دعاء "اللهم جنبني منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء"
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على
سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد ..
* هل تريد
دعاء جامع للإستعاذة من شرور المعاصي والأخلاق والأهواء المُضلة وسيءِ الأسقام؟
إليك هذا الدعاء
العظيم من سنة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وهو:
((اللهم جنبني منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء))(1).
والآن لنتعرف
سويًا على معاني وشرح مبسط لهذا الدعاء من الشيخ: سعيد بن وهف
القحطاني.
* بيان معاني دعاء " اللهم جنبني منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء"
- المنكرات: الإنكار ضد العرفان، والمُنكر كل فعل تتفق في استقباحه العقول، وتحكم بقبحه الشريعة.
- الأهواء: جمع هوى، هي الزيغ، والانهماك في الشُبهات والشَّهوات.
- الأدواء: جمع داء، وهو السقم، والمرض.
* شرح معاني دعاء " اللهم جنبني منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء"
- قوله: ((اللَّهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق )): أي يا اللَّه أجرني من الأخلاق السيئة التي ينكرها العباد: "كالحقد، والحسد، والبخل، والجبن"، وسوء اللسان: "من السب، والشتم، والقذف"، والتعدي بالجوارح: "كالضرب باليد أو الرجل"؛ فإن الأخلاق المُنكرة سبب لجلب كل شر، ودفع كل خير.
- قوله: ((والأعمال)): أي منكرات الأعمال الظاهرة، اللَّهم إني أستعيذ بك من الأعمال السيئة: "كالقتل، والزنى، وشرب الخمر، والسرقة، والبطش، والتعدي، والظلم بغير حق، وغير ذلك".
- قوله: ((الأهواء)): جمع هوَى، وهو هوى النفس، وميلها إلى المُستلذات، والانهماك في الشهوات الباطلة؛ لأنه يشغل عن الطاعة، ويؤدي إلى الأشر، والبطر، والاستعاذة كذلك من: الزيغ، والضلالات الفاسدة في الاعتقادات، والشبهات؛ فإن الشرّ كلّ الشرّ أن يكون الهوى يُصيَّر صاحبه باتباعه كالعابد له، فلا شيء في الشرّ أزيد منه؛ لأنه يضيّع الدنيا والدين، والعياذ باللَّه، قال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاه}(2).
- قوله: ((والأدواء)): وأعوذ بك من منكرات الأسقام، والأمراض الخطيرة، مثل: الجُذام، والبرص، والسّلّ، والسرطان، والأيدز، وغير ذلك، فهذه كلها من بوائق الدهر، وإنما استعاذ صلى الله عليه وسلم من هذه الأربع المنكرات؛ لأن ابن آدم لا ينفكّ منها في تقلبه في ليله ونهاره (3).
* الفوائد المستنبطة من دعاء " اللهم جنبني منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء"
- بيان فضل هذا الدعاء حيث تضمن الإستعاذات المهمّة من كل الذنوب الظاهرة والباطنة.
- أن الأخلاق منها المُنكره ومنها الحسنة، ويجب على المسلم أن يسأل الله أن يهديه لأحسن الأخلاق، وأن يصرف عنه سيء الأخلاق.
- المعاصي كلها من منكرات الأعمال، فمن عصى الله تعالى فقد عمل عملًا مُنكرًا، وينبغي على المسلم أن يحرص على أن يسأل الله أن يُجنبه الوقوع في المعاصي، ومنكرات الأعمال.
- لا بأس بالاستعاذة بالله من الأمراض المُنكره، وأن هذا ليس مُخالفا للسُّنة، ولا مُنافيا للرضا بالقضاء والقدر، وقد استعاذ النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأدواء التي هي الأمراض، وكان يقول -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم إني أعوذ بك من البَرص والجُنون والجُذام وسَئِ الأسقام).
فينبغي للمسلم أن
يحرص على هذا الدعاء لأنه من جوامع الأدعية.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
(1) أخرجه الحاكم،
1/ 532، وقال: ((صحيح على شرط مسلم))، ووافقه الذهبي، 1/532، وابن أبي شيبة، 10/
354، برقم 30210، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول، 1/ 203، والطبراني في المعجم الكبير، 19/ 19 برقم 36، وبنحوه ابن حبان، 3/ 240،
وصححه الألباني في ظلال الجنة، برقم 13، وفي التعليقات الحسان له، 3/ 945.
تعليقات
إرسال تعليق