الأربعون الرمضانية من أحاديث خير البرية .. الحديث الثالث عشر
"تَبيِيت نِيَة الصَّوم في رمَضانَ قبلَ الفَجر"
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد ..
أهلًا بكم متابعي مدونة -طريقك للجنة-، شَهرُ رَمضانَ مِن مَواسمِ الخيرِ الَّتي تَحمِلُ النَّفحاتِ الَّتي أُمِرْنا أنْ نَتعرَّضَ لها ونَنْهَلَ مِن خيرِها، ومع حديث جديد من أحاديث الأربعون الرمضانية، والحديث الثالث عشر "تَبيِيت نِيَة الصَّوم في رمَضانَ قبلَ الفَجر"؛ لنتعرف على شرح هذا الحديث، وبيان ما فيه من أحكام وفوائد.
أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخَير واليُمن والبَركات.
* الحديث الثالث عشر: "تَبيِيت نِيَة الصَّوم في رمَضانَ قبلَ الفَجر".
عَنْ حَفْصَةَ
رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قَالَ: "مَنْ لَمْ
يُبَيِّتِ الصِّيَامَ قَبْلَ الفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ" رَواهُ النَّسائيّ، وفي
روايةٍ: "مَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ" رَواهُ أبو داود والنَّسائيّ.
* شرح الحديث الثالث عشر.
- النِّيَّةُ رُكنٌ مِن أركانِ العباداتِ، وفي الصِّيامِ يتَأكَّدُ وجوبُ النِّيَّةِ قبلَ بَدءِ اليَومِ، فيَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم:
- "مَن لم يُجْمِعِ الصِّيامَ قبلَ الفجرِ"، أي: مَن لم يَعزِمْ عليه وينتَويه قبلَ أن يَدخُلَ عليه أذانُ الفجرِ.
- "فلا صِيامَ له"، أي: لا يُجزِئُ صومُه الَّذي صامَه بدونِ نيَّةٍ وعزمٍ يَسبِقُه قبلَ الفجرِ.
- ذَكَرَ جمهورُ العُلماءِ أنَّ هذا الحُكمَ مُختَصٌّ بصِيامِ الفَرْضِ؛ كصِيامِ رَمضانَ، أو قَضائِه وصِيامِ نذْرٍ، وبالصِّيامِ في الكفَّاراتِ.
- أمَّا صِيامُ التطوُّعِ فله أنْ يَنويَه بعدَما يُصبِحُ؛ ففي صَحيحِ مُسلمٍ عن عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها، قالتْ: قال لي رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم ذاتَ يومٍ: يا عائشةُ، هل عندَكم مِن شيءٍ؟ قالتْ: فقلتُ: يا رسولَ الله، ما عِندَنا شيءٌ، قال: فإنِّي صائمٌ... الحديثَ".
* فوائد من الحديث الثالث عشر.
- لا يَصِحُ صَوم رَمضَانَ ولا غيره من العبادات إلا بالنِّيَة لقول النَّبيّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ... الحديث" رواه البخاري ومسلم.
- بَيَّنَ الحَديث شَرطُ نِّية الصوم في رمضان وهي أن تكُونَ في الليل، وقَبل طُلوع الفَجر.
- لا يَصِحُ صِيَامَ مَن لم ينوي ويعزم على صيام رَمضَان من الليل، فلابد مِن تَبيِيت نِيَة الصِّيام كُلَ لَيلَة.
- بَيانَ أنَّ النَّية عَملٌ قَلبِي، فيَعزِم المُسلم بِقلبِه أنَّهُ صائِمٌ غداً، ولا يُشرَع لَهُ أن يُتَلفَظُ بِها.
- النَّية الصَحِيحَة في الصوم هي أن يعزم الإنسان بقلبه أنه صائم غداً في أي جزء من الليل، قال شيخ الإسلام رحمه الله في الاختيارات: "مَن خَطرَ بِقلبِه أنَّهُ صَائِمٌ غَداً فَقد نَوى".
- إذا كانَ الصَّوم نافلة فلا يلزم أن ينوي ذلك بالليل، فإذا نوى بالنهار قبل أن يأكل، فلا بأس أن ينوي من أثناء النهار لما ثبت في صحيح مسلم عَن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها أَنهَا قالت: "قالَ لي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ذَاتَ يَومٍ يا عَائِشَةُ، هلْ عِنْدَكُمْ شيءٌ؟ قالَتْ: فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، ما عِنْدَنَا شيءٌ قالَ: فإنِّي صَائِمٌ .. الحديث".
تقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
 





تعليقات
إرسال تعليق