شرح معاني أسماء القرآن الأربعة الثابتة

 

مقتطفات من برنامج تأسيس المتعلم (2)

شرح كتاب "أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة".

لفضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حمد العصيمي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد ..

أهلًا بكم متابعي وزوار مدونة -طريقك للجنة-

نكمل ما جاء في المجلس الأول من برنامج تأسيس المتعلم، ومقتطفات جديدة من شرح الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حمد العصيمي لكتاب "أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة".

* خمس صفات لكتاب أعلام السنة المنشورة.

وصف المصنف كتابه بعد ذلك بخمس صفات:

• - الأولى: أنه مختصر؛ والمختصر من الكلام: ما قلت ألفاظه وجلت معانيه، وهذا يقتضي علوه وشرفه.
• وأشررت إلى ذلك بقولي:

مَا قَلَ لَفْظُهُ وَجَلَى مَعْنَى       مُخْتَصَرًا يَدْعُونَهُ وَيُعلَى.

• - الثانية: أنه جليل أي عظيم، "وذو الجلال" أي صاحب العظمة وهو من أسماء الله عزوجل.
• - الثالثة: أنه نافع، أي: معينٌ في الوصول إلى الخير؛ فالنَّافِع من الأعيان وغيرها ما أوصل إلى الخير.
• - الرابعة: أنه عظيم الفائدة، والفائدة هي استحداث مالٍ وخير؛ قاله -ابن فارس- في مقايس اللغة،ومن الخير الذي يُستحدث العِلم.
• - الخامسة: أنه جمُّ المنافع؛ أي كثيرها ومجتمعها، فالجمَّ الكثير المجتمع، والمنافع جمع منفعة وهي: الخير الواصل للعبد ومن أعظمه العِلم.

* متى يجوز للمصنف أن يمدح كلامه؟

ووَصفُ المصنف كتابه بهذه الصفات الخمس مدحٌ له، ومثل هذا سائع وشائع في كلام أهل العلم ويجوز بشرطين:

• - أحدهما: كون الحامل له هو رجاء انتفاع الناس به.
• - الآخر: سلامته من الغلو؛ وهو مجاوزة الحد.
• وإلى ذلك أشرت بقولي:

إذَا مُصَنِفٌ كِتَابَهُ مَدَح       رَجَاءَ نَفْعٍ دُونَ غُلْوَاءَ صَلَح.

* موضوع كتاب أعلام السنة المنشورة.

ذكر المصنف موضوع كتابه فقال: يشتمل على قواعد الدين، ويتضمن أصول التوحيد، إلى قوله: شرحت فيه أمور الإيمان وخصاله، وما يُزيل جميعه أو ينافي كماله.

* موضوع الكتاب يرجع إلى ثلاث:

• - الأول: أنه مشتمل على قواعد الدين، والقواعد جمع قاعده، وهي الأساس؛ والمذكور فيه جملة من قواعد الدين المتعلقة بالخطاب الخبري مما يسمى اعتقادًا، وتوحيدًا، وإيمانًا.
• - الثاني: أنه متضمن أصول التوحيد أي توحيد الله تعالى وما يتعلق به ويتبعه.
• - الثالث: أنه شُرِحت فيه أمور الإيمان وخصالة، أي ما يتحقق به الإيمان ويقع، وقرنت بذكر ما يُزيل جميعه أو يُنافي كماله.

* منهج تصنيف كتاب السنة المنشورة.

ذكر المصنف بعد ذلك منهج تصنيفه إجمالًا وهو قائمٌ على ثلاثة أصول:

• - الأصل الأول: هو المذكور في قوله: "وذكرت فيه كل مسألةٍ مصحوبةً بدليلها"، فهو إذا ذكر شيئًا من المسائل المتعلقة بالاعتقاد قرنها بالدليل، وموجب ذلك هو المذكور في قوله: "ليتضح أمرها وتتجلى حقيقتها ويبين سبيلها".
• - الأصل الثاني: هو المذكور في قوله: "واقتصرت فيه على مذهب أهل السنة والإتباع، وأهملت أقوال أهل الأهواء والابتداع"، أي أنه جعل بيان ما أراد مختصًا بذكر ما عليه أهل السنة المتبعين النبي صلى الله عليه وسلم، وأهمل المقالات المخالفة لهم مما تكلم به في هذه المسائل أهل الأهواء والابتداع.

