بسم الله الرحمن
الرحيم
الحمد لله رب العالمين
.. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد
..
عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم ولهذا اليوم مَزِيَة، ولصومه فضل قد
اختصه الله تعالى به وحث عليه رسول الله صلى الله وسلم.
* فضل يوم عاشوراء.
- عاشوراء هو اليوم الذي أنجى الله تعالى فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً، ثم صامه النبي صلى الله عليه وسلم.
- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :«قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسئلوا عن ذلك، فقالوا: هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون، فنحن نصومه تعظيماً له»، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نحن أولى بموسى منكم، فأمر بصيامه» رواه البخاري ومسلم.
- وفي رواية لمسلم: «فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه».
من فهم حقيقة يوم عاشوراء صَغُرَ في عينه
كل هم وغم وحزن مهما عَظم واشتد...!
- ليس العجب من قول موسى عليه السلام: {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}، بل نعجب من قوله: {قَالَ كَلَّا}، وهذا من عظيم يقين موسى بأن له رب يربيه بالرغم من أن كل المؤشرات الحسية تقول أنهم هالكون لا محالة فالعدو من خلفهم والبحر من أمامهم..!
- موسى عليه السلام نجاه الله من هذا الكرب العظيم، كيف الطريقة لا يعلم؟، كل ما يعلمه أن له رب وأنه في معية الله، كل يقينه بالله في تلك اللحظة تجمع وأنه سيهديه ..!
- كلما زاد شعور تربية الله لك في كل موقف تمر به، كلما زاد إيمانك ويقينك بالله.
- من عظيم نعم الله على بني اسرائيل أنه أهلك فرعون أمامهم بل أهلك أيضا ملكه، وهذا من رحمة الله ببني إسرائيل.
- أعظم منّة قد يعيشها المؤمن في يوم عاشوراء مع فضل صيامه، هي أن الله خلّص قلوب العباد من الشرك في هذا اليوم العظيم، ولنحمد الله على نعمة التوحيد.
- في يوم عاشوراء أهلك الله فرعون ونجى بنى اسرائيل، فأخرج من قلوبهم كل معظم غير الله، فلنخرج من قلوبنا كل عظيم..
- عليك فى يوم عاشوراء أن تخرج من قلبك كل معظم غير الله، من هم وحزن وكرب وشدة جميعها، أخرجها وكُن واثقًا بالله متيقنًا أنه لن يخلصك منها إلّا هو فأجمع يقينك به وتوكل...!
- تأمل كم من المواطن أزال الله فيها أمامك كل معظم، لتعلم أنه لا عظيم إلا الله، وسل الله أن تكون ممن وحد الله في قلبه، وأقبل عليه..
- صُم وأنت مستشعر نِعَم الله عليك رغم المضادات، ولكن الثقة أنه كفاني في همومي ففرجه قريب، ثق بالله بأن كل عُسر لو صبر عليه العبد لأصبح يُسر.
- كل فتنة تمر بك تذكر قول موسى عليه السلام: {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}.
* هدي النبي صلى الله عليه وسلم في صيام يوم عاشوراء.
كان للنبي صلى الله عليه وسلم أربع مراتب في صيام يوم عاشوراء وهي:
- الحالة الأولى.
- أنه كان يصومه بمكة ولا يأمر الناس بالصوم ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت :«كانت عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه فلما قدم المدينة صامه، وأمر الناس بصيامه، فلما نزلت فريضة شهر رمضان كان رمضان هو الذي يصومه فترك صوم عاشوراء، فمن شاء صامه ومن شاء أفطر» رواه البخاري ومسلم.
- وفي رواية للبخاري وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شاء فليصم ومن شاء أفطر».
- الحالة الثانية.
أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة ورأى صيام أهل الكتاب، فصامه وأمر الناس بصيامه، وأكد الأمر بصيامه، وحث الناس عليه حتى كانوا
يصومونه أطفالهم.
- الحالة الثالثة.
- أنه لما فرض صيام شهر رمضان ترك النبي صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه بصيام يوم عاشوراء، لما رواه مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن عاشوراء يوم من أيام الله فمن شاء صامه ومن شاء تركه».
- وفي رواية لمسلم أيضا: «فمن أحب منكم أن يصومه فليصمه ومن كره فليدعه» .
- الحالة الرابعة.
- أن النبي صلى الله عليه وسلم عزم في آخر عمره على ألا يصومه منفرداً، بل يضم إليه يوم (التاسع) مخالفة لأهل الكتاب في صيامه.
- عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشوراء وأمر بصيامه، «قالوا يا رسول الله: إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى»، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا التاسع»، قال: «فلم يأتِ العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم»، رواه مسلم.
* حكم صيام يوم عاشوراء منفردًا لسماحة الشيخ ابن باز.
* السؤال :سماحة الشيخ! إذا صام الشخص يوم عاشوراء من
محرم فقط ، ولم يصم يوماً قبله، ولا يوماً بعده؛ هل يجزئه ذلك؟
- الجواب :
- نعم يجزئه؛ لكن ترك الأفضل، الأفضل أن يصوم قبله يوم، أو بعده يوم، هذا هو الأفضل.
- يعني: يصوم يومين، التاسع والعاشر، أو العاشر والحادي عشر، أو يصوم الثلاثة: التاسع، والعاشر، والحادي عشر، هذا أفضل، خلافاً لليهود.
* حكم صيام يوم عاشوراء بنية القضاء ونية عاشوراء معًا لسماحة الشيخ ابن باز.
* السؤال: من كان عليه قضاء يومين من رمضان ويريد أن
يصومهما يوم التاسع والعاشر، فهل تجزئه عن القضاء وعن يوم عاشوراء؟
- الجواب :
- لا شك أن قضاء الصوم الواجب أهم من النوافل، فإذا كان على
الإنسان أيام من رمضان، أو أيام منذورة، أو كفارات فهي أهم من النافلة.
- وإذا صام يوم عرفة، أو يوم عاشوراء من القضاء فلا بأس، ونرجو أن يجمع الله له الخيرين والأجرين إذا كان لم يمنعه من صوم عاشوراء إلا قضاء اليوم الذي عليه، والأيام التي عليه، فيرجى له فضل هذا وهذا.
إقرأ أيضا
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
تعليقات
إرسال تعليق