صيام التطوع سؤال وجواب

 

الأربعون الرمضانية من أحاديث خير البرية .. الحديث الخامس والثلاثون 

"حُكم مَن أدرَكَ الفَجر وَهُوَ جُنب"

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد ..

أهلًا بكم متابعي مدونة -طريقك للجنة-، شَهرُ رَمضانَ مِن مَواسمِ الخيرِ الَّتي تَحمِلُ النَّفحاتِ الَّتي أُمِرْنا أنْ نَتعرَّضَ لها ونَنْهَلَ مِن خيرِها، ومع حديث جديد من أحاديث الأربعون الرمضانية، والحديث الخامس والثلاثون "حُكم مَن أدرَكَ الفَجر وَهُوَ جُنب"؛ لنتعرف على شرح هذا الحديث، وبيان ما فيه من أحكام وفوائد.

أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخَير واليُمن والبَركات.

* الحديث الخامس والثلاثون: "حُكم مَن أدرَكَ الفَجر وَهُوَ جُنب"

عَن عَائِشةَ وأمِ سَلمَةَ رضي الله عنهما : "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يُدرِكُه الفجرُ وهو جُنبٌ مِن أهلِه ثمَّ يغتسِلُ ويصومُ" رَواهُ البخاري ومُسلِم

* شرح الحديث الخامس والثلاثون

• تخبر السيدة عائشة وأم سلمة -رضي الله عنهما- في هذا الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يُجامع في الليل، وربما أدركه الفجر وهو جنب لم يغتسل، ويتم صومه ولا يقضي.
• كان إخبار السيدة عائشة وأم سلمة -رضي الله عنهما- بذلك جوابًا لمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ حين بعث إليهما؛ ليسألهما عن ذلك، وهذا الحُكم في رمضان وغيره.

• "كان يُدركه الفَجر": يعني يطلُع عليه الفجر وهو جُنُب من جِماع أهله.
• "الفجر": بياض الصَّبح.
• "وَهُوَ جُنُب": أي ذو جنابة؛ والجنَابة: كل ما أوجب الغُسل بِجماع أو إنزال بغير جِماع
• "مِن أهلِه": مِن جِماع أهلِه، والمُراد بالأهل: الزَّوجَات.
• "ثُمَّ يَغتسِل": يُعمِم الماء الطَّهور على جَميع البَدن.
• "وَيَصوم": الصَّوم: هو الإمساك عن المُفطر على وجه مخصوص.

* فوائد من الحديث الخامس والثلاثون

• بَيان أنه لا حرج على من أصبح جُنباً أن يغتَسِل بعد الصُبح ويَصوم، فهذا يدل على صِحة صَوم الجُنُب وإن لم يَغتسِل إلا بعد طلوع الفَجر.
• المُحَرَم على الإنسان بَعدَ طلوع الفجر هو الجِماع، فإذا جامَع في آخر الليل أو في الليل، وأخَّرَ الغُسل إلى بعد طلوع الفَجر أو بعد الأذان فلا حَرج في ذلك، وهذا ما جاء في الحديث.
•  بَيان صِحة صَوم الجُنُب وإن لم يغتسل إلا بعد طلوع الفجر أو بعد الأذان.
• في الحديث دلالة على أنه لا تجب المُبادرة بالغسل من الجنابة، لكن يُستحب للإنسان أن يتوضأ.

• لا فرق في هذا الحكم بين الصَّوم الواجب والنفل، ولا بين رمضان ولا غيره.

•   جواز تأخير الغُسل إلى بعد طلوع الفجر، ويُقاس على ذلك الحائض والنفساء إذا انقطع دمها ليلاً ثم طلع الفجر قبل اغتسالها صحَّ صومها .

• فضل نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- وإحسانهن إلى الأمة، فقد نقلن عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من العلم الشيء الكثير النافع، لا سيما الأحكام الشرعية المنزلية التي لا يطلع عليها غيرهن، فرضي الله عنهن وأرضاهن .

• جواز التصريح بما يستحيا منه للمصلحة .

• فِعل النبي -صلى الله عليه وسلم- حُجَة .

تقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال.

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

#مَن صَامَ رَمضَان ثُمَّ أَتبَعَهُ سِتًا مِن شَوال.