القائمة الرئيسية

الصفحات

أحكام الصيام وفضائل شهر رمضان .. سؤال وجواب

 

الصيام سؤال وجواب .. أحكام الصيام وفضائل شهر رمضان

للدكتور راشد سعد العليمي


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد ..

أهلًا بكم متابعي مدونة -طريقك للجنة-، نتابع حديثنا عن الصِّيام؛ بعد أن تحدثنا في اللقاء السابق عن "ما يتعلق بشهر شعبان" في سؤال وجواب، نتحدث اليوم عن موضوع جديد وهو "أحكام الصيام وفضائل شهر رمضان"

* من أحكام الصيام.

* ما هو تعريف الصيام لغة؟

  • الصيام في اللغة: الإمساك، ومنه قوله تعالى: { ... فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا}[مريم:26]، أي: نذرت إمساكًا عن الكلام.

* وما هو تعريفه شرعًا؟

  • هو التعبد لله تعالی؛ بالإمساك عن المفطرات بنِيَّة التقرب إلى الله، من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس.

* ما أقسام الصِّيام؟

 ينقسم الصِّيام إلى قسمين: 

  • قسم مفروض: وهو ما يكون بسبب الكفارات أو النذور، أو بغير سبب؛ كصيام شهر رمضان، لأنه واجب بأصل الشرع، أي بغير سبب حادث من المكلف. 
  • - وقسم غير مفروض: وهو إما يكون مُعَينًا، وقد يكون مطلقًا.
  • - ومثال الصيام المُعَيَّن: صوم الإثنين والخميس.
  • ومثال الصيام المُطلَق: صيام أي يوم مباح في السنة .

* ما حكم صيام شهر رمضان؟

  • صيام شهر رمضان ركن من أركان الإسلام، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة:183].
  • وَعَن ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا قال: قال رَسُولُ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَم: «بُنِيَ الإسلَامُ عَلى خَمس؛ شَهَادَةُ أن لَا إلَهَ إلَا الله وَأنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، وإقَامُ الصَّلاة، وإيتَاءِ الزَّكَاة، والحَجِّ، وصَومِ رَمَضَان» رواه البخاري، وأجمع المسلمون على فرضيته.

* ما أركان الصيام؟

  • الصيام له ركن واحد: وهو التَّعبد لله عز وجل بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

* ما الصيام الواجب على المسلمين فعله؟

  • صوم شهر رمضان فقط، فعَنْ طلحة بن عبيد الله رَضِيَ اللهُ عَنهُ أن أعرابيًا جاء إلى رسول الله ثائر الرأس،... فقال: يا رسول الله أخبرني ماذا فرض الله علي من الصيام؟ فقال صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَم«شهر رمضان، إلا أن تطوّع» متفق عليه.

* هل هناك من أنواع للفجر بالنسبة للصيام؟

  • نعم، هناك الفجر الصَّادق للصيام، وهو الفجر الثاني دون الفجر الأول والذي يقال عنه الكاذب.

*  كيف نفرِّق بين الفجر الأول عن الثاني؟

يتميز الفجر الثاني عن الفجر الأول بثلاث مميزات

  • - الأولى: أن الفجر الأول يكون مستطيلًا؛ أي ممتدًا من المشرق إلى المغرب، أما الفجر الثاني فهو ممتد من الشمال إلى الجنوب، أي معترضًا في الأفق.
  • - الثانية: أن الفجر الأول يُظلِم بعد أن يكون له شعاع، أما الفجر الثاني فلا ظُلمَة بعده، بل يستمر النور في الزيادة حتى طلوع الشمس.
  • - الثالثة: أن الفجر الثاني متصل بياضه بالأفق، وأما الفجر الأول فبينه وبين الأفق ظلمة، وليس له حُکم في الشرع؛ فلا تحل به صلاة الفجر، ولا يحرم به الطعام على الصائم، بخلاف الفجر الثاني.

* ما حكم من أنكر فرضية صوم رمضان؟

  • من أنكر فرضيته كفر، إلا أن يكون ناشئًا في بلاد بعيدة، لا يعرف الشرع فيعرّف به، وإن أصر بعد البيان كفر.

* ما القول فيمن ترك صيام رمضان تهاونًا بفرضيته؟

  • بعض أهل العلم يرى أنه كافر مُرتَد، لكن الراجح أنه ليس بكافر مُرتَد، بل هو فاسق، وعلى خطر عظيم.

* من ترك الصيام تعمدًا لسنوات سابقة هل عليه قضاؤها؟

  • لا يلزمه قضاء ما ترك، لكن عليه التَّوبة والنَّدم، والإكثار تطوعًا من جنس ما ترك.

* هل يمكن قياس ترك الصيام على ترك الصلاة بسبب النوم؟

  • لا يُحتجُّ على هذا يمثل قوله: «مَن نَامَ عَن صَلاة أو نَسِيَها فَليُصَلِها إذا ذَكرَهَا» متفق عليه.
  • لأن التأخير بسبب النَّوم أو النسيان معذور صاحبه، وقضاء المعذور بعد الوقت کالأداء في أجره وثوابه.

