الأربعون الرمضانية من أحاديث خير البرية .. الحديث الخامس
"من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا"
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد ..
أهلًا بكم متابعي مدونة -طريقك للجنة-، شَهرُ رَمضانَ مِن مَواسمِ الخيرِ الَّتي تَحمِلُ النَّفحاتِ الَّتي أُمِرْنا أنْ نَتعرَّضَ لها ونَنْهَلَ مِن خيرِها، ومع حديث جديد من أحاديث الأربعون الرمضانية، والحديث الخامس "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا"؛ لنتعرف على فضل من فضائل شهر رمضان المُبارك.
أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخَير واليُمن والبَركات.
* الحديث الخامس: من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَال: "مَن قَامَ رَمَضَانَ، إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
* شرح الحديث الخامس.
مِن
فضائلِ شَّهرِ
رمضان الكريمِ ما
ذُكِر في هذا الحَديثِ ممَّا يَترتَّبُ على قِيامِه.
- المقصودُ بقوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «مَن قامَ رمضانَ إِيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّمَ مِن ذنبِه»، صَلاةُ التَّراويحِ.
- أي: مَن فعَلَ ذلك تَصديقًا بِالمعبودِ الآمِرِ له، وعِلمًا بفَضيلةِ هذا القِيامِ، ومُحتسِبًا جَزيلَ أجْرِه، لا يُريدُ إلَّا اللهَ تعالَى وحْدَه، لا يَقصِدُ رُؤيةَ النَّاسِ ولا غيرَ ذلك مِمَّا يُخالِفُ الإخلاصَ؛ كان جزاءُ ذلك غُفرانَ ما تقدَّمَ مِن ذُنوبِه السَّابقةِ.
- أما الحُقوقِ الآدميَّةِ المتعلِّقةِ بأموالِهم أو أعراضِهم أو أبدانِهم؛ فهذه لا تَسقُطُ إلَّا برِضاهُم؛ فعلَى الإنسانِ أنْ يَطلُبَ المسامحةَ ممَّن له عليه حقٌّ، أو يُؤدِّيَ الحقوقَ إلى أهلِها.
- وقد وقَعَ الجزاءُ هنا بصِيغةِ الماضي «غُفِرَ»، مع أنَّ المَغفرةَ تكونُ في المستقبَلِ؛ للإشعارِ بأنَّه مُتيقَّنُ الوقوعِ، مُتحقِّقُ الثُّبوتِ، فضْلًا مِن اللهِ تعالَى على عِبادِه.
* فوائد من الحديث الخامس.
- الحثُّ على قِيامِ شَهرِ رَمضانَ وبَيانُ عَظيمِ أجْرِ ذلك.
- صَلاةُ التَّراويحِ سُنَّة مشروعةٌ ثابتةٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم مِن قوله وفعله، وقد فعلها النبيُّ صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، ثم تركها خشيةَ أن تُفرَض عليهم.
- ينبغي للمسلم أن يحرِصَ على صلاة التراويح لينالَ فضلها، وأن يحرِصَ على أن يُصلِّيَها مِن أولها إلى آخرها مع الإمام؛ لأنه إذا فعل ذلك كُتِب له قيامُ ليلةٍ كاملة.
- مَن انصرف قبل الإمام فله أجر ما صلَّى، ولكن لا يكتب له قيام ليلة كاملة.
- ليس لقيامِ رمضان ولا لغيره حدٌّ محدود لا يزاد عليه ولا ينقص عنه؛ ولكن الأفضل ما كان يفعلُه النبي صلى الله عليه وسلم غالبًا، وهو إحدى عشرةَ ركعةً.
- وإذا سلم المصلي من الوتر قال: "سبحان الملك القدوس" ثلاثاً، يمد بها صوته ويرفع في الثالثة، لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم .
تقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
 





تعليقات
إرسال تعليق