الحديث الثامن من الأربعين النووية
"حُرمَة دَم المُسلم ومَاله"
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد ..
موعدنا اليوم متابعي مدونة -طريقة للجنة- ومع حديث جديد من أحاديث الأربعين النووية، وهو الحديث الثامن "حُرمَة دَم المُسلم ومَاله"
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرزقنا العمل بها؛ لننال شفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
* فهيا بنا لنستمع لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم *
* الحديث الثامن "حُرمَة دَم المُسلم ومَاله"
عَن ابن عُمَر رَضِيَ اللَّه
عنْهَما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ
إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ،
وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ
وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ" مُتفقٌ عليه.
* بيان معاني الحديث الثامن:
- أمرت: أمرني ربي، لأنه لا آمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الله عز وجل.
- أن أقاتل: بأن أقاتل، وحذف الجار من "أن" كثير.
- الناس: المشركين من غير أهل الكتاب، لرواية النسائي: "أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه"، يبين معنى هذه الكلمة، رواية مسلم عن أبي عبدِ اللَّه طَارِقِ بن أُشَيْمٍ، رضي اللَّه عنه، قال: سمعتُ رسولَ اللَّه ﷺ يَقُولُ: "مَنْ قال لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ محمدا رسولُ اللَّه، وَكَفَرَ بِما يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ، حَرُمَ مالُهُ وَدَمُهُ، وَحِسابُهُ على اللَّه تعالى".
- ويقيموا الصلاة: يداوموا على الإتيان بها بشروطها، والمراد بالصلاة هنا المفروضة لا جنسها.
- ويؤتوا الزكاة: يعطوا الزكاة المفروضة لمستحقيها.
- فإذا فعلوا ذلك: عبر بالفعل هنا عما بعضه قول على سبيل التغليب، أو إرادة المعنى الأعم، إذ القول فعل اللسان.
- عصموا: منعوا وحفظوا.
- إلا بحق الإسلام: بأن يصدر منهم ما يقتضي حكم الإسلام مؤاخذتهم به من قصاص، أو حد، أو غرامة متلف، أو نحو ذلك.
- وحسابهم: في سرائرهم.
- على الله: إذ هو المطلع وحده على ما في القلوب من كفر ونفاق وغير ذلك، فمن أخلص في إيمانه جازاه جزاء المخلصين، ومن نافق أجرى عليه في الدنيا أحكام المسلمين، وعذب في الآخرة.
* ما يستفاد من الحديث الثامن:
- اشتراط التلفظ بكلمتي الشهادة في الحكم بالإسلام.
- أنه لا يكف عن قتال المشركين إلا بالنطق بهما، وأما أهل الكتاب فيقاتلون إلى إحدى غايتين: الإسلام، أو أداء الجزية، للنصوص الدالة على ذلك.
- مقاتلة تاركي الصلاة والزكاة.
- أن الإسلام يعصم الدم والمال، وكذلك العِرض، كما في الحديث وعنْ أَبي بكْرةَ رضي الله عنه أنَّ رسُول اللَّه ﷺ قَالَ في خُطْبتِهِ يوْم النَّحر بِمنىً في حجَّةِ الودَاعِ : "إنَّ دِماءَكُم، وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا، في بلَدِكُم هَذَا، ألا هَلْ بلَّغْت" متفقٌ عَلَيهِ.
- أن الأحكام إنما تجري على الظواهر، والله يتولى السرائر.
- أنه لا يجب تعلم أدلة المتكلمين ومعرفة الله بهما، فإن النبي صلى الله عليه وسلم اكتفى بما ذكر في الحديث ولم يشترط معرفة الأدلة الكلامية، والنصوص المتظاهرة بعدم اشتراطها يحصل بمجموعها التواتر والعلم القطعي.
- مؤاخذه من أتى بالشهادتين وأقام الصلاة وآتى الزكاة بالحقوق الإسلامية، من قصاص، أو حد، أو غرامة متلف ونحو ذلك.
إقرأ أيضا
* القواعد المستنبطة من الحديث الثامن:
- قاعدة للداعية: (التكليف بالبلاغ لا بالنتائج والحساب).
- يعني أهم شيء يبلغهم، أما النتائج هل
استجابوا أم لا؛ ليس عليه وحسابهم على الله.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
تعليقات
إرسال تعليق