذنوب كالكفر وقتل النفس بغير الحق لاسيما قتل الأنبياء أو خلفائهم وهم العلماء الآمرون بالعدل في الأمة.
- هدايات الآية [62]
- العبرة بالحقائق لا بالألفاظ فالمنافق إذا قال هو مؤمن أو مسلم، ولم يؤمن بقلبه ولم يسلم بجوارحه لا تغنى النسبة عنه شيئاً، واليهودي والنصرانى والصابئ وكل ذي دين نسبته إلى دين قد نسخ وبطل العمل بما فيه فأصبح لا يزكى النفس، هذه النسبة لا تنفعه، وانما الذي ينفع الايمان الصحيح والعمل الصالح.
- أهل الإِيمان الصحيح والاستقامة على شرع الله بشرهم بنفي الخوف عنهم والحزن وإذا انتفى الخوف حصل الأمن وإذا انتفى الحزن حصل السرور والفرح وتلك السعادة.
- هدايات الأيات [63-66]
- وجوب الوفاء باعهود والمواثيق، ويجب أخذ أحكام الشرع بحزم، وذكرها وعدم نسيانها أو تناسيها.
- لا تتم التقوى لعبد إلا إذا أخذ أحكام الشرع بحزم وعزم.
- حرمة الاحتيال لإِباحة المحرّم وسوء عاقبة المحتالين المعتدين.
- هدايات الأيات [76-71]
- بيان ما كان عليه قوم موسى من بني إسرائيل من العجرفة وسوء الأخلاق ليتجنب مثلها المسلمون.
- حرمة الاعتراض على الشارع ووجوب تسليم أمره أو نهيه ولو لم تعرف فائدة الأمر والنهى وعلتها.
- الندب إلى الأخذ بالمتيسر وكراهة التشدد في الأمور.
- بيان فائدة الاستثناء بقوله إن شاء الله، إذ لو لم يقل اليهود ان شاء الله لمهتدون ما كانوا ليهتدوا إلى معرفة البقرة المطلوبة.
- ينبغي تحاشي الكلمات التي قد يفهم منها نتقاص الأنبياء مثل قولهم الآن جئت بالحق، إذ مفهومه أنه ما جاءهم بالحق إلا في هذه المرة من عدة مرات سبقت!!
- هدايات الأيات [72-74]
- صدق نبوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وتقريرها أمام اليهود إذ يخبرهم بأمور جرت لأسلافهم لم يكن يعلمها غيرهم وذلك إقامة للحجة عليهم.
- الكشف عن نفسيات اليهود وانهم يتوارثون الرعونات والمكر والخداع.
- اليهود من أقسى البشر قلوباً إلى اليوم، من علامات الشقاء قساوة القلوب، وفي الحديث: "من لا يرحم لا يرحم".
- هدايات الأيات [75-78]
- أبعد الناس عن قبول الحق والإذعان له اليهود، قبح إنكار الحق بعد معرفته.
- قبح الجهل بالله وبصفاته العلا وأسمائه الحسنى.
- ليس كل من يقرأ الكتاب يفهم معانية فضلا عن معرفة حكمه وأسراره وواقع أكثر المسلمين اليوم شاهد على هذا فإن حفظة القرآن منهم من لا يعرفون معانيه فضلا عن غير الحافظين له.
- هدايات الأيات [79-81]
- التحذير الشديد من الفتاوى الباطلة التي تحرم ما أحل الله أو تحلل ما حرم ليتوصل صاحبها إلى غرض دنيوي، أو حظوة لدى ذي سلطان.
- إبطال الإِنتفاع بالنّسب والإِنتساب.
- تقرير أن سعادة الإِنسان كشقائه مردهما في السعادة إلى الإِيمان والعمل الصالح، وفي الشقاوة إلى الشرك والمعاصي.
- التنبيه على خَطَرِ الذنوب صغيرها وكبيرها، وإلى العمل على تكفيرها بالتوبة والعمل الصالح قبل أن تحوط بالنفس فتحجبها عن التوبة والعياذ بالله.
- هدايات الأيات [82-86]
- مشروعية تذكير الناس ووعظهم بما يكون سبباً لهدايتهم.
- وجوب عبادة الله وتوحيده فيها.
- وجوب الإِحسان إلى الوالدين ولذوي القربى واليتامى والمساكين.
- وجوب معاملة الناس بحسن الأدب.
