أفضل أعمال عشر ذي الحجة
الحمد لله الذي جعل تسع ذي الحجة موسمًا للطاعات، وأفاض على الطائعين بنعم الرضوان والنفحات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، إله تفرد بالكمال والتمام، وتقدس عن مشابهة الأنام، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله وصفيه وخليله، وخيرته من خلقه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا أما بعد:
ها هي ذي مواسم الخيرات
تنفحنا نسماتها، مواسم أقسم الله بلياليها وأيامها تعظيما لشأنها؛ فقال عز وجل:﴿وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)﴾ [سورة الفجر].
* فضل العشر من ذي الحجة.
حدث جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إِنَّ الْعَشْرَ عَشْرُ الأَضْحَى، وَالْوَتْرَ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّفْعَ يَوْمُ النَّحْرِ" رواه أحمد وهو حديث صحيح على شرط مسلم.
- قال ابن القيم رحمه الله: "إن الفجر في الليالي العشر زمن يتضمن أفعالاً معظمةً من المناسك، وأمكنةً معظمةً وهي محلها، وذلك من شعائر الله المتضمنة خضوع العبد لربه؛ فإن الحج والنسك عبودية محضة لله، وذل وخضوع لعظمته، فالزمان المتضمن لمثل هذه الأعمال أهل أن يقسم الرب عز وجل به" [التبيان في أقسام القرآن].
- أيام لا تفضلها أيام غيرها أبدًا، كيف لا وقد روى البخاري في صحيحه عن ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ؟ قَالُوا: وَلا الْجِهَادُ؟ قَالَ: وَلا الْجِهَادُ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ".
* فضل الأيام العشر الأول من ذي الحجة.
فهي خير أيام الدنيا؛ قال صلى الله عليه وسلم: "أفضل أيام الدنيا أيام العشر" صحيح الجامع.
- هي الأيام المعلومات التي شـرع فيها ذكر الله؛ قال تعالى: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ﴾[الحج: 28].
- وهي الأيام التي تجتمع فيها أمهات العبادات وهي: "الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج"، وذلك لا يجتمع في غيرها من الأيام؛ إذ نسـتطيع في أي يوم أن نصلي ونصوم ونتصدق، لكن لا نسـتطيع أن نحج، أما في الأيام العشـر فإننا نسـتطيع أن نجمع كل أنواع العبادات، وهذا من فضل هذه الأيام على غيرها.
- وهي الأيام التي اشـتملت على أيام فاضلات، ففيها يـوم عرفة، وهو اليـوم التاسـع منها، فعن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده" رواه مسلم.
- وهي الأيام التي أنزل الله فيها على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾[المائدة: 3] قيل: نزلت يوم عرفة، وقيل: يوم النحر، تلك الأيام التي أكمل الله فيها الدين، وأتم فيها الشريعة، وأتم علينا النعمة، أيام عظيمة عند الله عز وجل.
* أيهما أفضل أيام العشر من ذي الحجة، أم ليالي العشر من رمضان؟
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة".
- قال ابن القيم رحمه الله: "وإذا تأمل الفاضل اللبيب هذا الجواب وجدَهُ شافيًا كافيًا فإنه ليس من أيام العمل فيها أحب إلى الله من أيام عشر ذي الحجة، وفيها يوم عرفة، ويوم النحر، ويوم التروية، وأما ليالي عشر رمضان فهي ليالي الإحياء التي كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحييها كلها، وفيها ليلة خير من ألف شهر".
* أفضل أعمال عشر ذي الحجة.
ومن الأعمال التي تؤدى في هذه الأيام المُباركات وهي العشر من ذي الحجة:
* أولاً: الصلاة على وقتها.
- احرص على الصلاة على وقتها، وقم إلى الصلاة متى سمعت النداء مهما تكن الظروف.
- صلاة الجماعة تفضل صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة.