* ما الحكم شرعًا فيمن أفطر في نهار رمضان بدون عذر؟

  • الفطر في نهار رمضان بدون عذر من الكبائر، ويجب على الفاعل الإستغفار والتوبة إلى الله.

* هل يجب عليه قضاء ما ترك؟

  • عليه أن يقضي ذلك اليوم الذي أفطر فيه، وعليه الإثم؛ لأنه لما شرع فيه فقد التزم به ودخل فيه على أنه فرض، لذا يلزمه قضاؤه کالنذر.

* وهل يقضي من أفطر يومًا من أيام رمضان؟

  • تارك الصوم من الأصل متعمدًا بلا عذر؛ الراجح أنه لا يلزمه القضاء، لأنه لا يستفيد به شيئا، إذ أنه لن يُقبل منه.
  • فإن القاعدة "أن كل عبادة مؤقتة بوقت معين إذا أخّرت عن ذلك الوقت بلا عذر لم تُقبل من صاحبها قضاء".

* هل نلزم الكافر بعد إسلامه قضاء ما فاته من عبادات؟

  • لا يلزمه ذلك، لقوله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ}[الأنفال:38].

* كيف يصوم من يَمتَد النهار أو الليل عندهم لوقت طويل؟

  • البلد الذي فيه ليل ونهار في الأربع والعشرين ساعة واجب على المسلمين فيه الصيام ولو طال النهار، مادام يمكن تمييز ليلهم من نهارهم.
  • أما في البلدان التي لا يمكن فيها تمييز ذلك؛ فيصومون بتقدير الوقت بحسب أقرب البلدان إليهم، مما فيها ليل أو نهار متميز .

* من فضائل الصوم وشهر رمضان.

* ما فضائل الصيام عمومًا؟

  • عن أبي سعيد الخُدْرِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قالسمعت النَّبِيّ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَم يقول«مَن صَامَ يَومًا في سَبيلِ الله بَعَّدَ اللهُ وَجهَهُ عَن النَّار سَبعين خَريفًا» رواه البخاري.
  • عن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنهُ أنَّ رَسُولَ الله صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَم قال«قال ربكم تبارك وتعالى: كلُّ العمل كفارةٌ، إلا الصََّوم فإنه لي، وأنا أَجزي به» رواه أحمد.
  • عن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنهُ أنَّ رَسُولَ الله صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَم قال«كلُّ عملِ ابن آدم يضاعف، الحسنةُ عشرُ أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عزَّوجلَّإلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به»  رواه مسلم.
  • عن حُذيفة بن اليمان رَضِيَ اللهُ عَنهُ قالسمعتُ النَّبِيّ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَم يقول«فتنةُ الرجل في أهله وماله وجاره تُكَفِّرها الصلاةُ والصيام والصدقة»  متفق عليه.
  • عن عبد الله بن عمرو رَضِيَ اللهُ عَنهُ أن رَسُولَ الله صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَم قال«الصِّيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصِّيام: أيْ ربِّ منعتُه الطعامَ والشهواتِ بالنَّهار فشفِّعني فيه، ويقول القرآنمنعتُه النوم بالليل، فشفِّعني فيه، فيُشفَّعان» رواه أحمد.
  • عن أبي أمامة رَضِيَ اللهُ عَنهُ قال: «أتيت رسول الله صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَم؟ فقلت: مُرني بعملٍ يُدخلني الجنة؟ قال صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَم: عليك بالصوم، فإنه لاعِدْل له، ثم أتيته الثانية فقال لي: عليك بالصيام»  رواه أحمد والنسائي وغيره،وفي لفظٍ«عليك بالصوم فإنه لا مِثلَ له» رواه ابن حبان والنسائي.

* ما فضائل شهر رمضان على وجه الإيجاز؟

  • عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَال«مَن صَامَ رَمَضَانَ، إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
  • عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: قَال رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-«إذا كانَت أوَّلُ ليلةٍ من رمَضانَ صُفِّدتِ الشَّياطينُ ومَردةُ الجِنِّ وغلِّقت أبَوابُ النَّارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ وفُتِحت أبوابُ الجنَّةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ ونادى منادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِر وللَّهِ عتقاءُ منَ النَّارِ وذلِك في كلِّ ليلةٍ» رواه ابن ماجه.
  • عَن أبي هُرَيرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلَّمَ: «رغِمَ أَنفُ رجلٍ ذُكِرتُ عندَهُ فلم يصلِّ عليَّ، ورَغِمَ أنفُ رجلٍ دخلَ علَيهِ رمضانُ ثمَّ انسلخَ قبلَ أن يُغفَرَ لَهُ، ورغمَ أنفُ رجلٍ أدرَكَ عندَهُ أبواهُ الكبرَ فلم يُدخِلاهُ الجنَّةَ»  رَواهُ الترمِذيّ

تقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.






هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تقرأ في هذا الموضوع