بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد ..
موعدنا اليوم متابعي مدونة -طريقة للجنة- ومع حديث جديد من أحاديث الأربعين النووية، وهو الحديث السادس "الابتعاد عن الشبهات"
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرزقنا العمل بها؛ لننال شفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
* فهيا بنا لنستمع لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم *
* الحديث السادس "الابتعاد عن الشبهات"
عَنْ
أبي عَبْدِاللهِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قَالَ: سمعتُ
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إن الْحَلالَ بَيِّنٌ وَإنَّ
الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُما أمور مُشْتَبِهَاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كَثيِرٌ
مِنَ الناسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فقد اسْتَبْرَأَ
لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ في الشُّبُهاتِ وَقَعَ في الْحَرَامِ،
كالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِك أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلا وَإنَّ
لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلا وَإنَّ حِمَى الله مَحَارِمُه، أَلا وَإنَّ في
الجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَح الْجَسَدُ كُلُّهُ، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ
الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ الْقَلْب"؛ رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.

* بيان معاني الحديث السادس:
- الْحَلالَ: وهو ما نص الله ورسوله، أو أجمع المسلمون على تحليله، أو لم يعلم فيه منع.
- بَيِّنٌ: ظاهر.
- الْحَرَامَ: وهو ما نص أو أجمع على تحريمه، أو على أن فيه حدًا أو تعزيزًا، أو وعيدًا.
- أمُورٌ: شئون وأحوال.
- مُشْتَبِهَاتٌ: ليست بواضحة الحِل ولا الحُرمة.
- لا يَعْلَمُهُنَّ كَثيِرٌ مِنَ الناسِ: في راية الترمذي، لا يدري كثير من الناس أمِنَ الحلال هي، أم مِنَ الحرام.
- اتَّقَى الشُّبُهَاتِ: تركها وحذر منها، وفيه إيقاع الظاهر موقع المُضمَر تفخيما لشأن اجتناب الشبهات، إذا هي المشتبهات بعينها.
- اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ: طلب البراءة له من الذَّم الشرعي وحصلها له.
- وَعِرْضِهِ: يصونه عن كلام الناس فيه بما يشينه ويعيبه.
- والعِرض: موضع المدح والذم من الإنسان.
- وَمَنْ وَقَعَ في الشُّبُهاتِ وَقَعَ في الْحَرَامِ: أي إذا اعتادها واستمر عليها أدته إلى التجاسر إلى الوقوع في الحرام.
- حَوْلَ الْحِمَى: المَحمي المحظور عن غير مالكه.
- يَرْتَعَ فِيهِ: بفتح التاء، تأكل ماشيته منه فيعاقب.
- وَإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ: من ملوك العرب.
- حِمًى: موضعا يحميه عن الناس، ويتوعد من دخل إليه أو قرب منه، بالعقوبة الشديدة.
- مَحَارِمُه: جمع مَحرَم، وهو فعل المَنهي عنه، أو ترك المأمور به الواجب.
- أَلا: حرف استفتاح، يدل على تحقق ما بعدها، وفي تكريرها دليل على عظم شأن مدخولها وعظم موقعه.
- مُضْغَةً: قطعة لحم.
- صَلَحَتْ: بفتح اللام وضمها، والفتح أشهر وقيد بعضهم الضم بالصلاح الذي صار سجية.
* ما يستفاد من الحديث السادس:
- الحث على فعل الحلال.
- اجتناب الحرام والشبهات.
- أن للشبهات حكما خاصا بها، عليه دليل شرعي يمكن أن يصل إليه بعض الناس وإن خفي على الكثير.
- المحافظة على أمور الدين ومراعاة المروءة.
- أن من لم يتقي الشبهة في كسبه ومعاشه فقد عرض نفسه للطعن فيه، ويعتبر هذا الحديث من أصول الجرح والتعديل لما ذكر.
- سد الذرائع إلى المحرمات، وأدلة ذلك في الشريعة كثيرة.
- ضرب الأمثال للمعاني الشرعية العملية.
- التنبيه على تعظيم قدر القلب والحث على إصلاحه، فإن أمير البدن بصلاحه يصلح، وبفساده يفسد.
- إن لطيب الكسب أثرا في إصلاحه. 
* القواعد المستنبطة من الحديث السادس:
- قاعدة فقهية: (سد الذرائع إلى المحرمات وتحريم الوسائل إليها).
- - بمعنى: كل شيء يوصل إلى محرم فهو محرم.
- - مثل: شخص يقول كلما سهرت تفوت علي صلاة الفجر؛ نقول له السهر محرم لك.
- قاعدة في الحياة: (القلب أمير البدن بصلاحه يصلح).
- - أو تكون القاعدة بلفظ آخر: (العناية بعمل القلب قبل عمل الجوارح).
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
 




تعليقات
إرسال تعليق