- تعرض أمة الإِسلام لخزي الدنيا وعذاب الآخرة بتطبيقها بعض أحكام الشريعة وإهمالها البعض الآخر.
- كفر من يتخير أحكام الشرع فيعمل ما يوافق مصالحه وهواه، ويهمل ما لا يوافق، ومن لا يقيم دين الله إعراضاً عنه وعدم مبالاة به.
- هدايات الأيات [87-90]
- واجب النعمة الشكر، وواجب الذنب التوبة.
- قبح رد الحق لعدم موافقته لهوى النفس.
- فظاعة جريمة القتل والتكذيب بالحق.
- سوء عاقبة التبجح بالعلم وإدعاء عدم الحاجة إلى المزيد منه.
- ذم الحسد وأنه أخو البغي وعاقبتهما الحرمان والخراب.
- شر ما يخاف منه سوء الخاتمة والعياذ بالله تعالى.
- هدايات الأيات [91-93]
- مشروعية توبيخ أهل الجرائم على جرائمهم إذا أظهروها.
- جرأة اليهود على قتل الأنبياء والمصلحين من الناس.
- وجوب أخذ أمور الشرع بالحزم والعزم والقوة.
- الإِيمان الحق لا يأمر صاحبه إلا بالمعروف، والإِيمان الباطل المزيف يأمر صاحبه بالمنكر.
- هدايات الأيات [94-98]
- صحة الإِسلام، وبطلان اليهودية، وذلك لفشل اليهود في المباهلة بتمني الموت.
- المؤمن الصالح يفضل الموت على الحياة لما يرجوه من الراحة والسعادة بعد الموت.
- صدق القرآن فيما أخبر به عن اليهود من حرصهم على الحياة ولو كانت رخيصة ذميمة إذ هذا أمر مشاهد منهم إلى اليوم.
- عداوة الله تعالى للكافرين؛ ولذا وجب على المؤمن معاداة أهل الكفر لمعاداتهم الله، ومعاداة الله تعالى لهم.
- هدايات الأيات [99-101]
- الفسق العام ينتج الكفر، إن العبد إذا فسق وواصل الفسق عن أوامر الله ورسوله سيؤدي به ذلك إلى أن ينكر ما حرم الله وما أوجب فيكفر لذلك والعياذ بالله.
- اليهود لا يلتزمون بوعد ولا يفون بعهد، فيجب أن لا يوثق في عهودهم أبداً.
- التوراة أحد كتب الله عز وجل المنزلة أنزلها على عبده ورسوله موسى بن عمران عليه السلام.
- قبح جريمة من تنكَّر للحق بعد معرفته، وكأنه جاهل به.
- هدايات الأيات [102-103]
- الإعراض عن الكتاب والسنة لتحريمهما الشر والفساد والظلم يفتح أمام المعرضين أبواب الباطل من القوانين الوضعية، والبدع الدينية، والضلالات العقلية قال تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ}[الزخرف:36-37].
- كفر الساحر وحرمة تعلم السحر، وحرمة استعماله.
- الله تعالى خالق الخير وَالضُر، ولا ضرر ولا نفع إلا بإذنه فيجب الرجوع إليه في جلب النفع، ودفع الضر بدعائه والضراعة إليه.
- العلم المبهم كالظَّن الذي لا يقين معه لا يغير من نفسية صاحبه شيئاً فلا يحمله على فعل خير ولا على ترك شر، بخلاف الرسوخ في العلم فإن صاحبه يكون لديه من صادق الرغبة وعظيم الرهبة ما يدفعه إلى الإِيمان والتقوى ويجنبه الشرك المعاصي. وهذا ظاهر في نفي الله تعالى العلم عن اليهود في هاتين الآيتين.
- هدايات الأيات [104-105]
- وجوب التأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مخاطبته بعدم استعمال أي لفظة قد تفهم غير الإِجلال والإِكبار له صلى الله عليه وسلم.
- وجوب السماع لرسول الله بامتثال أمره واجتناب نهيه، وعند مخاطبته لمن أكرمهم الله تعالى بمعايشته والوجود معه.
- التحذير من الكافرين كتابيين أو مشركين لأنهم أعداء حسدة للمؤمنين فلا يحل الركون إليهم والإِطمئنان إلى أقوالهم وأفعالهم، إذ الريبة لا تفارقهم.
- هدايات الأيات [106-108]
- ثبوت النسخ في القرآن الكريم، كما هو ثابت في السنة، وهما أصل التشريع، ولا نسخ في قياس ولا إجماع.
