ادعو الله باسمه "القيوم"

أذكَار المساء الثابتة عَن النَّبيّ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسَلَم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:

* فضل ذكر الله تعالى.

• إن ذكر الله تعالى فضل عظبم يقول الله تعالى في كتابة العزيز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الأحزاب: 41 – 42]
• وجاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري من حديث أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مَثَلُ الذي يَذكر ربَّه، والذي لا يَذكر ربَّه، مَثَلُ الحي والميِّت))، وهذا تصوير بديع يُبيِّن فضْل ذِكر الله تعالى.
• وملازمة الذِّكر أمرٌ عظيمٌ، لا يَفعله إلاَّ مَن وفَّقه الله لذلك، ومن أفضل أوقات النهار للذِّكر: طرَفا النهار؛ ولهذا أمرَ الله تعالى بذِكره فيهما في مواضعَ من القرآن؛ كقوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} [طه: 130].
• وذِكْر الله قد جاءَت به السُّنة على أنواعٍ عدَّة، فمنها ما هو مُقيَّد بصباحٍ، ومنها ما هو مُقيَّد بمساءٍ، ومنها ما هو بصباحٍ ومساء، ومنها ما هو بليلٍ، ومنها ما هو عند النوم، ومنها ما يكون عند الاستيقاظ من النوم، وحديثنا اليوم عن ما هو مُقيَّد بمساء.

  إقرأ أيضا 

• - أذكار الصباح الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

 

* أذكار المساء وفضل كل ذكر.

• قراءة آية الكرسي مرة واحدة.

بسم الله الرحمن الرحيم

{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: 255] (1).

• فضل الذكر: من قالها حين يُصبح، أُجير من الجِنّ حتى يُمسي، ومن قالها حين يُمسي، أُجير من الجِنّ حتى يصبح.

• قراءة سورة الإخلاص، والفلق، والناس ثلاث مرات (2).

بسم الله الرحمن الرحيم

{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}[الإخلاص:1-4].

بسم الله الرحمن الرحيم

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [الفلق:1-5].

بسم الله الرحمن الرحيم

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} [الناس:1-6].

• فضل الذكر: من قالها حين يصبح وحين يمسي، كفتْه من كل شيء.

• (أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، ربِّ أسألك خير ما في هذه الليلة، وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكِبر، ربِّ أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر) (3). - يقال: مرة واحدة.

• (اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرِّ ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) (4). - يقال: مرة واحدة.
• فضل الذكر: من قالها موقنًا بها حين يمسي ومات من ليلته، دخل الجنة، وكذلك حين يصبح.

• (رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم – نبيًّا) (5). - يقال: ثلاث مرات.
• فضل الذكر: من قالها حين يصبح وحين يمسي، كان حقًّا على الله أن يُرضيه يوم القيامة.

• (اللهم إني أمسيت أشهدك، وأشهد حملة عرشك، وملائكتك، وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدًا عبدك ورسولك) (6). - يقال: أربع مرات.
• فضل الذكر: من قالها أعتقه الله من النار.

• (اللهم ما أمسى بي من نعمة أو بأحد من خلقك، فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر) (7). - يقال: مرة واحدة.
• فضل الذكر: من قالها حين يمسي، أدَّى شكر ليلته.

• (حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكَّلت وهو رب العرش العظيم) (8). - يقال: سبع مرات.
• فضل الذكر: من قالها كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة.

• (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) (9). - يقال: ثلاث مرات.
• فضل الذكر: لم يضره من الله شيء.

• (اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا، وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير) (10). - يقال: مرة واحدة.

• (أمسينا على فطرة الإسلام وعلى كلمة الإخلاص، وعلى دين نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى مِلة أبينا إبراهيم حنيفًا مسلمًا وما كان من المشركين) (11). - يقال: مرة واحدة.

• (سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته) (12). - يقال: ثلاث مرات.

• (اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت) (13). - يقال: ثلاث مرات.

• (اللهم إني أعوذ بك من الكفر، والفقر، وأعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنت) (14). - يقال: ثلاث مرات.

• (اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي) (15). - يقال: مرة واحدة.

• (يا حيّ يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تَكِلني إلى نفسي طرْفة عين) (16). - يقال: مرة واحدة.

• (أمسينا وأمسى الملك لله رب العالمين، اللهم إني أسألك خير هذه الليلة فتحها، ونصرها، ونورها وبركتها، وهداها، وأعوذ بك من شر ما فيها وشر ما بعدها) (17). - يقال: مرة واحدة.

• (اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض رب كل شيء ومليكه، أشهد أنْ لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجره إلى مسلم) (18). - يقال: مرة واحدة.
• "وشركه" روى على وجهين:
• - أظهرهما وأشهرهما شِرْكِه بكسر الشين مع إسكان الراء من الإشراك.
• - الثاني شَرَكه بفتح الشن والراء: حبائله ومصايده.

• (اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئًا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه) (19). - يقال: ثلاث مرات.

• (اللهم إنى أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلَبة الدَّين وقهر الرجال). وكان يكثر منه بدون تحديد عدد. (20)
• وهو في البخاري بلفظ: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل، والبخل والجبن وضَلَع الدين وغلبة الرجال.

• (اللهم إني أسألك علمًا نافعًا، ورزقًا طيبًا وعملًا متقبلًا) (21). - يقال: مرة واحدة.

