الأربعون الرمضانية من أحاديث خير البرية .. الحديث الأربعون 
"كَانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكبِر يَومَ الفِطر"
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد ..
أهلًا بكم متابعي مدونة -طريقك للجنة-، شَهرُ رَمضانَ مِن مَواسمِ الخيرِ الَّتي تَحمِلُ النَّفحاتِ الَّتي أُمِرْنا أنْ نَتعرَّضَ لها ونَنْهَلَ مِن خيرِها، ومع حديث جديد من أحاديث الأربعون الرمضانية، والحديث الأربعون "كَانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكبِر يَومَ الفِطر"؛ لنتعرف على شرح هذا الحديث، وبيان ما فيه من أحكام وفوائد.
أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخَير واليُمن والبَركات.
* الحديث الأربعون: "كَانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكبِر يَومَ الفِطر"
عَن عَبدُ الله بن عًمر رضي الله عنهُما قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلَّى الله عليهِ وسلَّمَ يُكبِّرُ يومَ الفِطرِ مِن حين يَخرجُ مِن بَيتِه حَتى يَأتيَ المُصَلَّى" صحيح الجامع
* شرح الحديث الأربعون
- التَّكبيرُ يومَ العِيدينِ من شعائِرِ الإسلامِ، وفيه إظهارٌ لفضلِ اللهِ تعالى على عِبادِه بالفَرَحِ بعدَ أداءِ الطاعاتِ، من صَومٍ أو حجٍّ.
* في هذا الحديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه
وسلَّمَ:
- "كان يُكبِّرُ يومَ الفِطرِ"، أي: يرفَعُ صوتَه بالتَّكبيرِ يومَ عِيدِ الفِطرِ.
- المرادُ مُطلَقُ التكبيرِ؛ قال تعالى: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [البقرة: 185].
- أشهرُ ما وردَ في صِيَغِ التكبيرِ ما رواه ابنُ أبي شَيبةَ عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه: "اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، لا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبر، اللهُ أكبر، وللهِ الحمدُ"، وورَدَ أيضًا بتثنيةِ التكبيرِ.
- "من حينِ يخرُجُ من بيتِه" حينَ يبدَأُ خُروجُه لصَلاةِ العيدِ من بيتِه، ويشمَلُ ذلك الطُّرُقاتِ التي يمُرُّ بها.
- "حتى يأتِيَ المُصَلَّى" وهو مكانُ صَلاةِ العِيدِ في الخَلاءِ وخارِجَ المسجِدِ، وهذا مُبيِّنٌ لقولِه تَعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [البقرة: 185].
- المقصودُ مِن ذِكرِ اللهِ وتَكبيرِه وحمْدِه هو استحضارُ عَظمةِ اللهِ وشُهودُ كِبريائِه في القلوبِ؛ لتتوجَّه إليه وحْدَه في جميعِ الأحوالِ، وتُقبِلَ النُّفوسُ على طاعتِه، وتُحبَّه، وتَتوكَّلَ عليه وحْدَه لا شريكَ له.

* فوائد من الحديث الأربعون.
- يَبدأُ وقتُ التَّكبيرِ في عيدِ الفِطر بغُروبِ شَمسِ ليلةِ العِيدِ، قال تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [البقرة: 185].
- التكبيرُ يكونُ بعدَ إكمالِ العِدَّةِ، وإكمالُها يكونُ بغُروبِ شَمسِ آخِرِ يَومٍ من رَمضانَ.
- التَّكبيرُ في عِيدِ الفِطرِ يَنقضِي بصلاةِ العيدِ؛ ولأنَّه إذا خرَج الإمامُ، فالسُّنَّةُ الاشتغالُ بالصلاةِ.
- من الآثار أن ابنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عنهما: "أنَّه كان يَجهَرُ بالتكبيرِ يومَ الفِطرِ إذا غدَا إلى الـمُصلَّى، حتى يَخرُجَ الإمامُ فيُكبِّر".
- ليس في عيدِ الفِطرِ تَكبيرٌ مُقيَّدٌ عقبَ الصلواتِ، وهذا باتِّفاقِ المذاهبِ الفقهيَّة الأربعة؛ وذلك لأنَّه لم يُنقَلْ عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا عن أصحابِه.
 



تعليقات
إرسال تعليق