* معنى الاقتصار.

• الاقتصار: هو ذكر شيء وترك شيء، فهو لم يقصد الاستيعاب، فإنه ترك مسائل زائدة، ذكرها هو نفسه في نظمه المشهور "سُلَمِ الوصول"، وهذان الكتابان له يكمل أحدها الآخر، ففي هذا الكتاب مما ليس في ذاك من مسائل الاعتقاد.
• وقد أشرت بالاقتصار في قولي:

إنِّ اقتِصِارَهُم هُوَ الاتيَانُ بـِ       بَعْضِ الكَلامِ أمَّا بَاقيهِ أُبي.

* الجادة السوية في تلقين العقيدة للمبتديء.

ذكر المصنف الحامل له في تركه لأقوال أهل الابتداع بقوله: "إذ هي لا تذكر إلا للرد عليها، وإرسال سهام السنة إليها" انتهى كلامه.

• فذكرها في تصانيف الاعتقاد لا يُقصد لذاته، ومحل الاعتناء في هذا العلم هو ما عليه أهل السنة والجماعة،.
• أما معرفة أقوال المخالفين لهم فهي رتبة ثانية فيه، ولا ينبغي الجمع بينهما عند الابتداء.
• فيُقدِمُ المُتعلم معرفة مسائل الاعتقاد السُّنيّ حتى يُتقنها، ثم إذا أراد التوسع انتقل إلى معرفة مقالات المخالفين والرد عليها، وهي علمٌ آخر هو "علم الفِرق والمِلل"، ومِن نُصح المتعلمين حملهم على هذا.
• وعليه جرى المصنف فإنه جرد تقرير الاعتقاد من ذكر مقالات أهل الأهواء والابتداع، فإن تلقيها يكون آخرًا بعد اتقان عقيدة أهل السُّنة والجماعة، فلا حاجة لذكرها عند ابتداء تعلم الاعتقاد.

• ثم ذكر رحمه الله أن تلك المقالات قد تصدى لكشف عُوارها -أي:عيبها- الأئمة الأجله وصنفوا في ردها وإبعادها المُصنفات المستقلة.
• ثم بيَّنَ أن من عَرَفَ الاعتقاد الصحيح ميَّز الاعتقاد الباطل فقال: "مع أن الضِّد يعرف بضِّده ويُخرَج بتعريف ضابتِه وحَدِه، فإذا طلعت الشمس لم يفتقر النَّهار إلى استدلال، وإذا استبان الحق واتضح فما بعده إلا الضلال".

* فائدة التعلم بطريقة السؤال والجواب.

• هذا الأصل الثالث في منهج تصنيف المصنف: وهو المذكور في قوله: "ورتبته على طريقة السؤال".
• أي أنه جعل هذا الكتاب موضوعًا على صفةٍ تعليمية هي: "السؤال والجواب" وهي سنة نبوية.
• ومن أشهر الأحاديث فيها حديث جبريل عليه السلام المروي في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفي مسلم وحده من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
• وبين جَرْيُهُ على ذلك فقال عند ذكر السؤال: "ليستيقظ الطالب وينتبه" وقال عند ذكر الجواب: "ثم أردفه بالجواب الذي يتضح الأمر به ولا يشتبه"

* فالطريقة المذكورة نافعة من جهتين:

• - أحداهما: ايقاظ الطالب، فإن أصل السؤال الاستفهام، وهو طلب الفهم.
• - الآخرى: في ذكر الجواب المُوضِح للأمر إذ يقع به الفهم فيستقر.

* مقاصد سؤالات وأجوبة كتاب "أعلام السنة المنشورة".

وسؤلات هذا الكتاب وأجوبته تدور على أربعة مقاصد:

• - الأول: تقرير معنى.
• - الثاني: بيان دليل.
• - الثالث: حل إشكال.
• - الرابع: إبطال شبهه.

نكتفي بذكر هذه المقتطفات في هذا اللقاء؛ وتابعونا في اللقاء القادم بإذن الله ومقتطفات جديدة من شرح الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حمد العصيمي لكتاب "أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة"، من برنامج تأسيس المتعلم.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.