ادعو الله باسمه "القيوم"

 

وقفات مع آيات الحَجّ في سورة البقرة

الوقفة الثانية قوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد ..

أهلًا بكم متابعي مدونة -طريقك للجنة-، نتابع الوقفات القرآنية مع آيات الحج في سورة البقرة؛ وكانت وقفتنا الأولى مع قول الله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}، وفي هذا اللقاء ستكون وقفتنا مع قول الله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}. 

  إقرأ أيضا 

• - وقفات مع آيات الحج في سورة البقرة .. وأتموا الحَجّ والعمرة لله.

* الوقفة الثانية قوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}. 

قال تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}[البقرة:197].

* فوائد من قوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}. 

• - بيان فرائض الحَجّ وشعائره وواجباته ومَعَالِمه.

• - تغيير ما أحدثه أهل الجاهلية في الحَجّ.

 

*الهِدَايات الرَّبانِيَة.

• في قوله: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} بيان أن للحَجّ وقتًا معلومًا لا يصح تجاوزه، أو استبداله بغيره، أو تغييره بتقديمه أو بتأخيره كما كان أهل الجاهلية يفعلون.

• في قوله: {مَعْلُومَاتٌ} ودلالة على أن الحج من الشعائر التعبدية الموروثة عن ملة إبراهيم عليه السلام، وهذا دليل على مدى الارتباط بين المِلَّتين؛ مِلَة أبينا إبراهيم عليه السلام، ومِلَة نَبِيِّنَا مُحَمَّد صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم وأنهما من منبع واحد.

• قوله: {فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ}؛ يدل على أن الالتزام بشعائر الله تعالى وتعظيمها مقصد شرعي.

• المَنْهِيات تتفاوت مراتبها تحريمًا وكراهة، دلَّ على ذلك تنويعها وترتيبها على حسب ما ذكرنا من التفاوت، قال تعالى: {فَلَا رَفَثَ} وهو الجماع، {وَلَا فُسُوقَ} وهو سائر المعاصي والمحظورات في الإحرام، {وَلَا جِدَالَ}؛ وهو التنازع والخصومات والمفاخرات التي كانت في الجاهلية.

• المسلم في الحَجّ مشغول بذكر الله وعبادته؛ فلا يأتي بشيء يشغله عن ذلك، فالله سبحانه نهى عن الرَّفث، والفُسُوق، والجِدال، حتى لا ينشغل الحاج بغير الذكر له سبحانه.

• الجِدال الباطل ممنوع في الحَجّ، وأمَّا الجِدال في الحق فمطلوب شرعًا؛ لأن المقصود هو قطع جدال الجاهلية الباطل، ويقاس عليه كل جدال بالباطل.

• فضل الزَّمان والمكان له أثر في تغليظ العقوبة والتَّشديد في النَّهي، يدل عليه قوله: {فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ}.

• تكرار كلمة الحَجّ في الآية يدل على أهمية الالتزام بأحكامه وتأكيد العناية بها.

• قوله: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ}، غرضها الأمر بفعل الخيرات والطَّاعات بعد النَّهي عن فعل المحرمات في الحج، حثًا وترغيبًا.

• في قوله تعالى: {يَعْلَمْهُ اللَّهُ}، تنبيه إلى قضية المراقبة له سبحانه وتعالى.

• الأخذ بالأسباب مطلب شرعي وتركه فيه خلل قال تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}، وقال: {وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}.

• في قوله: {وَتَزَوَّدُوا}، فيه الحَثّ على التَّزوُد من الطَّاعة للآخرة.

 

* الرسائل الإيجابية من الآية القرآنية:

• تدعونا هذه الآيات إلى الاستمساك بالتَّوحيد الخالص لله؛ لأنه منهج جميع الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه.

• لنجعل من عباداتنا تدريبًا لنا على دقة المواعيد، والالتزام والانضباط.
• الحَجّ دورة تدريبية عملية في ضبط الوقت، وحفظه وإدارته.
• إياك أخي المؤمن أن تنافس وراء حظوظ النفس ورغباتها، والانتصار لها بالباطل، فإن الله تعالى نهانا عن الجدال في الحَجّ.
• لا تشغلك الدنيا الفانية عن التَّزود للآخرة الباقية {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}.

أسأل الله تعالى أن ينفعنا بهذه الهدايات والرسائل الربانية في وقفتنا الثانية مع قول الله تعالى:

 {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}. 

تابعونا في وقفتنا الثالثة والرابعة من آيات الحَجّ في سورة البقرة.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.