بسم الله الرحمن
الرحيم
الحمد لله رب
العالمين .. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد ..
عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي
اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تُعْرَضُ
الْأَعْمَالُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ
عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» رواه
الترمذي.
* الحكمة من صيام الاثنين والخميس.
- يتبن لنا من الحديث السابق الحكمة من صيام الاثنين والخميس، وهي أن الأعمال تعرض على الله تعالى يوم الاثنين والخميس؛ لذلك يستحب للمسلم أن يواظب عليها.
- صيام الاثنين والخميس من أنواع صيام التطوّع، فمن صامهما فيكون بهذه الحالة قد صام ثمانية أيّام من الشّهر.
* سنة صيام الاثنين والخميس.
- كان من هدي النبي -صلّى الله عليه وسلّم- صيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع؛ لأنّ أعمال العباد تعرض علي الله تعالى في هذين اليومين، فيجب على ىالمسلم أن يحرص على أن تعرض أعماله في يومي الاثنين والخميس وهو صائم.
- عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَكْثَرَ مَا يَصُومُ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ فَقِيلَ لَهُ فَقَالَ: «إِنَّ الْأَعْمَالَ تُعْرَضُ كُلَّ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ أَوْ كُلَّ يَوْمِ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ فَيَغْفِرُ اللَّهُ لِكُلِّ مُسْلِمٍ أَوْ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ إِلَّا الْمُتَهَاجِرَيْنِ فَيَقُولُ أَخِّرْهُمَا» رواه أحمد.
* تفتح أبواب الجنة يومي الاثنين والخميس.
- في يومي الاثنين والخميس تُفتَّح أبواب الجنّة، وفيهما يُغفر لكلّ مسلم إلا المتخاصمين المتهاجرين.
- كان رسول الله ﷺ أكثر ما يصوم الإثنين والخميس، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا» رواه مسلم.
* فضل صيام الاثنين والخميس.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم يومي الاثنين والخميس شكرًا لله تعالى؛ لأن يوم الاثنين يوم ولد فيه صلى الله عليه وسلم، وفيه أنزل عليه القرآن.
- عَنْ أَبِى قَتَادَةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ أنه قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ صَوْمَ يَوْمِ الاِثْنَيْنِ وَيَوْمِ الْخَمِيسِ قَالَ: «فِيهِ وُلِدْتُ وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَىَّ الْقُرْآنُ» رواه أبو داوود.
* ما الأفضل صيام الاثنين والخميس، أم صيام الأيام البيض؟
- إذا أردنا أن نفاضل بين صيام الاثنين والخميس، وصيام الأيام البيض نجد أن صيام الاثنين والخميس أفضل من صيام الأيام البيض؛ لأن من صام الاثنين والخميس كل أسبوع فإنه يعني أنه قد صام ثمانية أيام من كل شهر، فيكون بذلك قد جمع بين الفضيلتين: صيام الاثنين والخميس، وصيام الأيام البيض.
- صيام الأيام البيض يصح صيامها من أول الشهر، أو وسطه، أو آخره، متفرقة أو متتابعة، إلا أن الأفضل أن يكون صيام الأيام البِيض في الأيام التي يكون القمر فيها مكتملاً وهي: الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من الشهر القمري.
إقرأ أيضا
* نوايا صيام الاثنين والخميس.
ومن النوايا التي يجب على المسلم أن ينويها في الصيام سواء كان فرضًا، أو
تطوعًا كما في صيام الأيام البيض، أو الاثنين والخميس ما يلي:
- أن يكون صومه هذا ابتغاء مرضاة الله تعالى، ليكون من المتقين لقوله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].
- اتباعًا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان يتحرى صيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع لأن فيهما تعرض الأعمال على الله تعالى، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرَّى صوم الاثنين والخميس» رواه الترمذي.
- أن يباعد الله بينه وبين النار، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام يومًا في سبيل الله؛ جعل الله بينه وبين النار خندقًا كما بين السماء والأرض» حديث حسن: السلسلة الصحيحة.
- ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام يومًا في سبيل الله؛ باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام» السلسلة الصحيحة.
- أن يكون الصيام شفيعًا لك يوم القيامة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة؛ فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، قال: فيشفعان» إسناده صحيح: رواه أحمد.
- أن يُرفع عمل المسلم وهو صائم، عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الإثنين والخميس، فسألته؟ فقال: «إن الأعمال تعرض يوم الإثنين والخميس، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم» صحيح فتح الباري.
- رجاء أن يختم لك بصيام يوم فتدخل الجنة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من خُتم له بصيام يوم؛ دخل الجنة» رواه البزار عن حذيفة، و صححه الألباني في صحيح الجامع.
- أن تدخل من باب الريان يوم القيامة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق؛ فلم يدخل منه أحد»، وفي رواية عند ابن خزيمة: «....... فإذا دخل آخرهم أغلق، ومن دخل شرب، و من شرب لم يظمأ أبدًا» رواه البخاري، ومسلم، والترمذي، وابن ماجة، والنسائي، وابن خزيمة.
قال ﷺ: «إنَّ
فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ
ظَاهِرِهَا، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِمَنْ أَلانَ الْكَلامَ، وَأَطْعَمَ
الطَّعَامَ، وَتَابَعَ الصِّيَامَ، وَصَلَّى
بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ» رواه الترمذي.
أسأل الله أن يرزقنا
الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ويعيذنا من
النار وما قرب إليها من قول أو عمل.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا
محمد وآله وصحبه وسلم.
تعليقات
إرسال تعليق