لطائف قرآنية .. الإيمان المميَّز والمميِّز
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد
لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد ..
* كم مرة وردت كلمة الإيمان منصوبة، مجرده من "أل" التعريف ومن الإضافة في القرآن الكريم؟ وما هو إعرابها في هذه المرات؟
لقد وردت "الإيمان"
منصوبة، مجرده من "أل" التعريف ومن الإضافة سبع مرات، وهي:
- في قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173].
- وقوله تعالى: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} [الأنفال:2].
- وقوله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [التوبة:124].
- وقوله تعالى: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب:22].
- وقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح:4].
- وقوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا} [المدثر:31].
الآيات
السبع كلها
تتحدث عن المؤمنين، وتثني عليهم، وتمدحهم لقوة إيمانهم، وعظمته وزيادته وأثره عليهم.
ومن دلالات الآيات أن الناظر في الآيات يلاحظ ما يلي:
- الآيات كلها تتحدث عن المعركة بين المؤمنين والكفار، وهذه المعركة قد تكون:
- مادية عملية ميدانية، كما في آيات سور "آل عمران، والأنفال، والأحزاب، والفتح".
- نظرية فكرية عقدية، كما في آيات سور "التوبة والمدثر".
- يدل ذلك على الإرتباط الوثيق بين الإيمان وبين المعركة مع الأعداء، حيث يزداد الإيمان عند المعركة والمحنه والمواجهة.
- ورد الحديث في المواضع السبعة كلها عن زيادة الإيمان، ووردت فيها الزيادة بالنص، وهذا يدل على أن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
- جاءت كلمة "الإيمان" في المواضع السبعة كلها تمييزًا منصوبًا أي أنها ميزت المؤمنين بإيمانهم، وميزت الزيادة الحاصله بأنها زيادة في الإيمان.
- إن التمييز في اللغة يوضح كلمة غامضة، أو يُبين موقفًا مُبهمًا، أو يفصل معنًا مجملًا، أو يحدد شيئًا وقعيًا، أو يجيب عن تساؤل.
فالجواب هو الإيمان، لقد إزدادوا إيمانًا.
- والتمييز في المواضع السبعة جاء مميَّزًا –اسم مفعول-، وجاء مميِّزًا –اسم فاعل- هو مُمَيَّز بأنه إيمان قوي ثابت، بل إيمان يزداد عند المحنة والخطر، فهو إيمان مميَّز مخصوص، ليس كإيمان المسلمين العاديين، الذين لم يتحركوا بإسلامهم، ولم يواجهوا الأعداء بإيمانهم.
ثم
إنه إيمان مميِّز، ميَّز المؤمنين بأنهم قوم مخصوصون، تميزوا عن الآخرين بإيمانهم وثقتهم، وهدوئهم، وطمأنينتهم.
أسأل الله تعالى أن يزدنا بالقرآن إيمانًا ويقينًا.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
تعليقات
إرسال تعليق