شرح معاني أسماء القرآن الأربعة الثابتة

 

الأربعون الرمضانية من أحاديث خير البرية .. الحديث السادس

"من قام ليلَة القَدر إيمانًا واحتسابًا"

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد ..

أهلًا بكم متابعي مدونة -طريقك للجنة-، شَهرُ رَمضانَ مِن مَواسمِ الخيرِ الَّتي تَحمِلُ النَّفحاتِ الَّتي أُمِرْنا أنْ نَتعرَّضَ لها ونَنْهَلَ مِن خيرِها، ومع حديث جديد من أحاديث الأربعون الرمضانية، والحديث السادس "من قام ليلَة القَدر إيمانًا واحتسابًا"؛ لنتعرف على فضل من فضائل شهر رمضان المُبارك.

أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخَير واليُمن والبَركات.

* الحديث السادس: من قام ليلَة القَدر إيمانًا واحتسابًا.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَال: "مَن قَامَ لَيلَةَ القَدر، إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

* شرح الحديث السادس.

يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذا الحديث فضلَ ليلةِ القدرِ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:

• أن من قام ليلةِ القدرِ "إيمانًا واحتسابًا"، أي: تصديقًا بفضلِ هذه اللَّيلةِ، وفضلِ العملِ فيها من صيامٍ وصَّلاةٍ وتلاوةِ القرآنِ ابتغاءً لوجهِ اللهِ في عبادتِه؛ غفَر اللهُ له ذنوبَه السَّابقةَ -غيرَ الحقوقِ الآدميَّةِ؛ لأنَّ الإجماعَ قائمٌ على أنَّها لا تسقُطُ إلَّا برِضاهم-.

• وقد وقَعَ الجزاءُ هنا بصِيغةِ الماضي «غُفِرَ»، مع أنَّ المَغفرةَ تكونُ في المستقبَلِ؛ للإشعارِ بأنَّه مُتيقَّنُ الوقوعِ، مُتحقِّقُ الثُّبوتِ، فضْلًا مِن اللهِ تعالَى على عِبادِه.

* وقد اختصت هذه الليلة بخصائص عٍدة منها:

•  أنها ليلةٌ مباركة؛ أي: كثيرة الخير والفضل والثواب، كما قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ}[الدخان:3].
• أن الله تعالى أنزَل فيها القرآن الكريم، كما قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر:1].
• أن العملَ فيها خيرٌ مِن العمل في ألفِ شهر، كما قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر:3]، وهذا يعادِلُ أكثر من 83 سنة.
• أن الملائكة تتنزَّل فيها إلى الأرض، بالخيرِ والبركة والرحمة؛ كما قال تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ}[القدر:4].
• أنها ليلة سلام، كما قال تعالى: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}[القدر:5]، والمعنى: أن هذه الليلة مباركةٌ كثيرة الخير، قليلة الشر والآفات مما يكون في غيرها من الليالي.
• أن مَن صلَّى ليلتها إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه.

* فوائد من الحديث السادس.

• في الحديثِ الحثُّ على قيامِ لَيلَةَ القَدر، والإخلاصِ، واحتسابِ الأعمالِ.

• ليلة القَدْر متنقلة؛ لذا يشرع تحرِّيها في جميع العشر، وليالي الأوتار آكَدُ، وآكدها ليلةَ سبع وعشرين، وقد تكون في ليالي الأشفاع.

• اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في معنى"الْقَدْرِ" على أقوال أشهرها ثلاثة؛ هي:

• - أن القَدْر بمعنى الشرف وعلو المنزلة، والمراد: أن هذه الليلةَ شريفةٌ عند الله.

• - أن القَدْر بمعنى التضييق، والمراد: أنه يكثر فيها تنزل الملائكة عليهم.

• - أن القَدْر بمعنى التقدير، والمراد: أن هذه الليلة الشريفة تقدر فيها مقادير الخلائق التقدير السنوي، قال تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}[الدخان: 4].

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن صام، وقام رَمضانَ، ولَيلةَ القَدرِ إيمانًا واحتسابًا فغفر الله له ما تقدم من ذنبه.

تقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال.

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

#صُومُوا لرُؤيتِه وأفطِروا لرُؤيتِه.