وقفات مع آيات الحَجّ في سورة البقرة .. الوقفة الثالثة، والرابعة
بسم الله الرحمن الرحيم
* الوقفة الثالثة قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ}.
قال تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ
تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا
اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ
كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ}[البقرة:198].
* فوائد من
الآية:
- إباحة التِّجارة
في الحَجّ رفعًا للحرج عن الأمة عند الحاجة إلى ذلك.
- الحث على كثرة
ذكر الله تعالى في الحَجّ.
- مشروعية الوقوف
بعرفة والإفاضة منها إحياءً لِسُّنة إبراهيم عليه السلام.
- التَّذكير بنعمة
الله وهدايته بشعائر الحَجّ.
* الهِدَاية الرَّبانِيَة من الآية القرآنية:
- إذا حصل الحَرَج للمُكَلَف، جاء التَّيسير لِيَرفع عنه الحرج، تخفیفًا ورحمة.
مخالفة المشركين والكفار مقصد شرعي، حيث إن المشركين لم يكونوا يَبِيعون ويَتَبايَعُون في مَشَاعِر الحَجّ، دل عليه قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ}.
إباحة التِّجارة في الحَجَّ دليل على أن هذا الدِّين يُوَازِن بين الدنيا والآخرة.
الحَجّ من غير تجارة أكمل وأفضل، لكمال تَفَّرُغ المُكَلَف إلى ذكر الله.
مخالفة المشركين مقصد شرعي؛ لأن المشركين كانوا لا يقفون بعرفات، والله أمر بالوقوف في عرفة قال تعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ}، ولا تتم الإفاضة إلا بعد الوقوف بعرفات.
التصريح بذكر عرفات عن غيرها، دليل على أن الوقوف بعَرَفَة من الشعائر الثابتة في الحَجّ، وأنها ركن من أركان الحَجّ بل هو أصل الحَجّ.
الحِكْمَة مِن تَشريع مَناسِك الحَجّ هي إقامة ذكر الله .
تخصيص المَرء بذِكرِ الله عند المَشعَر الحَرام دون غيره، دليل على أهميته وعظمته، وأنَّه من الشعائر الثابتة في مِلَة إبراهيم عليه السلام.
* الرسائل
الإيجابية من الآية
القرآنية:
- (۱) خذ نصيبك من الدنيا؛ ولكن لا تجعلها همّك وغايَتك.
(۲) فرصة ذهبية في الحَجّ لِلَّهج بذكر الله والتَّدرب على كثرته.
(۳) احرص أيها الحَاجّ على إتمام أعمالك وعباداتك، وإنجازها على الوجه الأكمل، تأسِّيًا بأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام.
* الوقفة الرابعة قوله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}.
قال تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ
أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ
رَحِيمٌ}[البقرة:199].
* فوائد من الآية:
- بيان مشروعية الإفاضة من مزدلفة، وإتمام المناسك كلها على ما كان الناس عليه من قبل في ملة إبراهيم عليه السلام.
الأمر بالجمع بين الإفاضتين والترتيب بينهما، إتمامًا للحَجّ على ملة إبراهيم عليه السلام، وإبطالًا لما أحدثته قريش من العمل بالإفاضة من مزدلفة، وترك الإفاضة من عرفات.
إزالة التمايز والافتخار في الحَجّ.
* الهِدَاية الرَّبانِيَة من الآية القرآنية:
- (۱) وجه قوله: {أَفَاضَ النَّاسُ} ذِكر سنة إبراهيم عليه السلام التي توارثتها الأجيال.
(۲) اختتام الآية بالاستغفار إشارة إلى وجود التقصير والتفريط الحاصل في الحَجّ ، وتدارکه بالاستغفار.
(۳) في الآية دعوة إلى التواضع وعدم التميز، حيث يقول سبحانه: {أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}.
* الرسائل الإيجابية من الآية القرآنية:
- (۱) أخي الحَاجّ احرص في أداء حجك على متابعة سنة أبينا إبراهيم عليه السلام، التي بيّنها نبِيَّنا عليه الصلاة والسلام.
(۲) أخي الحَاجّ اعلم أن الناس سواسية كأسنان المشط، كاستوائهم في لبسهم في الحَجّ، وإن أكرمهم وأعظمهم وأفضلهم أتقاهم.
(۳) أكثر من الاستغفار، فقد أمر الله به أثناء أداء أعظم عبادة، فمن باب أولى الحرص عليه والإكثار منه في سائر الأيام.
تعليقات
إرسال تعليق