بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
* ما هو يوم التروية؟
- يوم التروية هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، ومن عشر ذي الحجة.
- سمي بهذا الاسم؛ لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء في مكة، ويخرجون به إلى منى ليكفيهم حتى آخر أيام الحج.
- وقيل سمي بذلك؛ لأن الله أرى لإبراهيم عليه السلام المناسك في ذلك اليوم.
- ويُسمَّى أيضًا يومَ النَّقلة؛ لأنَّ النَّاس يُنقَلون فيه من مكَّةَ إلى مِنًى.
* ما يفعله الحاج يوم التروية، الثامن من ذي الحجة؟
- اليوم الثامن هو محل الإحرام إذا كان في مكة وقد تحلل أو ينوي الحج وهو من أهل مكة المقيمين بها.
- الأفضل للحاج الإحرام في اليوم الثامن؛ لأن النبي ﷺ أمر أصحابه رضي الله عنهم الذين تحللوا من العمرة بذلك فأحرموا بالحج يوم الثامن ثم توجهوا إلى منى.
- والأفضل للحاج أن يُحرم من مَنزله، يغتسل ويتطيب ويلبس الإزار والرداء، ويتوجه إلى مِنى مُحرمًا ولا يحتاج إلى وداع، سواء كانت إقامته في الحَرم أو في الحِل.
- وهكذا المرأة من منزلها، أو من مخيمها، أو من أي مكان تغتسل وتتطيب بالطيب المناسب وتلبس الثياب المناسبة التي ليس فيها فتنة، وتُحرِم وتتوجه إلى مِنى من غير حاجة لوداع.
- هذا هو المستحب في اليوم الثامن، وإن أحرم قبله فلا حرج؛ ولكن اليوم الثامن هو الأفضل وإن تأخر حتى أحرم في اليوم التاسع فلا حرج أيضًا؛ ولكن الإحرام في اليوم الثامن هو الأفضل كما تقدم؛ لأن الرسول ﷺ أمر أصحابه بذلك. [مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز].
* مناسك الحًجاج يوم التروية.
- إذا كان يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة استُحِبَ للذين أحلوا بعد العُمرة، وهم المُتمَتعون أو من فسخوا إحرامهم إلى عُمرة من القَارنين والمُفردين، أن يُحرِموا بالحَج ضحى من مساكنهم، وكذلك من أراد الحج من أهل مكة.
- أما القارن والمفرد الذين لم يُحِلوا من إحرامهم فهم باقون على إحرامهم الأول.
- لقول جابر رضي الله عنه في صفة حج النَّبي صلى الله عليه وسلم: "فحل الناس كلهم وقصروا؛ إلا النَّبي صلى الله عليه وسلم ومن كان معه هدي، فلما كان يوم التروية، توجهوا إلى منى، فأهلوا بالحج" رواه مسلم.
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "فإذا كان يوم التروية أحرم وأهلّ بالحج، فيفعل كما فعل عند الميقات، وإن شاء أحرم من مكة، وإن شاء من خارج مكة هذا هو الصواب، وأصحاب النَّبي صلى الله عليه وسلم إنما أحرموا كما أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم من البطحاء، والسُّنّة أن يُحرِم من المَوضع الذي هو نازل فيه، وكذلك المكي يُحرِم من أهله".
- يُستحَبُ لمن يريد الإحرام الاغتسال، والتنظف، والتطيب، وأن يفعل ما فعل عند إحرامه من الميقات.
- ينوي الحَج بقلبه ويلبي قائلاً: "لبيك حجًا".
- وإن كان خائفاً من عائق يمنعه من إتمام حجه اشترط، فقال: "فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني".
- وإذا كان حاجًا عن غيره نوى بقلبه الحج عن غيره، ثم قال: لبيك حجًا عن فلان، أو عن فلانة، أو عن أم فلان إن كانت أنثى، ثم يستمر في التلبية، "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك" وإن زاد: "لبيك إله الحق لبيك"، فحسن لثبوت ذلك عن النَّبي صلى الله عليه وسلم.
- يُستحَبُ للحُجاج التوجه إلى مِنى ضُحى اليوم الثامن قبل الزوال والإكثار من التلبية.
- يصلي الحاج بمِنى "الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وفجر التاسع" قصراً بلا جمع، إلا المغرب والفجر فلا يقصران؛ لقول جابر رضي الله عنه: "وَرَكِبَ النَّبي صلى الله عليه وسلم إلى مِنى، فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس" رواه مسلم.
- ويُقصِر الحجاج من أهل مكة الصلاة بمِنى، فلا فرق بينهم وبين غيرهم من الحجاج، لأن النَّبي صلى الله عليه وسلم صلى بالناس من أهل مكة وغيرهم قصراً ولم يأمرهم بالإتمام، ولو كان واجبا عليهم لبينه لهم.
- يُستحَبُ للحَاج أن يبيت بمِنى ليلة عرفة، لفعله صلى الله عليه وسلم، فإذا صلى فجر اليوم التاسع مكث حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت سار من منى إلى عرفات ملبيًا أو مكبرًا؛ لقول أنس رضي الله عنه:"كانَ يُهِلُ مِنا المُهِل فلا يُنكِر عليه، ويُكبِر مِنا المُكبِر فلا يُنكِر عليه" رواه البخاري.
- وقد أقرهم النَّبي صلى الله عليه وسلم على ذلك؛ لكن الأفضل لزوم التلبية؛ لأن النَّبي صلى الله عليه وسلم لازمها.
- ماتم ذكره من أعمال ومناسك اليوم الثامن يُسَن للحاج فعلها تأسيًا بالرسول صلى الله عليه وسلم، وليست واجبة.
- فلو قدم إلى عرفة يوم التاسع مباشرة جاز ، لكن لابد أن يقف بعرفة محرماً ، سواء أحرم يوم الثامن أو قبله أو بعده.
- قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: "ثم يخرج إلى مِنى من كان بمكة مُحرمًا يوم التروية، والأفضل أن يكون خروجه قبل الزوال، فيصلي بها الظُّهر وبقية الأوقات إلى الفجر، ويبيت ليلة التاسع، لقول جابر رضي الله عنه: "وركب النَّبي صلى الله عليه وسلم إلى منى، فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس" رواه مسلم.
- وليس ذلك واجبًا بل سنة، وكذلك الإحرام يوم التروية ليس واجباً، فلو أحرم بالحج قبله أو بعده، جاز ذلك.
- فالمَبيت بمِنى ليلة التاسع، وأداء الصلوات الخمس فيها سنة، وليس بواجب.
إقرأ أيضا
تقبل الله تعالى من حُجاج بيت الله الحرام
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
تعليقات
إرسال تعليق