الأربعون الرمضانية من أحاديث خير البرية .. الحديث الثامن والعشرون
"تحري لَيلةُ القَدر في السَّبع الأواخِر مِن رَمضَان"
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد ..
أهلًا بكم متابعي مدونة -طريقك للجنة-، شَهرُ رَمضانَ مِن مَواسمِ الخيرِ الَّتي تَحمِلُ النَّفحاتِ الَّتي أُمِرْنا أنْ نَتعرَّضَ لها ونَنْهَلَ مِن خيرِها، ومع حديث جديد من أحاديث الأربعون الرمضانية، والحديث الثامن والعشرون "تحري لَيلةُ القَدر في السَّبع الأواخِر مِن رَمضَان"؛ لنتعرف على شرح هذا الحديث، وبيان ما فيه من أحكام وفوائد.
أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخَير واليُمن والبَركات.
* الحديث الثامن والعشرون: "تحري لَيلةُ القَدر في السَّبع الأواخِر مِن رَمضَان".
عَن عَبدُ اللهِ بن عَمر رَضِي الله عَنهُ أنَّ رِجَالًا مِن أصحَابِ النَّبيِّ صَلَّى الله عليه وسلَّمَ أُرُوا لَيلَةَ القَدرِ في المَنَامِ في السَّبعِ الأوَاخِرِ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلَّمَ: "أرَى رُؤيَاكُمْ قد تَوَاطَأَت في السَّبعِ الأوَاخِرِ، فمَن كانَ مُتَحَرِّيَهَا فَليَتَحَرَّهَا في السَّبعِ الأوَاخِرِ" رَواهُ البخاري.
* شرح الحديث الثامن والعشرون.
- لَيلةُ القَدْرِ مِن لَيالي رَمضانَ، لَيلةٌ عَظيمةٌ مُباركةٌ، أخبَرَ اللهُ تعالَى بنُزولِ القُرآنِ فيها، وفَخَّم شَأنَها، وعَظَّم قَدْرَها، فشأنُها جَليلٌ، وأثَرُها عظيمٌ.
- لَيلةُ القَدْرِ تُعادِلُ في فَضْلِها ألْفَ شَهرٍ، وهي لَيلةٌ يَكثُرُ نُزولُ الملائكةِ فيها، كثيرةُ الخيراتِ والبرَكاتِ، سالِمةٌ مِن الشُّرورِ والآفاتِ.
* وفي هذا الحَديثِ يَرْوي عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ رِجالًا مِن
أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم رَأَوا في المَنامِ أنَّ ليْلةَ
القَدرِ تكونُ في آخِرِ سَبعِ ليالٍ مِن رَمضانَ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّم:
- أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوافَقَت على أنَّها السَّبْعِ الأَوَاخِرِ؛ فمَنْ كانَ مُتَحَرِّيَها وطالبًا لها، وقاصِدًا إيَّاها بالصَّلاةِ والقرآنِ، والدُّعاءِ والاجتِهادِ بالعِبادةِ؛ فلْيَلتمِسْها في السَّبعِ الأَواخِرِ.
- يَحتمِلُ أنْ يُرادَ بها السَّبعُ التي مِن لَيلةِ الثَّلاثِ والعِشرينَ، وأنْ يُرادَ بها السَّبعُ التي بَعدَ العِشرينَ، وهذِه تَتناوَلُ لَيلةَ إحْدَى وعِشرين، ولَيلةَ ثَلاثٍ وعِشرين، ولَيلةَ خَمْسٍ وعِشرين.
- سُمِّيتْ لَيلةُ القَدرِ بهذا الاسمِ؛ لعَظيمِ قَدْرِها وشرَفِها؛ أو لأنَّ للطَّاعاتِ فيها قدْرًا.
- مِن حِكمةِ اللهِ تعالَى أنَّه أَخْفاها عنِ النَّاسِ؛ لكي يَجتَهِدوا في الْتِماسِها في اللَّيالي، فيُكثِروا مِن العِبادةِ التي تَعودُ عليهمْ بالنَّفعِ.
تقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال، وبلغنا ليلة القدر.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
 





تعليقات
إرسال تعليق