- مشيك إلى المسجد يضمن لك بكل خطوة حسنة ويحط عنك خطيئة، والمسجد الأبعد ممشى، يضمن لك أجرا أكبر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله،كانت خطواته، إحداهما تحط خطيئة، والأخرى ترفع درجة». صحيح الجامع.
- الفرض أساس، والنوافل حُرَّاس، فاهتم بصلاة الفريضة اهتماما خاصا، فخشوعك فيها أثقل في ميزانك، ودعاؤك في صلاة الفريضة أهم وأرجى للإجابة.
- كلما بكَّرت للصلاة، كان أجرك أعظم، وفي الحديث: «لو تعلمون ما في الصف الأول ما كانت إلا قرعة». صحيح الجامع، قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول». صحيح الجامع.
- المرأة تنال أجر الصلاة في المسجد بحثها زوجها وأولادها وإخوتها على صلاة المسجد، فالدال على الخير كفاعله.
- انتظر قليلا في المسجد بعد كل صلاة، واغتنم هذا الوقت في ختام الصلاة، وقراءة آية الكرسي، والدعاء بعدها، واستبشر بثوابك ففي الحديث عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزالُ أحدُكُم في صلاةٍ ما دامَ ينتَظِرُها، ولا تَزالُ الملائِكَةُ تصلِّي علَى أحدِكُم ما دامَ في المسجدِ، اللَّهمَّ اغفِر لَهُ، اللَّهمَّ ارحمهُ، ما لم يُحدِثْ، فقالَ رجلٌ من حَضرمَوتَ: وما الحدَثُ يا أبا هُرَيْرةَ ؟ فقالَ: فُساءٌ، أو ضُراطٌ». صحيح الترمذي.
* ثانيًا: الصيام.
- عن
بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: «كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل
شهر». صحيح أبي داود.
- احرص
على صيام ما استطعت من هذه
الأيام، خاصة
يوم عرفة فعن أبي قتادة الأنصاري رضي الله تعالى
عنه: أنَّ
رسول الله ﷺ سُئل عن صوم يوم عرفة، فقال:"يُكفِّر السنة الماضية والباقية".
- احرص على صوم لسانك عن الكذب، والغيبة، والسَّب، والقذف نطقا،
أو كتابة.
- احفظ
بصرك عن النظر للحرام حيًّا
متحركا، أو صورة ورقية، أو من وراء شاشة هاتف، أو كمبيوتر، أو قناة فضائية.
- عليك
بصيانة أذُنك أثناء صومك عن
سماع كل ما حُرِّم قوله، ولا تنس: (المُستمع مغتاب)
إذا لم يُنكِر على المغتاب.
- رغِّب أهل بيتك ومن تحب على الصيام، وانشر على صفحتك دعوات الصوم مع فضل الصيام خاصة يوم عرفة.
- احرص على السحور التماسا لصلاة الله والملائكة عليك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى وملائكته يصلون على المتسحرين». صحيح الجامع، وصلاة الله رحمة، وصلاة الملائكة دعاء بالرحمة.
* ثالثًا: الزكاة أو الصدقة.
- الصدقة النوعية! أنفق من أحب ما لديك من مال أو كسوة قال تعالى: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ).
- أعلِن عن بعض صدقاتك بنية اقتداء الناس به، ودعوة غيرك إلى التَّصدق، ولو استطعت أن تُخرِج جزءً من زكاة مالك
في هذه الأيام، فافعل.
- اجعل لك نصيبا من الصدقة الخفية! وكان بشر بن الحارث يقول: «الصدقة
أفضل من الحج والعمرة والجهاد! ثم قال: ذاك يركب ويرجع ويراه الناس، وهذا يُعطي سرًا لا
يراه إلا الله عز وجل».
- تصدق
كل يوم، ولو بأقل القليل (كان بعض السلف يقدِّم مع كل صلاة صدقة، مبرِّرا ذلك أن الله أمرنا أن نقدِّم بين أيدينا صدقة
إذا ناجينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومناجاة الله أعظم!).
