الأربعون الرمضانية من أحاديث خير البرية .. الحديث الثاني والعشرون
"إنَّ لله تعالى عِندَ كُلِ فِطر عُتقاءَ مِنَ النَّار"
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد ..
أهلًا بكم متابعي مدونة -طريقك للجنة-، شَهرُ رَمضانَ مِن مَواسمِ الخيرِ الَّتي تَحمِلُ النَّفحاتِ الَّتي أُمِرْنا أنْ نَتعرَّضَ لها ونَنْهَلَ مِن خيرِها، ومع حديث جديد من أحاديث الأربعون الرمضانية، والحديث الثاني والعشرون "إنَّ لله تعالى عِندَ كُلِ فِطر عُتقاءَ مِنَ النَّار"؛ لنتعرف على شرح هذا الحديث، وبيان ما فيه من أحكام وفوائد.
أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخَير واليُمن والبَركات.
* الحديث الثاني والعشرون: "إنَّ لله تعالى عِندَ كُلِ فِطر عُتقاءَ مِنَ النَّار".
عَن جَابِر بن عَبدِ الله رَضِي الله عَنهُ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وَسَلَّم قَالَ: "إنَّ للهِ عندَ كلِ فِطرٍ عتقاءَ وذلِك في كلِ ليلةٍ" رَواهُ ابن ماجه
* شرح الحديث الثاني والعشرون.
- لصِيامِ الفَريضةِ في رمَضانَ فَضلٌ عَظيمٌ، ومن ذلك:
- - غُفرانُ الذُّنوبِ والعِتقُ مِن النَّارِ.
- - مُراقبةً خاصَّةً مِن العَبدِ لربِّه.
- - تَجويعٌ للنَّفسِ ومَنعُها مِن الشَّهواتِ المباحةِ مِن أجْلِ اللهِ سبحانه؛ ولذلك خَصَّه اللهُ بأنَّه يَجْزي به.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ الأنصاريُّ رَضِي اللهُ عَنهما، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال:
- "إنَّ للهِ عندَ كلِّ فِطرٍ عُتَقاءَ، وذلك في كُلِّ ليلةٍ"، أي: يُنجِّي اللهُ مِن النَّارِ، ويُقدِّرُ النَّجاةَ للصَّائِمين عندَ وقتِ الإفطارِ كلَّ يومٍ في رمَضانَ.
- وقولُه: "في كلِّ ليلةٍ" بمنزلةِ التَّأكيدِ لِما قالَه، وإلَّا فقولُه: "عندَ كلِّ فِطْرٍ" يَشمَلُ كلَّ ليلةٍ بعُمومِه.
* وهذا يدُلُّ على أمورٍ عظيمةٍ؛ منها: 
- - كَثْرةُ العُتقاءِ مِن النَّارِ في أيَّامِ الصَّومِ في رمَضانَ بمَغفِرةِ ذُنوبِهم.
- - قَبولِ عِبادتِهم.
- - حِفْظِهم مِن المعاصي الَّتي هي أسبابُ العذابِ.
- وهذا الوعدُ العظيمُ يَشْحَذُ هِمَمَ الصَّائِمين للتَّسابُقِ إلى إحسانِ العبادةِ وإخلاصِها للهِ، لعلَّهم يَفوزونَ بكَرَمِه بالعِتقِ مِن النَّارِ.
* فوائد من الحديث الثاني والعشرون.
- التَّنبيهُ إلى اغتِنامِ الأوقاتِ الفاضلةِ للدُّعاءِ وسُؤالِ اللهِ إجابةَ الدَّعَواتِ، وتَلبيةَ الحاجاتِ، وتفريجَ الكُرباتِ.
- أن لكل عتيق دعوةً مستجابة، وهذا يُحمِّس الصائمين للإكثار من الدعاء وسؤال ربهم إجابةَ دعَوَاتهم، وتلبية حوائجهم، وتفريج كُرَبهم، وتحقيق أمنيَّاتهم، عسى إن كانوا من العتقاء أنْ تُستجاب دعواتُهم؛ فليتحرَّ الصائمون إخلاصَ الدعاء، خاصة عند الإفطار.
أسأل
الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلنا من عُتَقاء شَهرِ رمضان الكريم، ويُجِب فيه دعاءنا، ويقضِيَ حوائِجَنا، ويُحقِقَ أمنياتِنا،
ويُبَلغنا لَيلةَ القَدر بِفضلِه وكرمِه.
تقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
 





تعليقات
إرسال تعليق