الصيام سؤال وجواب .. النية في الصيام؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد ..
أهلًا بكم متابعي مدونة -طريقك للجنة-، نتابع حديثنا عن الصِّيام؛ بعد أن تحدثنا في اللقاء السابق عن "الطاعات في رمضان" في سؤال وجواب، نتحدث اليوم عن موضوع جديد وهو "النية في الصيام".
* النية في الصيام.
* ما المقصود بالنية للصيام؟
- يقصد بها معرفة الإنسان أن عليه صيامًا في الغَد، ثم يعزِم عليه إن كان لصِيام الفرض، أو في الحال إن كان الصيام النفل.
* ما الدليل على وجود النية قبل الفجر؟
- ورد في الحديث: "مَن لَم يُبَيِّت النية قَبل الفَجر فَلا صِيامَ له" رواه النسائي وصححه الألباني.
* ماذا يراد بتبييت النية من الفجر في رمضان؟
- يقصد بها سبق العبادة قبل وقتها بنية، فالنية السابقة للعبادة شرط لصحتها؛ لأن الشرط يكون قبل المشروط.
* هل يشترط في النية التلفظ بقول: نويت أو أصوم..؟
- لم يثبت أن الَّنبيّ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَم تلفظ بالنية، ولا علمها لأحد من الصحابة
ولا في الفرض، ولا في النفل.
* متى يشترط وقوع النية لصيام الركن "رمضان"؟
- ذهب أبو حنيفة والشافعي وأحمد إلى وجوب تَبييت النية في الليل لصيام الفرض دون صيام التطوع، إذ لا يجب تبييت النية في صيام التطوع، فعن حفصة رضي الله عنها عن رسول الله صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَم أنه قال: "مَن لَم يُجمِع الصيامَ قَبلَ الفَجر فَلا صِيامَ لَه" رواه ابن خزيمة.
* هل نِية واحدة لصيام رمضان من أول الشهر كافية عن النية لصوم كل يوم على حِدّة؟
- نية صيام رمضان في أوله کافية ولا تحتاج إلى تجديد لكل يوم، إلا إن وجد سبب يبيح الفطر، مثل السفر أو المرض أو نحوهما، فحينئذ لابد من نية جديدة للصوم.
* ُيقال أن المسلم يحتاج إلى عقد النية قبل الفجر ليوم الصيام .. هل هذا صحيح؟
- غير صحيح؛ لأن النية هي مجرد العزم على صوم رمضان کاملًا، ولا يشترط قدر زائد على ذلك.
* ما القول فيمن يتلفظ بنية للصيام قبل أذان الفجر؟
- لم يثبت أن الَّنبيّ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَم حث الصحابة رضي الله عنهم على مثل هذا.
* رجل نام، ولم يعلم عن اعلان ثبوت رؤية هلال رمضان، ولم يكن قد بيَّت نية الصوم، وأصبح مفطرًا لعدم علمه بثبوت الرؤية، فما هو الواجب عليه؟
- حينما نتذكر بأن النية تتبع العلم، فيقال لمن لم يعلم أنه معذور في ترك تبييت النية، وعلى هذا فإذا أمسك من حين علمه فصومه صحيح ولا قضاء عليه.
- وقال بعض العلماء: إنه يجب عليه الإمساك، ويجب عليه القضاء، وعللوا ذلك بأنه فاته جزء من اليوم بلا نية، ولا شك أن الاحتياط في حقه أن يقضي هذا اليوم.
* رجل سافر وكان صائمًا ثم نوى الفطر، لكنه لم يجد ما يفطر به، ثم عدل عن نيته، وأكمل الصوم إلى المغرب، فما صحة صومه؟
- صومه غير صحيح، ويجب عليه القضاء؛ لأنه لمَّا عزم على الفطر فقد تحقق منه الفعل.
* ما حكم تعليق النية على وجود الطعام؟
- مثاله من قال: إن وجدت ماءً شربت وإلا فأنا على صومي؛ ولم يجد الماء، فهذا صومه صحيح؛ لأنه لم يقطع النية؛ ولكنه عَلَّق الفطر على وجود الشيء، ولم يوجد الشيء فيبقى على نيته الأولى.
* إذا أصبح الإنسان وعليه جنابة، ونوى الصوم وهو بتلك الحال، فهل يصح صومه؟
- نعم يصح، فقد كان الرَّسول صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَم يُصبح جُنبًا من الجماع ويصوم؛ لكن يجب المبادرة بالغسل، لأجل أن يدرك الفجر، فلا يجوز تأخير صلاة الفجر عن وقتها.
* صام رجل، ووقت الإفطار نام، ولم يقم إلا بعد أذان الصبح، هل يصوم أو يفطر؟
- نعم يصوم، ويستمر في صومه؛ لأنه عزم بقلبه على صيام الغد، فما دامت هذه نيته فإن صومه صحيح.
* إذا شككنا في اليوم الأخير؛ هل هو من العيد أم رمضان، ولم نسمع شيئًا مؤكدًا، فما حكم تَرَدُد النية بين الصوم أو الفطر؟
- الواجب ابتداء التثبت، والأصل بقاء ما كان على ما كان، ولو كان هناك شيء لكان ظاهرًا، بحيث يتبين للناس حتى لا يتسحروا ولا يصوموا، لذا مثل هذا اليوم يعتبر من رمضان، ولو كان خروج الشهر ثابتًا لكان الأمر بينًا.
- والواجب على الإنسان في مثل هذه الحال أن يصوم بلا تَرَدُد، لأن الأصل بقاء رمضان، فإذا تبين بعد ذلك أنه يوم العيد أفطر.
تقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
تعليقات
إرسال تعليق