- لا
تنتظر أن يشكرك الفقير بثناء، أو
مدح، أو يرد لك صدقتك، بل
اجعل غايتك الله: قال تعالى:
﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ
لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا﴾.
- تصدق على أقربائك تنل أجرك مرتين! في الحديث: «صدقة ذي الرحم على ذي الرحم: صدقة، وصلة» صحيح الجامع.
* رابعًا: الدعاء.
- لا تستعجِل الإجابة، فإن العبد يُستجاب له ما لم
يَعجل، وربما
كان عدم الإجابة هو عين الإجابة.
- ثلاثية كل صلاة: حافظ في كل صلاة على الدعاء بين الأذان
والإقامة، وفي السجود، ودُبُر الصلاة، فهذه مواطن ثلاثة للإجابة مرتبطة بكل صلاة.
- قدِّم بين يدي
دعائك عملًا
صالحًا، فلا
يفوتك الدعاء عقب
صدقة، أو
قيام في السَّحر، أو عيادة مريض، فهو أرجى للإجابة.
- من الأسباب الخفية لعدم
الإجابة: ترك
الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ففي الحديث: «والذي نفسي بيده، لتأمرن بالمعروف
ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده، ثم لتدعُنَّه،
فلا يستجيب لكم». صحيح الجامع.
- أطل دعاءك! ولتكن إطالتك حافزا لحضور قلبك، وعلامة إلحاحك على ربك، فتكون الإجابة أرجى والقبول أقرب.
- لا يفوتك دعاء يوم عرفة، فقد دعا رسول الله يوم عرفة مستقبلًا الصخرات من بعد صلاة
الظهر، وحتى
غربت الشمس.
- هدية دعائية: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من تعارَّ أي: انتبه من نومه، وقيل: تقلَّب على الفراش ليلاً فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، لـه الملك ولـه الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال اللهم اغفر لي - أو دعا - استُجيب له، فإن توضأ قُبِلَت صلاته». قال ابن بطال: (فينبغي لمن بلغه هذا الحديث أن يغتنم العمل به، ويخلص نيته لربه سبحانه وتعالى).
* خامسًا: التكبير.
- جاء في مسند أحمد: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب
إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير
والتحميد).
- السنة المؤكدة هو التكبير المطلق والمقيَّد: فالتكبير المطلق في سائر الوقت من أول أيام
العشر إلى آخر أيام التشريق، وكان هذا فعل الصحابة، فقد كان عمر رضي الله عنه يُكَبِّرُ في قُبَّته بِمِنًى،
فيسمعه أهل المسجد، فَيُكَبِّرون ويُكَبِّرأهل الأسواق، حتَّى تَرْتَجَّ مِنًى
تكبيرا.
- وحتى النساء! فقد كانت مَيْمُونة تُكَبِّرُ يوم النَّحر، وكُنَّ النِّساء يُكَبِّرْنَ خلف أَبان بن
عثمان، وعمر بن عبد العزيز ليالي التَّشريق مع الرِّجال في الْمسجد.
- وأما التكبير المقيد فيكون أدبار الصلوات
المفروضة، ويبدأ من فجر يوم عرفة (لغير الحاج) إلى عصر آخر أيام التشريق، يعني إلى رابع أيام العيد، حيث ينتهي التكبير عقب صلاة العصر من ذلك اليوم.
- ظاهر النصوص أن التكبير المقيد شامل للمقيم والمسافر، والجماعة والمنفرد، والصلاة المفروضة والنافلة، وحتى المسبوق ببعض الصلاة فإنه يُكبِّر إذا فرغ من قضاء ما فاته.
- التكبير من السنن المهجورة، ولا سيما في أول العشر فلا تكاد تسمعه إلا من القليل، فحريٌّ بالمسلمين أن يحيوا هذه السنة فيفوزوا بأجر العمل، وأجر إحياء سنة تكاد تندثر.