• (أستغفرالله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه) (22). - يقال: ثلاث مرات.
• فضل الذكر: غفر له وإن كان عليه مثل زبد البحر.

• (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) (23). - يقال: ثلاث مرات.

• (اللهم  صلِّ وسلم على نبينا محمد) (24). - يقال: عشر مرات.
• فضل الذكر: من صلى عليّ حين يصبح وحين يُمسي، أدركته شفاعتي يوم القيامة.

* فوائد ذكر الله تعالى.

وللذكر فوائدُ نصَّ عليها ابن القيِّم في الوابل الصيِّب، تربو على التسعين فائدة، نذكر جملة منها أنه:

• -        يَطرد الشيطان.
• -        يُرضي الرحمن - عزَّ وجل.
• -        يُزيل الهمَّ والغمَّ عن القلب.
• -        يَجلب للقلب الفرحَ والسرور.
• -        يُقوِّي القلب والبدن.
• -        يُنوِّر الوجه والقلب.
• -        يَجلب الرزق.
• -        يُورثه المحبَّة التي هي رُوح الإسلام.
• -        يُورثه المراقبة؛ حتى يُدخله في باب الإحسان.
• -        يُورثه الإنابة، وهي الرجوع إلى الله - عزَّ وجل.
• -        يَفتح له بابًا عظيمًا من أبواب المعرفة.
• -        يُورثه الهيْبة لربِّه - عز وجلَّ - وإجلاله.
• -        يُورثه ذِكر الله تعالى له؛ كما قال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}[البقرة: 152]
• -        يُورث حياة القلب.
• -        قوَّة القلب والرُّوح.
• -        يُورث جلاءَ القلب من صَدئه.
• -        يحطُّ الخطايا ويُذهبها؛ فإنه من أعظم الحسنات، والحسناتُ يُذهبنَ السيِّئاتِ.

وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آله وصحْبه أجمعين.

* المراجع.

(1) أخرجه البخاري.

(2) خرَّجه أبو داود والنسائي والترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وحسَّنه الحافظ ابن حجر.

(3) رواه مسلم وغيره.

(4) أخرجه البخاري وغيره.

(5) أخرجه أبوداود والترمذي وقال: حسن غريب، وفي الزوائد: إسناده صحيح، رجاله ثِقات، والحديث صححه الحاكم ووافَقه الذهبي، وحسنه الحافظ ابن حجر.

(6) رواه الترمذي وقال: حديث غريب، ورواه النسائي وأبو داود، وجوَّد إسناده النووي، وحسَّنه ابن القيِّم في زاد المعاد.

(7) خرَّجه أبو داود والبيهقي وابن حبان في صحيحه، واللفظ لهما، وحسَّنه ابن حجر.

(8) رواه أبو داود وسكت عنه هو والمنذري، وهو موقوف على أبي الدرداء، ومثله لا يقال من قبيل الرأي والاجتهاد، فله حكم المرفوع، وقد رفعه ابن السُّني.

(9) رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث صحيح، والنسائي وابن حبان والحاكم، وقال: صحيح الإسناد.

(10) البخاري في الأدب المفرد والحديث صححه ابن حبان، والحافظ ابن حجر، والألباني، وقال الترمذي: حسن صحيح.

(11) رواه الدارمي وأحمد وزاد: إذا أمسى، والبيهقي في الدعوات، وصححه النووي والألباني، وقال في المجمع: رجالها رجال الصحيح.

(12) أخرجه مسلم.

(13) رواه أحمد وأبو داود، والنسائي، والبخاري في الأدب المفرد، والبيهقي في الدعوات، وابن حبان في صحيحه، وحسنه الحافظ ابن حجر.

(14) رواه أحمد وأبو داود، والنسائي، والبخاري في الأدب المفرد، والبيهقي في الدعوات، وابن حبان في صحيحه، وحسنه الحافظ ابن حجر.

(15) خرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه وقال الحاكم: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وصححه الألباني.

(16) رواه النسائي والبزار، والحاكم وصححه، وقال في المجمع: رجاله رجال الصحيح غير عثمان بن موهب وهو ثقة، وصححه المنذري وحسَّنه الألباني.

(17) رواه أبو داود وسكت عنه، وحسنه ابن القيم في زاد المعاد، وجوَّده العراقي.

(18) قال إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك " قال الترمذي. حديث حسن صحيح وأخرجه أحمد وأبو داود وابن حبان والحاكم، وصححه، وصححه الألباني.

(19) رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح، غير أبي على، وقد وثقه ابن حبان، ورواه أبو يعلى بنحوه من حديث حذيفة، إلا أنه قال فيه: يقول كل يوم ثلاث مرات، وقال الألباني: حسن لغيره.

(20) رواه أبو داود وسكت عنه، وقال المنذري: في إسناده غسان بن عوف وقد ضعف.

(21) رواه ابن ماجه وابن السني والطبراني في الصغير، وأحمد في المسند، وأبو يعلى والنسائي في الكبرى، وحسنه الحافظ.

(22) رواه ابن ماجه وابن السني والطبراني في الصغير، وأحمد في المسند، وأبو يعلى والنسائي في الكبرى، وحسنه الحافظ.

(23) رواه مسلم.

(24) رواه الطبراني وحسنه الألبان.