- رأفة الله تعالى بالمؤمنين في نسخ الأحكام وتبديلها بما هو نافع لهم في دنياهم وآخرتهم.
- وجوب التسليم لله والرضى بأحكامه، وعدم الاعتراض عليه تعالى.
- ذم التنطع في الدين وطرح الأسئلة المحرجة والتحذير من ذلك.
- هدايات الأيات [109-110]
- اليهود والنصارى يعلمون أن الإِسلام حق وأن المسلمين على حق فحملهم ذلك على حسدهم ثم عداوتهم، والعمل على تكفيرهم.. وهذه النفسية ما زالت طابع أهل الكتاب إزاء المسلمين إلى اليوم.
- أمر الله تعالى المؤمنين بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وفعل الخيرات تهذيباً لأخلاقهم وتزكية لنفوسهم وواعدهم بحسن العاقبة.
- هدايات الأيات [111-113]
- إبطال تأثير النّسب في السعادة والشقاء.
- تقرير أن السعادة بدخول الجنة مردها إلى تزكية النفس بالإِيمان والعمل الصالح، وأن الشقاوة بدخول النار مردها إلى الشرك، وارتكاب الذنوب.
- كفر اليهود والنصارى وهو شر كفر لأنه كان على علم.
- أن الإِسلام الصحيح القائم على أسسه الثلاثة الإِيمان والإِسلام والإِحسان هو سبيل النجاة من النار والفوز بالجنة.
- هدايات الأيات [114-115]
- عظم جريمة من يتعرض للمساجد بأي أذًى أو إفساد.
- وجوب حماية المساجد من دخول الكافرين إلا أن يدخلوها بإذن المسلمين وهم أذلاء صاغرون.
- صحة صلاة النافلة على المركوب في السفر إلى القبلة وإلى غيرها.
- وجوب استقبال القبلة إلا عند العجز فيسقط هذا الواجب.
- العلم بإحاطة الله تعالى بالعوالم كلها قدرة وعلما فلا يخفى عليه من أمر العوالم شيء ولا يعجزة آخره.
- هدايات الأيات [116-119]
- حرمة نسبة أي شيء إلى الله تعالى بدون دليل من الوحي الإِلهي.
- تشابه قلوب أهل الباطل في كل زمان ومكان لاستجابتهم للشيطان وطاعتهم له.
- لا ينتفع بالآيات إلا أهل اليقين لصحة عقولهم وسلامة قلوبهم.
- على المؤمن أن يدعو إلى الله تعالى، وليس عليه أن يهدى، إذ الهداية بيد الله، وأما الدعوة فهي في قدرة الإِنسان، وهو مكلّف بها.
- هدايات الأيات [120-121]
- لا يحصل المسلم على رضا اليهود والنصارى إلا بالكفر بالإِسلام واتباع دينهم الباطل وهذا ما لا يكون للمسلم أبداً فلذا طَلَب رضا اليهود والنصارى محرم لا يحل أبداً.
- لا دين حق إلا الإِسلام فلا ينبغي أن يُلْتَفَتَ إلى غيره بالمرة.
- من يوالي اليهود والنصارى باتباعهم على باطلهم يفقد ولاية الله تعالى ويحرم نصرته.
- طريق الهداية في تلاوة كتاب الله حق تلاوته بأن يجوده قراءة، ويتدبّره للهداية، ويؤمن بحكمه ومتشابهه، ويحلل حلاله ويحرم حرامه، ويقيم حدوده كما يقيم حروفه.
- هدايات الأيات [122-123]
- وجوب ذكر نعم الله على العبد ليجد بذلك دافعاً نفسياً لشكرها، إذ غاية الذكر هي الشكر.
- وجوب اتقاء عذاب يوم القيامة بالإِيمان وصالح الأعمال بعد التخلي عن الشرك والعصيان.
- استحالة الفداء يوم القيامة، وتعذر وجود شافع يشفع لمن مات على الشرك لا بإخراجه من النار، ولا بتخفيف العذاب عنه.
- هدايات الآية [124]
- الإِمامة لا تنال إلا بصحة اليقين والصبر على سلوك سبيل المهتدين.
- مشروعية ولاية العهد، بشرط أن لا يعهد إلا إلى من كان على غاية من الإِيمان والعلم والعمل والعدل والصبر.
