وقفات مع آيات الحج في سورة البقرة .. وأتموا الحَجّ والعمرة لله.

 

الأربعون الرمضانية من أحاديث خير البرية .. الحديث الثاني والثلاثون 

"الصِّيَام والقُرآن يَشفعَانِ للعَبد يَومَ القِيامَة"

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد ..

أهلًا بكم متابعي مدونة -طريقك للجنة-، شَهرُ رَمضانَ مِن مَواسمِ الخيرِ الَّتي تَحمِلُ النَّفحاتِ الَّتي أُمِرْنا أنْ نَتعرَّضَ لها ونَنْهَلَ مِن خيرِها، ومع حديث جديد من أحاديث الأربعون الرمضانية، والحديث الثاني والثلاثون "الصِّيَام والقُرآن يَشفعَانِ للعَبد يَومَ القِيامَة"؛ لنتعرف على شرح هذا الحديث، وبيان ما فيه من أحكام وفوائد.

أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخَير واليُمن والبَركات.

* الحديث الثاني والثلاثون: "الصِّيَام والقُرآن يَشفعَانِ للعَبد يَومَ القِيامَة"

عَن عَبدِ اللَّهِ بنِ عَمرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الصِّيَامُ وَالقُرآنُ يَشفَعَانِ لِلعَبدِ يَومَ القِيَامَةِ ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَي رَبِّ مَنَعتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعنِي فِيهِ، وَيَقُولُ القُرآنُ: مَنَعتُهُ النَّومَ بِاللَّيلِ فَشَفِّعنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ" رواه أحمد.

* شرح الحديث الثاني والثلاثون

• الأعمالُ الصَّالحةُ تَنفَعُ صاحبَها عندَ اللهِ سُبحانه وتعالى، وذلك بفَضْلِ اللهِ ورَحمتِه، ومِن ذلك القُرآنُ والصِّيامُ والقيامُ للهِ.

* يُخبِرُنا عبدُ اللهِ بنُ عمرِو بنِ العاصِ رضِيَ اللهُ عنهما في هذا الحَديثِ: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: 

• "الصِّيامُ"، أيْ: صِيامُ رمضانَ، أو مُطلَقُ الصِّيامِ: الفرضِ والتَّطوُّعِ.
• "والقرآنُ"، أي: قِراءةُ القُرآنِ، والقُرآنُ هنا عِبارةٌ عنِ التَّهَجُّدِ والقِيامِ به باللَّيلِ، كما عُبِّرَ به عنِ الصَّلاةِ في قولِه تَعالى: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} [الإسراء: 78].
• "يَشْفعانِ للعبْدِ يومَ القيامةِ" شفاعةً حقيقيَّةً، كما دلَّ عليه قولُه: 
• "يقولُ الصِّيامُ: أيْ ربِّ إنِّي مَنعَتُه الطَّعامَ والشَّهواتِ بالنَّهارِ"؛ وذلك أنَّ الصَّائمَ يَمتنِعُ عن الطَّعامِ والشَّرابِ والجِماعِ مِن أذانِ الفجرِ إلى أذانِ المغربِ.
• "فشَفِّعْني فيه"، أي: اقْبَلْ شَفاعتِي ووَساطَتي فيه.
• "يقولُ القرآنُ: ربِّ مَنعَتُه النَّومَ باللَّيلِ"؛ وذلك أنَّ قائمَ اللَّيلِ يَمنَعُ نفْسَه النَّومَ إقبالًا على اللهِ بصلاتِه وطولِ القِيامِ.
• وقرَنَ بيْن الصِّيامِ والقيامِ هنا؛ لأنَّ الصِّيامَ غالبًا يُلازِمُه القيامُ فيه.
• "فشَفِّعْني فيه"، أي: اقْبَلْ شَفاعتِي ووَساطَتي، أي: فِي حَقِّهِ.
• "فيَشفعانِ"، أي: يَقْبَلُ اللهُ عزَّ وجلَّ شَفاعتَهما، وهذا دليلٌ على عَظَمَتِهما.

* فوائد من الحديث الثاني والثلاثون

• الصِّيامُ الذي يشفع لصاحبه هو 

  الصِّيامُ

   الذي لم يَصْحبه صَخَبٌ، ولا كذبٌ، ولا زور، ولا رفث، ولا ظلم، ولا عُدوان.
• من أراد شفاعة الصِّيام، يقوم بالآتي:
• - فليُحافِظ على صيامه، ولا يُفسِدْه بالمنكرات، ولا يُضيّع أجرَه بالسيئات.
• - فليَحْفظ لِسانه، وليغضّ بصره، وليَكُفّ يديه ورجليه عن كل سوء ومكروه.
• - فليَحبسْ نفسه عن الشَّهوات، مما حرّمه الله عز وجل على الصَّائِم في نَهارِ رمضان، أو مِمَّا حرمَهُ الله تعالى على العِباد على الدَّوام
• أنَّ مُرافَقةَ القُرآنِ في الآخِرَة تَحصُلُ بقِراءتِه والتهجُّدِ به والعَملِ به.
• فَضلُ قِراءةِ القُرآنِ الكريمِ في اللِّيلِ والناسُ نِيامٌ 

فاللهم ارزقنا شَفاعَة الصِّيام، وارزقنا شَفاعَة القرآن، واحفظ صِيامَنا مِن كُلِ مَعصية وسُوء، ووفقنا لِحُسنِ الصِّيام والقِيَام، وأعِنا على طاعتك وعبادتك وذكرك، واجعلنا في هذا الشَّهر مِنَ المرحُومين، الفائِزين مِمَن قَبِلت مِنهُم الصِّيام والقِيام وأعتَقتَ رِقابَهُم مِنَ النِّيران، يا رب العالمين.

وصَلّ اللهم وسلمْ وبارك على حبيبنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

#فَضلُ العُمرَة في رَمضَان أنها تعدِل حِجة.