صيام التطوع سؤال وجواب

 

الأربعون الرمضانية من أحاديث خير البرية .. الحديث الرابع والثلاثون 

"بيان رُخصة الفِطر لِلمُسافِر"

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد ..

أهلًا بكم متابعي مدونة -طريقك للجنة-، شَهرُ رَمضانَ مِن مَواسمِ الخيرِ الَّتي تَحمِلُ النَّفحاتِ الَّتي أُمِرْنا أنْ نَتعرَّضَ لها ونَنْهَلَ مِن خيرِها، ومع حديث جديد من أحاديث الأربعون الرمضانية، والحديث الرابع والثلاثون "بيان رُخصة الفِطر لِلمُسافِر"؛ لنتعرف على شرح هذا الحديث، وبيان ما فيه من أحكام وفوائد.

أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخَير واليُمن والبَركات.

* الحديث الرابع والثلاثون: "بيان رُخصة الفِطر لِلمُسافِر"

عَن أبي سَعِيدٍ الخُدرِيُّ وجَابِرُ بنُ عبدِ الله رضي الله عنهما قَالاِ: "سَافَرنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلَّمَ، فَيَصُومُ الصَّائِمُ، وَيُفطِرُ المُفطِرُ، فلا يَعِيبُ بَعضُهُم علَى بَعضٍ" رَواهُ مُسلِم

* شرح الحديث الرابع والثلاثون

• شُرِعَتِ الرُّخَصُ في العِباداتِ لِمَن لا يَقدِرُ ولا يَقْوَى على الأخْذِ بالعَزيمةِ؛ رَحمةً مِن اللهِ عزَّ وجلَّ ورِفْقًا بعِبادِه، فلا يُنقَصُ مِن قَدْرِ مَن أخَذَ بها ولا يُعابُ بها.
• إنَّ الأخذَ بالرُّخصةِ في مَوضعِها مِثلُ الأخذِ بالعَزيمةِ في مَوضعِها أيضًا.

* وفي هذا الحَديثِ يُخبِر الصَّحابِيَّانِ الجَلِيلانِ أبو سَعِيدٍ الخُدرِيُّ رضِي اللهُ عنه وجَابِرُ بنُ عبدِ الله رضِي اللهُ عنهما: 

• أنَّ الصَّحابةَ كانوا يُسافِرون مع النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم "فيَصُوم الصائمُ ويُفطِر المُفطِرُ، فلا يَعِيبُ بعضُهم على بعضٍ".
• أي: فلا يَلُوم ولا يَعِيبُ مَن صام على مَن أَفطَرَ لأنَّه عَمِل بالرُّخصَةِ، ولا المُفطِرُ على الصائمِ لِعَمَلِه بالعَزِيمَةِ.
•  يعني: لم يُنكِرِ الصائمُ على المُفطِرِ إفطارَه دِينًا ولا المُفطِرُ على الصائمِ صَوْمَه، فهما جائزان.

• فكِلا الأمْرينِ مَشروعانِ للمُسافرِ، وهذا كلُّه مُراعاةٌ لاختلافِ أحوالِ النَّاسِ في السَّفرِ.
• فمَن استطاعَ الصَّومَ صامَ، ومَن لم يَستطِعْ أخَذَ بالرُّخصةِ دونَ حَرَجٍ.
• وقد جاءتِ الرُّخصةُ في فِطرِ المسافرِ في قولِ اللهِ تعالَى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185].
• يَتأكَّدُ الفِطرُ إذا كان المُسافرُ في حَجٍّ أو جِهادٍ؛ لِيَقْوى عليه.

* فوائد من الحديث الرابع والثلاثون

• بيانُ رُخصَةِ الإفطارِ في السَّفَرِ.
• حُسنُ مُراعاةِ الصَّحابَةِ بعضِهم بَعْضًا، وعِلْمُهم بالرُّخَصِ والعَزائِمِ.
• أنَّ العِلمَ بِشَرائِعِ الدِّينِ يَمْنَعُ وُقوعَ الاختِلافِ بينَ المسلمين.
• عدَمُ الغضَبِ أو الاعتراضِ على الأمْرِ الجائزِ.

تقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال.

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

#حُكم مَن أدركَ الفَجر وَهُو جُنب