الصيام سؤال وجواب .. ما يتعلق بشهر شعبان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد ..
أهلًا بكم متابعي مدونة -طريقك للجنة-، نتابع حديثنا عن الصِّيام؛ بعد أن تحدثنا في اللقاء السابق عن "أخلاق الصائم" على هيئة سؤال وجواب، نبدأ اليوم في مجموعة جديدة من الأسئلة والأجوبة عن موضوع "ما يتعلق بشهر شعبان".
ما يتعلق بشهر شعبان
* ما سبب التسمية بشعبان؟
- قيل لتَشعُّب -انتشار- العرب في طلب الماء، أو في الغارات -الغزو- أيام الجاهلية، بعد أن يخرج رجب الحرام، أو هو من التَّشعب أي الظهور.
* لماذا ينبغي الاهتمام بالعبادات في شعبان؟
- لتكون كالتمهيد والتيسير في فعلها قبل رمضان، مثل: قراءة القرآن، والصيام.
* هل يشرع صيام شهر شعبان؟
- نعم، ويُسَّنُ الإكثار منه، لحديث عائشة رضي الله عنها: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهرٍ أكثر منه صيامًا في شعبان" متفق عليه.
* ما
سبب الإكثار من الصيام في شعبان؟
- لعل العلة أنَّه شهرٌ يغفَل عنه الناس بين رجب ورمضان، ومعلوم أن استثمار أوقات غفلة الناس بالطاعات مطلوب.
- وقيل حتى يتهيأ المسلم للصيام قبل رمضان.
* يُقال أنه قد ورد النَّهي عن الصيام بعد انتصاف
شهر شعبان .. هل هذا صحيح؟
- نعم، لقوله صلى الله عليه وسلم:"إذا انتصف شعبان فلا تصوموا" رواه الترمذي.
* كيف
نوفق بين النَّهي عن الصيام بعد انتصاف شعبان مع حرص النَّبيّ صلى الله عليه وسلم على
صيام أكثر شعبان؟
- النَّهي يتوجه إلى من بدأ الصيام بعد منتصف الشهر، وليس إلى ذاك الذي حرص على الصيام من أوله.
* ما
حكم صيام يوم الشَّكّ؟
- ورد التحريم عن صيامه، فعن عمار بن یاسر رضي الله عنهما قال: "من صام اليوم الذي يُشَك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم" رواه ابن خزيمة وابن حبان.
* ما المقصود بيوم الشَّكّ؟
- يقصد به اليوم الأخير من شعبان، وأيضًا ما يجعل معه اليوم الذي قبله، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم: "لا تقدِّموا رمضان بصوم يوم ولا يومين؛ إلا رجل كان يصوم صومًا فليصمه" متفق عليه.
* ما
العِلَّة في النَّهي عن صيام يوم الشَّكّ؟
- قيل: حتى لا يُزاد في رمضان ما ليس منه، وأيضًا لأجل تحقيق الفصل بين الفرض والنافلة، مثل الفصل بين صلاة الفريضة عن النافلة بعدها؛ إما بكلام أو انتقال.
* هل النَّهي يشمل صيام اليوم الأخير لأجل الوفاء بالنذر
أو الكفارة؟
- لا بأس بصيام يوم الشَّكّ لأجل النذر أو الكفارة، إنما النَّهي يتوجه إلى صيامه بنِيَة مطلقة.
* من
كان معتادًا على صيام يوم الخميس؛ ووافق يوم الخميس ليوم الشك .. فهل يصومه؟
- نعم، له أن يصومه؛ لرخصة النَّبيّ صلى الله عليه وسلم له في ذلك، لقوله: "لا يتقدمنّ أحدكم بصوم يوم أو يومين، إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه، فليصُم ذلك اليوم" متفق عليه.
* هل يمكن صيام اليوم الأخير من باب الاحتياط؟
- نعلم أن صيام رمضان لا يتحقق إلا بإكمال عِدَّة شعبان ثلاثين يومًا، أو برؤية هلال رمضان، وغير هذا يعتبر الفاعل مُتَعدِ لحدود الله، وواقع أيضا في التكلف.
* هل صيام يوم الشَّكّ احتياطًا يُعَدّ
مخالفة لولي الأمر؟
- نعم، وهو أولًّا مُخالِف لِلهدي النَّبوي، ولنتذكر أننا في بلد مسلم، فمتى ما ثبت عند ولي الأمر، أو من ينوب عنه کالهيئة القضائية دخول الشَّهر فعليه بالصوم تبعًا للمسلمين.
* كيف يمكن أن نحقق الاحتياط في العبادات؟
- الاحتياط إنما يُطلَب عند احتمال الوقوع في المخالفة، وأما إذا أدي الاحتياط إلى ارتكاب محظور، أو ترك مأمور، فالاحتياط في ترك هذا الاحتياط.
* كيف يمكن التعامل مع اليوم الأخير من شعبان في ثبوته من جهة الرؤية؟
- إن جاء اليوم الثلاثين من شعبان، وحال دون رؤية الهلال غَيمٌ أو غُبار: فهو يوم الشَّكّ.
- وإذا كانت السماء صحوًا ولم ير الهلال؛ فهو ليس بيوم شكّ، وقطعًا هو من شعبان، ولا يصام، لحديث "لا تقدِّموا رمضان بصوم يوم ولا يومين".
* هل صح في ليلة منتصف شعبان أي حديث؟
- نعم، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليَطَلِع في ليلة النِّصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه، إلا لمُشرِك أو مُشاحِن" رواه ابن ماجه.
- والمُشاحِن: أي المُبغِض للمؤمنين.
* هناك عادة بين الناس في الكويت يقال عنها "القْرِيش" ما القول فيها؟
- هي عادة قديمة يتجمَّع فيها النِّساء لجرش "طحن" البُر، استعدادا لرمضان، حتى لا يشغلهم هذا عن العبادة في رمضان؛ لكن في الزمن الحاضر لا حاجة لهذا، ولا سبب لإحياء هذا الأمر اسمًا بدون حقيقته السابقة، لذا تركه أفضل، لتضمنه المداومة، مع التبذير بالأطعمة؛ مثلما نجده في مواضع العمل.
* من عليه صيام سابق، هل يقضيه في شعبان؟
- نعم، ويجب عليه المبادرة بقضاء دَيَّن الصِّيام، وذلك في شعبان قبل مجيء رمضان.
* هل هذا يشمل الفتاة التي لم تصُم من رمضان
الماضي بسبب الحيض أو النفاس؟
- نعم، فيجب عليها قضاء ما عليها من صيام.
* بعض
الناس يفعلون ما يشتهون من معاصي قبل رمضان بحجة أن الصائم مغفور له ذنبه .. ما
حكم فعلهم؟
- هذا من القبيح بالتفكير فيه قبل فعله، بل من أعطاهم الإذن بفعل المعصية في أي وقت من السنة؟
- وأيضًا أين الضمان بأن من صام رمضان قد جاءته المغفرة والقبول؟
* ما
حكم صلاة الرغائب؟
- صلاة الرغائب التي هي ثنتی عشر ركعة، بين المغرب والعشاء ليلة الجمعة من رجب، أو ليلة النِّصف من شعبان.
- كل ذلك لم يَصِحّ فعله عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، وقال طائفة من العلماء أنهما بدعة منكرة.
تقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
تعليقات
إرسال تعليق