القائمة الرئيسية

الصفحات

وقفات مع آيات الحج في سورة البقرة .. وأتموا الحَجّ والعمرة لله.

 

وقفات مع آيات الحَجّ في سورة البقرة

الوقفة الأولى قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد ..

  • إنّ وقفاتٍ يسيرة مع آيات الحجِّ في كتاب الله تعالى لهي كفيلة في معرفة أسرار الحَجِّ وحِكَمه وما تحويه من معاني ومقاصد الحَجِّ الكبرى.
  • وقد بيَّنت آيات الحَجّ أُسُس الحَجِّ وَسُنَنِه، وأصولِ التَّخليَة المُفضِية إلى التَّحلية، كما أرشدنا الله تعالى فيها إلى هدايات ورسائل ربانية، ووقفتنا الأولى هي مع قول الله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}.

* الوقفة الأولى قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}.


وقفتنا الأولى ستكون مع آيات الحَجِّ في سورة البقرة نبدأها مع قوله تعالى:

{وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[البقرة:196].

* فوائد من قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}.

  • - بيان الأحكام المَشروعة في الإحرَام والنُّسُك، تخفيفًا و تکميلًا ؛ كإتمام الحَجِّ والعمرة.
  • - بيان حُكم الإحصار بعد الإحرام.
  • - بيان الفِدية وأنواعها.

*الهِدَايات الرَّبانِيَة.

  • - الإخلاص هو لُبُّ العبادة وأساسها وبدونه لا تُقبَل العِبادة، أشار الى ذلك المولى سبحانه بقوله: "لِلَّهِ" إشارة إلى الإخلاص، ولاسيما أن الحَجِّ مِنَ العِبادات الظاهرة والتي هي عُرضَة لِفَسادِ النِّية.

  • - الإحصَار هو: المنع عن الوصول إلى بيت الله، وحُكمه يخفَّف عن المكلَّف، فيحلق شعر رأسه ويذبح نُسُکَه، وقد أظهر الله لهم هذا الحكم تخفيفًا على الأمة وبيانًا لكمال الشريعة، قال تعالى: {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ}.

  • - دلت الآية على قاعدة في الحَجِّ وهي الشَعَث وتَركُ التَّرفُه، قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فلم يأت أَذًى الرِّأس إلا بعد الشَعَث وترك التَّرفُه.

  • - ذكره سبحانه التَّقوى في اختتام آیات الحج، فيه إشعار بأن هذه العبادة وسائر العبادات، شُرِعَت لتحقيق التَّقوی کما في أول سورة البقرة في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة:21].

  • - فضل المسجد الحرام وأهله وتشريفه لهم بإسقاط الهَديّ عنهم وعنايته بهم إكرامًا لِبَيتِه.

  • - الأمر بالتَّقوى والتَّهديد بالعِقاب فيه إشارة إلى أن من تجرّأ على حدوده، أو منع عباده من إقامة دينهم أو صدِّهِم عن البيت، فإن الله قد تكفِّل لعباده بحمايتهم وكفايتهم، وعقاب المُعتَدين الظَّالِمين.

 

* الرسائل الإيجابية.

  1. أخي الحَاج إذا عزمت على الحَجّ فاستشعر أنك امتداد لما كان عليه الأنبياء والمرسلون، ومنهم إبراهيم عليه السلام فاحذُ حذوهم، واقتفِ أثرهم، واهتدِ بهديهم فإنه خير الهدى.
  2. يسعى المسلم الحريص على صيانة عبادته من مفسداتها وآفاتها، وأعظم ما يفسد العبادة الشرك والرياء والسمعة وابتغاء الدنيا وعرضها.
  3. اتباع الصِفَة الشَّرعية في الحَجِّ والعمرة من شروط قبول العمل عند الله تعالى.
  4. اعلم أيها الحاج والمعتمر أن ما يحصل من البعد عن الرَّفاهِيَة، وما يحمل من الشَعَثَ والمَشَقَة، أثر من آثار عبادة الله التي يُحِبُها من عبدِه الطائِع.
  5. شارك -أخي الزائر لبيت الله- في توعية الناس بوجوب إكرام بیت الله وحرم الله، والمساعدة لأهله والقائمين عليه، واتخاذ كل الوسائل لتحقيق هذه الغاية.

أسأل الله تعالى أن ينفعنا بهذه الهدايات والرسائل الربانية في وقفتنا الأولى مع قول الله تعالى:
{وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}.

تابعونا في وقفتنا الثانية مع قوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.




هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تقرأ في هذا الموضوع