* سادسًا: اتقاء المحارم.
- هل تعلم من هو أعبد الناس؟! ليس أكثرهم صياما، ولا أطولهم قياما، لكنه من قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتق المحارم تكن أعبد الناس». صحيح الجامع.
- أكثر خطايا ابن آدم في لسانه وعينه، فراقب كلامك وحاذر بصرك.
- من أهم المحارم التي عليك أن تجتنبها اليوم:
- آفات اللسان من كذب، وغيبة، ونميمة، والسِباب، واللِعان.
- آفات السمع وهي بالإصغاء إلى كل ما حُرِّم التحدث به دون إنكار.
- آفات القلب من خِيانة، وكِبر، وعُجب، وحسد،
وحِقد، وغرور.
- قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «من سرَّه أن يسبق الدائب المجتهد
فليكف نفسه عن الذنوب؛ فإنكم لن تلقوا الله بشيء خيرٍ لكم من قلة الذنوب».
- لا تجعل طاعاتك على حافة الهاوية، بل اجعل بينك وبين الحرام حاجزا من المباح لا تتعداه، ودع كثيرا من الشُبهات، والمكروهات خشية الوقوع في الحرام.
- من اتقاء المحارم اجتناب الأماكن التي يُعصى الله فيها إلا أن تكون مُنكِرا على أهلها.
- وأخيرا: سئل شيخ الإسلام ابن تيمية في إثم المعصية، وحد الزنا: هل تُزاد في الأيام
المباركة أم لا؟ فأجاب: نعم! المعاصي في الأيام المفضلة،
والأمكنة المفضلة تُغلَّظ، وعقابها بقدر فضيلة الزمان والمكان.
* سابعًا: قراءة القرآن.
- اقرأ ثلاث أجزاء من القرآن يوميا في هذه الأيام العشر.
- من يشتكي عدم انتظامه في قراءة القرآن، فنصحته بالتبكير، فكلما بكّرت بالقراءة كنت أكثر محافظة على وِردك وتدبرا له، وإن تأخرت عن أول اليوم فرّطت فيه!
- اجتهد في قراءة جزء من الورد في الصلاة؛ لأنها أعظم أجرًا من قراءته خارج الصلاة (لا يجوز القراءة من المصحف في
صلاة الفريضة بعكس النافلة).
- اقرأ بتدبر مع معرفة تفسير الآيات
المبهمة من
تفسير مختصر
كالجلالين.
- اقرأ وِرد القرآن في وقت ثابت، فهذا أدعى للمحافظة عليه، يقول محمد إقبال: أنا ثروتي وكنزي أن أقرأ القرآن
بعد صلاة الفجر، وقد ذكر سيد قطب في الظلال أن أحسن أوقات قراءة القرآن
وتدبره في الفجر، ويقول ابن الصلاح: "أن من قرأ القرآن في الفجر سدَّده
الله في حركاته، وسكناته في النهار".
- إن فاتك وردك من القرآن، فاقرأه في اليوم التالي، ولا تسمح للشيطان بتفويت الأجر عليك.
- اقرأ القرآن وكأنك تبحث عن رسالة ربانية بعثها
الله لك، ودواء لما في قلبك من أمراض.
- بمقدار تدبرك يكون ظفرك بالمعنى، وفوزك بإنعام الله عليك بالعطية، وغير ذلك من مكائد الشيطان كما قال ابن هبيرة في ذيل طبقات
الحنابلة: «من مكايد الشيطان: تنفيره عباد الله من تدبُّر القرآن
لعلمه أن الهدى واقعٌ عند التدبر! ».
- روى مسلم وأحمد عن حذيفة بن اليمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كان إذا مرَّ بآية خوف تعوَّذ، وإذا مَرَّ بآية رحمة سأل، وإذا مرَّ بآيةٍ فيها تنزيه الله سبَّح».
تعليقات
إرسال تعليق