الأربعون الرمضانية من أحاديث خير البرية .. الحديث السادس عشر
 "مَن ذَرعَهُ القَيء فَلا قَضَاء عَليه"
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد ..
أهلًا بكم متابعي مدونة -طريقك للجنة-، شَهرُ رَمضانَ مِن مَواسمِ الخيرِ الَّتي تَحمِلُ النَّفحاتِ الَّتي أُمِرْنا أنْ نَتعرَّضَ لها ونَنْهَلَ مِن خيرِها، ومع حديث جديد من أحاديث الأربعون الرمضانية، والحديث السادس عشر "مَن ذَرعَهُ القَيء فَلا قَضَاء عَليه"؛ لنتعرف على شرح هذا الحديث، وبيان ما فيه من أحكام وفوائد.
أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخَير واليُمن والبَركات.
* الحديث السادس عشر: "مَن ذَرعَهُ القَيء فَلا قَضَاء عَليه".
عَن أَبِي هُرَيرَةَ
رَضِيَ الله عَنهُ أَنَّ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَال: "مَن
ذَرَعَهُ القَيءُ، فَلَيس عَليهِ قَضاء، وَمَن اسْتَقَاءَ عَمدًا فَليَقْضِ" رَواهُ أَبو داود والترمذيّ
* شرح الحديث السادس عشر.
- الصِّيامُ مِن أَفضلِ العِبادات والقُرُبات التي يَتَقَرَّبُ بها العبدُ إلى رَبِّه، وقد يَسَّر اللهُ تعالى في أحكامِه، وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم:
- "مَنْ ذَرَعَهُ قَيْءٌ"، أي: غَلَبَهُ القَيْءُ وهو ما يَخرُج من المَعِدَةِ إلى الفَمِ من الطَّعام والشَّراب، وكان غيرَ قاصِدٍ لفِعْلِه.
- "وهو صائِم"، أي: في حالِ صومِه قبل أنْ يأتيَه القَيْءُ.
- "فليس عليه قَضاءٌ"، أي: يَسْتمِر في صِيامِه ولا يَقْضِي ذلك اليومِ.
- "وإن اسْتَقَاءَ"، أي: تَعَمَّدَ القَيْءَ بأنْ بَذَلَ الجَهْدَ لِيَقِئَ لِأَمْرٍ ما.
- "فَلْيَقْضِ"، أي: يُعَوِّض ذلك اليومَ بيومٍ آخَرَ؛ لأنَّه أَفْطَرَ بذلك الفِعْلِ.
* فوائد من الحديث السادس عشر.
- سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن القيء في رمضان هل يفطر؟
- فأجاب: إذا قاء الإنسان متعمدًا فإنه يفطر، وإن قاء بغير عمد فإنه لا يفطر، وذلك لقول النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "مَن ذَرَعَهُ القَيءُ، فَلَيس عَليهِ قَضاء، وَمَن اسْتَقَاءَ عَمدًا فَليَقْضِ".
- فإن غلبك القيء فإنك لا تفطر، فلو أحس الإنسان بأن مَعِدَته تَموج وأنه سيُخرج ما فيها؛ فهل نقول: يجب عليك أن تمنعه؟ أو تجذبه؟ لا؛ لكن نقول: قف موقفًا حياديًا لا تستقيء ولا تمنع؛ لأنك إن استقيت أفطرت، وإن منعت تضررت، فدعه إذا خرج بغير فعل منك، فإنه لا يضرك ولا تفطر بذلك. [من فتوى الصِّيام].
- وفي الحديثِ: التَّفْريقُ بين القَيءُ غير العَمْدِ والعَمْدِ.
تقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
 





تعليقات
إرسال تعليق