بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد
لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد ..
* الأحرف المُقطعة للتحدي والإعجاز:
إن الأحرف المُقطعة التي افتتحت بها بعض السُّور القُرآنية؛ للتحدي والمُعاجَزة، والإعجاز، وللإشارة إلى مَصدر القُرآن ، وأنهُ كَلامُ الله حيث يَضع بين أيدي الكَافرين المُنكرين المَادة الأولية لصياغة وتركيب الكَلام العَربي وهِيَ الأحرُف العَربِية.
وكأنه يقول لهم القُرآن كلام عربي مُبين، وأنتم تتكلمون اللغة العربية، فإن كنتم في شك من أنه كلام الله، فها هي الأحرف المقطعة -المادة الأولية للكلمات القرآنية- فصوغوا منها كلامًا مثل القُرآن في الفصاحة والبلاغة والبيان، فإن عجزتم فاعلموا أنه كلام الله
* الأدلة على أن الأحرف المقطعة للتحدي والإعجاز:
ومما
يرجح هذا الفهم للحروف المقطعة – الذي قال به المحققون من العلماء- ما يلي:
- عدد الحروف المقطعة في أوائل السور-بدون المكرر- أربعة عشر حرفًا، وهو نصف عدد حروف الهجاء العربية، وكأن القرآن يضع بين أيديهم نصف الأحرف الأولية، ويطالبهم بالإتيان بالنصف الثاني!
- جمعت تلك الأحرف المستعملة في جملة لطيفة ذات دلالة وهي: "نصٌ حكيمٌ قاطعٌ لهُ سر".
- عدد السور المفتتحة بهذه الأحرف تسع وعشرون سورة، على عدد حروف الهجاء العربية، -بزيادة حرف "لا" كما يقول علماء اللغة- ترتيب مقصود لتلك السور في القرآن.
* ترتيب السور المُفتتحة بالأحرف المقطعة:
عندما ننظر في
السور المُفتتحة بالأحرف المقطعة، فإننا نجدها كما يلي:
* السور المفتتحة بحرف واحد ثلاث، والسور المفتتحة بحرفين تسع، والسور المفتتحة بثلاثة
أحرف ثلاث
عشر،
والسور المفتتحة بأربعة أحرف إثنتان، والسور المفتتحة بخمسة أحرف إثنتان.
ومن الجدير بالذكر أن نشير إلى هذه اللطيفة القرآنية الرائعة، هذه
السور مرتبة ترتيبًا ملحوظًا مقصودًا:
- السور المفتتحة بأحرف " ألم" مرتبة متسلسة في المصحف، وذلك في مجموعتين:
* المجموعة الثانية: أربع سور متوالية: العنكبوت، الروم، لقمان، السجدة.
- السور المفتتحة بأحرف "ألر" ست سور متوالية في المصحف وهي: يونس، هود، يوسف، إبراهيم، الرعد، الحجر.
- مجموعة "الطواسين" – وهي السور المفتتحة بأحرف "طس"، أو " طسم"، وهي ثلاث سور متوالية في المصحف، وهي : الشعراء، النمل، القصص.
- مجموعة "الحواميم" –وهي السور المفتتحة بحرفي "حم"- وهي سبع سور متوالية في المصحف، وهي: غافر، فصلت، الشورى، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف.
فهل
ورود هذه السور في المصحف بهذا الترتيب والتتتابع مصادفة؟ كلا!
إن
هذا دليل بيِّن
يُضاف للأدلة الأخرى على إعجاز القرآن، وعلى مصدره الرباني، وعلى ترتيب المصحف التوقيفي من عند
الله سبحانه وتعالى.
وصلى
الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
تعليقات
إرسال تعليق