مختَصَر صِفَة الحَجّ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد ..
الحج من أفضل العبادات، وأجل الطاعات، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام الخمسة، والتي لا يتم دين العبد إلا بها .
* والعبادة لا يتم التقرب بها إلى الله ولا تكون مقبولة إلا بأمرين :
- - أحدهما: الإخلاص لله عز وجل بأن يقصد بها وجه الله والدار الآخرة، لا يقصد بها رياءً، ولا سمعة، ولا حظاً من الدنيا.
- - الثاني: اتباع النَّبي صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم فيها قولًا وعملًا، ولا يتم تحقق ذلك إلا بمعرفة سنته صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم.
لذلك فالواجب على من أراد أن يتعبد لله تعالى بعبادة -الحج أو
غيره- أن يتعلم هدي النَّبي صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم فيها؛ حتى يكون عمله موافقًا للسُّنة .
* مُختَصَر صِفَة الحَجّ.
* أولًا: عند الوصول إلى الميقات.
- إذا وصلت إلى المِيقات فاغتسل، وطيِّب بَدَنَك، والبَس ملابس الإحرام "الإزار والرِّداء".
- وتغتسل المرأة أيضًا ولو كانت حائضًا، وتلبس ما شاءت، ملتزمةً بشروط الحجاب.
- بعد ذلك انوي الدخول في النُّسُك بقلبك، وقل: "لبَّيكَ اللَّهُم حَجًّا"، هذا في حق المُفرِد.
- أما القارِن فإنَّه يقول في إحرامه: "لبَّيكَ حَجًّا وعُمرَة"، أو "عُمرَةً وحَجًّا".
- فإن خفت ألا تتمكن من إكمال النُّسُك لمرضٍ أو نحوه، فقل: "فإن حَبَسَنِي حَابِس فمَحَلِي حَيثُ حُبَستَني".
- ثم ابدأ بالتَّلبِيَة إلى انتهاء رمي جمرة العقبة يوم النَّحر، وتجنَّب محظورات الإحرام.
- أمَّا إن كنت مًتَمَتِّعًا فتُحرِم بعمرة في أشهر الحج.
* ثانيًا: عند الوصول إلى المسجد الحرام.
- إن تيّسَّر لك قبل دخول مكَّة الاغتسال فاغتسل، فإذا وصلت إلى المسجد الحرام فابدأ بالطَّواف، وهو طواف القُدوم للقارِن والمُفِرد، وطواف العُمرَۃ للمُتَمَتِّع.
- إذا انتهيت من الشوط السَّابع فاذهب إلى مقام إبراهيم، وصلِّ خلفه ركعتين إن تيّسَّر، وإلا ففي أي مكان من المسجد.
- ثم توجَّه إلى الصَّفا واسْعَ بين الصَّفَا والمروة، وهو سَعيُ العُمرَۃ للمُتَمَتِّع، وسعي العُمرَۃ والحجَّ للقارن، وسعي الحجَّ للمُفرِد.
- ثم بعد أن تُنهي الطَّواف والسَّعي فإن كنت مُتَمَتِّعًا فاحلق شعرك أو قصِّيره وتحلَّل من إحرامك، وإن كنت مُفْرِدًا أو قارِنًا فابقَ على إحرامك، ولا تَتحلَّلْ منه.
* ثالثًا: يوم التَّروِيَة.
- فإذا كان يوم الثامن من ذي الحِجَّة وهو "يوم التَّروِيَة" تذهب إلى مِنًى بعد طلوع الشمس، وتَبيتُ فيها فتصلِّي خمس صلوات، وهي: "الظهر، والعصر، والمغرب والعشاء، وفجرُ اليومِ التاسع"، وتُصلِّي كل صلاة في وقتها قصرًا بِلا جمع.
- وكذلك يفعل المُتَمَتِّع بعد أن يُحْرِم بالحَجَّ في هذا اليوم.
* رابعًا: الوقوف بعرفة.
