القائمة الرئيسية

الصفحات

كان النبي لا يصوم رمضان إلا برؤية محققة للهلال ويبشر أصحابه بدخول الشهر

 


كيفية معايشة النَّبيّ صلى الله عليه وسلم لشهر رمضان في بدايته

"كان الَّنبيّ لا يصوم رمضان إلا برؤية محققة للهلال ويبشر أصحابه بدخول الشهر"


جمع وإعداد: مؤيَّد عبد الفتَّاح حمدان.


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد ..

أهلًا بكم متابعي مدونة -طريقك للجنة-، نتابع حديثنا عن كيفية معايشة النَّبيّ صلى الله عليه وسلم لشهر رمضان في بدايته؛ بعد أن تحدثنا في اللقاء السابق عن "أنه كان صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام في شعبان"، نتحدث اليوم عن حالين للنَّبيّ صلى الله عليه وسلم قبل دخول الشهر وهما:
  • أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يدخل في صوم رمضان إلا برؤية محققة للهلال، أو بشهادة شاهد واحد، فإن لم تكن رؤية ولا شهادة أكمل عدَّة شعبان ثلاثين يومًا.
  • أنه صلى الله عليه وسلم إذا دخل رمضان استَبشَر صلى الله عليه وسلم بدخوله، وبشَّر أصحابه بذلك.

* الحال الأول:

* كان صلى الله عليه وسلم لا يدخل في صوم رمضان إلا برؤية محققة للهلال، أو بشهادة شاهد واحد.

  • أما الرُّؤية المحقَّقة فلقوله صلى الله عليه وسلم: «صُومُوا لِرُؤيَتِه وَأفْطِرُوا لِرُؤيَتِه» رواه البخاري، ومسلم.
  • وأما الاكتفاء بشهادةِ واحدٍ فلقوله صلى الله عليه وسلم شهادة ابن عمر في ذلك، فقد صحَّ عن ابن عمر رضي الله عنهما قال«تراءى النَّاس الهلال، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنِّي رأيته، فصام وأمر النَّاس بصيامه» رواه أبو داود، وصححه الألباني.

* فإن لم تكن رؤية ولا شهادة أكمل صلى الله عليه وسلم عدَّة شعبان ثلاثين يومًا.

  • أمَّا إن لم تكن رؤيةٌ ولا شهادةٌ، أو حال دون الرُّؤية غيمٌ، فقد أكمل صلى الله عليه وسلم عدَّة شعبان ثلاثين يومًا، فقال عليه الصَّلاة والسَّلام: «صُومُوا لِرُؤيَتِه وَأفْطِرُوا لِرُؤيَتِه، فَإن غُبِيَ عَلَيْكُمْ فَأكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاثِين» رواه البخاري.
  • وقال: «صُومُوا لِرُؤيَتِه وَأفْطِرُوا لِرُؤيَتِه، فإن حَالَ بَينَكُم وَبَيْنَهُ سَحَاب أو ظُلْمَة، أو هَبْوَة، فَأكْمِلُوا العِدَّةَ» [السلسلة الصحيحة].
  • ومعنی قوله: «غُبِيَ عَلَيْكُمْ»: أي خفي عليكم، و«الهَبْوَة»: الغبرة تَحولُ دون رؤية الهِلال.

* تنبيه:

  • يصوم بعض النَّاس يوم الثلاثين من شعبان احتياطًا، وهو فعلٌ منهيٌّ عنه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «لا يتقدمنَّ أحدكُم رمضان بصوم يومٍ أو يومين إلَّا أن يكون رجلٌ كان يصوم صوْمَه فليصم ذلك اليومَ» رواه البخاري، ومسلم.
  • قال العلماء معنى الحديث: "لا تستقبلوا رمضان بصيامٍ على نيَّة الاحتياط لرمضان؛ لأنَّ الحكم عَلَقَ بالرُّؤية، فمَنْ تقدَّمه بيومٍ أو يومين فقد حاول الطَّعن في ذلك الحكم" [فتح الباري باختصار].

 

* الحال الثاني:

* فإذا دخل رمضان استبشر صلى الله عليه وسلم بدخوله، وبشَّر أصحابه بذلك.

  • فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دخل رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ هذا الشَّهر قد حضرکم وفيه ليلةٌ خيرٌ مِن ألفِ شهر، من حُرِمَها فقد حُرِمَ الخير كلَّه، ولا يُحرَم خيرها إلَّا محروم» رواه ابن ماجه، وقال الألباني: حسن.
  • وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أتاكم رمضان، شَهرٌ مُبارَك، فَرَضَ الله عزَّوجلّ علیکُم صِيَامَه، تُفتَح فيه أبوابُ السَّماء، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغلُّ فيه مَرَدَة الشَّياطين، للهِ فيهِ ليلةٌ خيرٌ مِن ألفِ شهر، مَن حُرِمَ خَيرها فقد حُرِم». رواه النسائي، وصححه الألباني.
  • وكان يقول عليه الصَّلاة والسَّلام: «هَذا رَمَضَانُ قد جَاءكم، تُفتَح فيه أبواب الجنَّة، وتُغلق فيه أبواب النَّار، وتُسلسل فيه الشَّياطين» رواه النسائي، وصححه الألباني.
  • قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: "كيف لا يُبَشَّر المُؤمن بفتح أبواب الجِنان؟! كيف لا يُبَشَّر المُذنِبُ بغلق أبواب النِّيران؟! كيف لا يُبَشَّر العاقل بِوَقت يُغَلُّ فيه الشَّيطان ؟! من أين يشبه هذا الزَّمان زمانٌ؟!".
وهذه الأحاديث واضحةُ الدَّلالة على أنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يُبَشِّر أصحابه بقدوم رمضان.

* أحاديث عن فضل دخول شهر رمضان.

الأحاديث التي فيها ذكر فضائل رمضان، وهي نوعٌ من البِشارة فلا شكَّ أنَّها كثيرةٌ:

  • فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: «إذا جاء رمضان فُتِّحَت أبواب الجنَّة، وغُلِّقت أبواب النَّار، وصُفِّدَت الشَّياطين» رواه مسلم.
  • وعن عتبة بن فرقد رضي الله عنه أنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «في رمضان تُفتح فيه أبواب السَّماء، وتُغلق فيه أبواب النَّار، ويُصفُّد فيه كلُّ شيطانٍ مريدٍ، ويُنادي مُنادٍ كُلَّ ليلةٍ: يا طالب الخَير هلمَّ، ويا طالب الشَّرِّ أمسك» رواه النسائي، وقال الألباني: صحيح الإسناد.

فهل يأتيك الله برمضان، ويأتي بك إلى رمضان، ويقول لك: «أقصر»، ثمَّ إذا أقصرت وأقبلت ردَّك، وهو أرحم الرَّاحمين؟ لا والله؛ وهو القائل: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}[النساء:147].


اللهم بلغنا رمضان واجعلنا فيه من المقبولين الفائزين.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .








هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تقرأ في هذا الموضوع