القائمة الرئيسية

الصفحات

وقفات مع آيات الحج في سورة البقرة .. واذكروا الله في أيام معدودات

 

وقفات مع آيات الحَجّ في سورة البقرة .. واذكروا الله في أيام معدودات

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد ..

أهلًا بكم متابعي مدونة -طريقك للجنة-، نتابع الوقفات القرآنية مع آيات الحج في سورة البقرة؛ وكانت وقفتنا الرابعة مع قول الله تعالى:{فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا}، وفي هذا اللقاء ستكون وقفتنا مع قول الله تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}.

* الوقفة الخامسة قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}.

قال تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}[البقرة:203].

 

* فوائد من الآية:

  •  بيان ما يشرع في أيام التشريق من الذِكر إظهارًا لشكر الله، وإبطالًا لما كان عليه أهل الجاهلية من استغلالها بذكر الآباء والأجداد.
  •  الإذن بالتعجيل تيسيرًا وتخفيفًا.

*الهِدَاية الرَّبانِيَة من الآية القرآنية:

  • وجه تخصيص ذكر الله أيام التشريق دون الرَّميّ والمبيت، مع أنها من أعمال أيام التشريق، لأن الذِكر يشمل الجميع، بل هو غاية العبادات الأخرى، ولأنه الأصل في مناسك الحَجّ.
  •  الذِكر مُطلَق ومُقيّد، ففي سائر المناسك مُطلَق، وفي أيام التشريق مقيد؛ بأدبار الصلوات ورمي الجمرات.
  • التعبير بقوله: "مَعْدُودَاتٍ" إشارة إلى أنها قليلة يسيرة، فلا تضيُّعوها بالدنيا وانشغلوا بذكر الله.

  • التغيير في إكمال أيام التشريق، أو الاكتفاء بيومين منها، يدل على قاعدة التَّيسير في الشريعة الإسلامية {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ}.

  • قوله: {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ} يدل على وجوب المبيت بمِنَى، لأن من تعجّل قبل اليومين فلا يقبل منه.

  • التأخر هو الأفضل، لأن القرآن عبّر بالاستعجال {فَمَنْ تَعَجَّلَ}.

  • لزوم التأخير لِمَن أدرکه غروب اليوم الثاني عشر.

  • وجه ختام الآية بقوله: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} أن المراد: اتقوا الله في المستقبل بعد تقواكم في الحَجّ، لتحقيق كال التقوى في حياتكم.

  • ختام الآيات بذكر الحشر، لمشابهة الحَجّ في الدنيا بحشر الناس يوم القيامة، فأراد تذكيرهم لعلّهم يهتدون {وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}.

 

* الرسائل الإيجابية من الآية القرآنية: 

  • انتبه أخي الحاج!! إن أيام العبادة قليلة، فينبغي استغلالها في النسك والعبادات، وخصوصًا الذِكر. 
  • الآيات تؤكد في خطابها على تصور مواطن المشابهة بين أعمال الحَجّ وأهوال يوم القيامة.
  • التذكير بالحشر {وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}.

  • تمثَّل أيها الحاج وأنت في هذا الجمع العظيم يوم الحشر!!، وأعِدّ لهذا اليوم زادك من التقوى.

هذه بعض من مقاصد وهدايات الحَجّ من خلال آياته، فلنحرص جميعًا على تحقيقها وتمثّلها في أنفسنا وفي حياتنا، وما ذكرنا ذلك إلا تذكيرًا وتحقيقًا، لحَجِّ وعُمرَة تامَتين كامِلتين على أحسن الوجوه وأفضلها، لتحظى بالقبول عند الله تعالى.

وفق الله الجميع لمرضاته ومحبته والسَّير على نهجه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.






هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تقرأ في هذا الموضوع