- وفي اليوم التَّاسع من ذي الحِجَّة تَسِير مِن مِنًی بعد طلوع الفجر إلى عَرفَة، وتقف في عرفاتٍ لا في غيرها.
- ويبدأُ الوقوف بِعَرَفَة من زوال الشَّمسِ يوم التَّاسع من ذي الحِجَّة، وفي هذا اليوم تُصلِّي صلاتي "الظُّهر والعَصر" قصرًا وجمع تقديم، وتكثر من الدعاء، والذكر، والتَّلبِيَة حتى غروب الشمس.
إقرأ أيضا
* خامسًا: الذَّهاب إلى مُزدَلِفَة والمَبِيتُ فيها.
- ثمَّ بعد غروب شمس يوم عَرفَة تذهب إلى مُزدَلِفَة، وتجمع فيها بين "المَغرب والعِشاء" جمع تأخيرٍ بأذانٍ واحدٍ وإقامتين، وتَبِيتُ فيها إلى الفجر.
- ثمَّ تُصلِّي صلاة الفجر في أوَّل وقتها، وتأتي المَشعَر الحرام "جبل قُزَحَ" -إن تيّسَّر ذلك- وتَقِف عنده وتدعو الله سُبحانَه وتعالی.
* سادسًا: يوم النَّحر.
- في هذا اليوم تَسيرُ من مُزدَلِفَة قبل طلوع الشَّمس إلى مِنًى، وتقوم بأعمال يوم النَّحر، وهي:
- - رَميُ جَمرَةِ العَقَبة بِسَبعِ حَصياتٍ "الحِجارة الصِّغار"، وتُكبِر عند رَمي كلِّ واحدة.
- - فإن كنت مُتَمَتِّعًا أو قارِنًا تقوم بذبح الهدي، وتحلق أو تقصِّر، والحلقُ أفضل للرجال، وبهذا تكون قد تحلَّلتَ التَّحلُّل الأوَّل، فيَحِلُّ لك ما كان محظورًا عليك إلَّا مباشرة امرأتِك.
- - ثمَّ تذهب إلى مكَّة وتطوف طواف الإفاضة، وتسعى بين الصَّفا والمروة إذا لم تكن سَعَيت عند أوَّل وصولك لِمَكَّة، وعلى المُتَمَتِّع الإتيان بعد الطَّواف بسعي الحَجَّ، وبهذا يحِلُّ لك كلُّ ما كان محظورًا عليك حتى مباشرة زوجتِك، وهو التَّحلُّل الثاني.
* سابعًا: يوما الحادي عشر، والثاني عشر من أيام التَّشريق.
- ثمَّ تعود إلى مِنًى، وتبِيتَ فيها ليلة الحادي عشر والثاني عشر، وترمِي الجمرات الثَّلاث: الجمرة الصُّغرى، ثُمَّ الوُسطى، ثُمَّ الكُبرى؛ كلَّ واحدةٍ من هذه الجِمَار بِسبعِ حَصيَات، وذلك بعد زوالِ الشَّمس، ويجوز أن ترمي ليلًا إذا لم ترْمِ نَهارًا.
- فإذا انتهيت من الرَّمي في اليوم الثَّاني عشر كان لك الخِيَار بين التعجُّل والخروج من مِنًى قبل غُروب الشَّمس، وبين التأخُّر والمَبِيتِ في مِنًى ليلةَ الثالِثَ عَشرَ والرَّمي بَعد زوال الشَّمس، والتأخُّر أفضل، وينتهي وقت الرَّمي بغروب الشَّمس.
* ثامنًا: طواف الوداع.
- ثم اذهب إلى مكَّة قبل سفرِك إلى بلدك، وطُف بالكعبَةِ سَبعةَ أشواط، وهذا هو طوافُ الوداع، وبذلك تكونُ قد أتمَمْتَ نُسُكَك.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرزقنا وإياكم حجّ بيته الحرام اللهم آمين ..
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
تعليقات
إرسال تعليق