- القيام بالتكاليف الشرعية قولاً وعملاً يؤهل لأن يكون صاحبه قدوة صالحة للناس.
- هدايات الأيات [125-126]
- منة الله تعالى بجعل البيت مثابة للناس وأمناً توجب حمد الله على كل مؤمن.
- سنة صلاة ركعتين خلف المقام لمن طاف بالبيت، وجوب حماية البيت والمسجد الحرام من أي ضرر يلحق بمن يوجد فيه من طائف وعاكف وقائم وراكع وساجد.
- بركة دعوة إبراهيم لأهل مكة، واستجابة الله تعالى لدعوته.
- الكافر لا يحرم الرزق لكفرة بل له الحق في الحياة إلا أن يحارب فيقتل أو يسلم.
- مصير من مات كافراً إلى النار لا محالة، والموت في الحرم لا يغني عن الكافر شيئاً.
- هدايات الأيات [127-129]
- فضل الإسهام بالنفس في بناء المساجد.
- المؤمن البصير في دينه يفعل الخير وهو خائف أن لا يقبل منه فيسأل الله تعالى ويتوسل إليه بأسمائه وصفاته أن يتقبله منه.
- مشروعية سؤال الله للنفس والذرية الثبات على الإِسلام حتى الموت عليه.
- وجوب تعلم مناسك الحج والعمرة على من أراد أن يحج أو يعتمر.
- وجوب طلب تزكية النفس بالإِيمان والعمل الصالح، وتهذيب الأخلاق بالعلم والحكمة.
- مشروعية التوسل إلى الله تعالى في قبول الدعاء وذلك بأسمائه تعالى وصفاته لا بحق فلان وجاه فلان.
- هدايات الأيات [130-134]
- لا يرغب عن الإِسلام بتركه أو طلب غيره من الأديان إلا سفيه لا يعرف قدر نفسه.
- الإِسلام دين البشرية جمعاء، وما عداه فهي أديان مبتدعة باطلة.
- استحباب الوصية للمريض يوصي فيها بنيه وسائر أفراد أسرته بالإِسلام حتى الموت عليه.
- كذب اليهود وبهتانهم وصدق من قال: اليهود قوم بُهت.
- يحسن بالمرء ترك الإِعتزاز بشرف وصلاح الماضيين، والإِقبال على نفسه بتزكيتها وتطهيرها.
- سنة الله في الخلق أن المرء يجزى بعمله، ولا يسأل عن عمل غيره، يطلق لفظ الأب على العم تغليباً وتعظيماً.
- هدايات الأيات [135-138]
- لا هداية إلا في الإِسلام ولا سعادة ولا كمال إلا بالإِسلام.
- الكفر برسول، كفر بكل الرسل فقد كفر اليهود بعيسى، وكفر النصارى بمحمد صلى الله عليه وسلم فأصبحوا بذلك كافرين، وآمن المسلمون بكل الرسل فأصحبوا بذلك مؤمنين.
- لا يزال اليهود والنصارى في عداء للإِسلام وحرب على المسلمين، والمسلمون يكفيهم الله تعالى شرهم إذا هم استقاموا على الإِسلام عقيدة وعبادة وخلقاً وأدباً وحكماً.
- الواجب على من دخل في الإِسْلام أن يغتسل غسلاً كغسل الجنابة إذ هذا من صبغة الله تعالى، لا المعمودية النصرانية التي هي غمس المولود يوم السابع من ولادته في ماء يقال له المعمودي وإدعاء أنه طهر بذلك ولا يحتاج إلى الختان.
- هدايات الأيات [139-141]
- فضيلة الإِخلاص وهو عدم الإِلتفات إلى غير الله تعالى عند القيام بالعبادات.
- كل امرئ يجزئ بعمله، وغير مسئول عن عمل غيره، إلا إذا كان سبباً فيه.
- اليهودية والنصرانية بدعة ابتدعها اليهود والنصارى، تفاوت الظلم بحسب الآثار المترتبه عليه.
- حرمة كتمان الشهادة لاسيما شهادة من الله تعالى.
- عدم الاتكال على حَسَبِ الآباء والأجداد.
- وجوب الإِقبال على النفس لتزكيتها وتطهيرها بالإِيمان الصحيح والعمل الصالح.
إلى هنا تنتهي هدايات الجزء الأول.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
* ونسعد بتدبراتكم وهداياتكم ..
نفعنا الله وإياكم ورزقنا العمل بها.
تعليقات
إرسال تعليق