ادعو الله باسمه "السَّلام"
* مَن الذي سَلِمَ مِن كُلِ عَيبٍ وبَرِئَ مِن كُلِ آفة؟
سَلِمَ الخَلقُ مِن ظُلمِه، وأَمِنَ المُؤمنُونَ عِقابَه..
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ}
وَقَد وَرَدَ اسمُ اللهِ السَّلام في السُّنة النَّبَوِية،
فعَن ثَوبَان -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: «كَانَ رَسُولُ الله صَلَى
اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إذا انصَرَفَ مِن صَلاتِه استَغفَر ثَلاثًا،
وقال: اللَّهُمَ أنتَ السَّلام، ومِنكَ السَّلام، تَبارَكتَ ذَا الجَلالِ والإكرَام».
* هل تعرف ما معنى اسم الله السَّلام؟
هو السَّالم مِن كُلِ عَيبٍ ونَقص في ذاته، وأسمَائِه وصِفاتِه
وأفعَالِه، ومِنهُ السَّلام والأمن العِبادِه المُؤمِنين.
* ماذا يعني إيمَانُك باسم الله السَّلام؟
- أولا: أن تُثبِتَ مَا يَتضَمَنهُ اسم الله السَّلام من الصفات.
فالسَّلام قد سَلِمَت ذَاتُهُ مِن كُلِ عَيبٍ يُمكِن أن تَتخَيَلَهُ
الأوهام، وَسَلِمَت أسمَاؤه مِن الدَلالَة عَلى مَا فِيهِ ذَمٌ، وسَلِمَت أفعَالُه،
بإعطَاءِ عِبادِه الأمنُ والسَّلام.
* وتسليمة سبحانه لخلقه نوعان:
- الأول: تسليمٌ عام، يَعُم المسلم والكافر؛ كتَسليم الأجِنَّة
مِنَ السُّقوط، والأبدَان مِنَ الأمراض.
- والثاني: تسليمٌ خاص لأوليائِه؛ كتَسليم اعتِقادُهُم مِن البَاطِل، وجَوارِحِهِم مِن الذُّنوب.
- ثانيًا: السَّلام سبحانه يُسَلِم عباده المؤمنين في أمور دُنياهم وأخراهم.
- - ففي الدنيا: يُسَلِم الله أولياءه من شر أعدائهم، كما سَلَمَ إبراهيم -عليه السلام- من كيد قومه؛ إذ جمعوا له الحطب، وأضرموا النيران، ثم ألقوه فيها، فقال الله: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ}[الأنبياء:69]، ويُسَلِمُهُم مِن الضَّلال بالهداية إلى الطريق المستقيم، وكذا يُسَلِمُهُم مِنَ الفِتَن كما سَلَمَ يوسف -عليه السلام- من إغواء امرأة العزيز.
- - وأما تَسلِيمُه لعباده في الآخرة: فمِنْهُ تَسلِيمِهِم عند قبض أرواحهم من الخوف مما هو قادم، ومن الحزن على ما خَلَّفوه، وتَسلِيمِهِم من شدة الموقف، وكذا تَسلِيمِهِم بإدخالهم جنَّة السَّلام، وتَتلقَاهُم الملائكة بالسَّلام {... وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}[الرعد:23-24].
- والأعظم من ذلك كله: سَلامُهُ عليهم بنفسه سبحانه: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ}[يس:58]. «وإذا سَلَمَ عليهم حصلت لهم السَّلامة التامة، وحصلت لهم التَّحِيَة التي لا تَحِيَةَ أعلى منها، فما ظَنُكَ بتَحِيَةِ مَلِكِ المُلوك لأهل دار كرامته، فلولا أن الله تعالى قَدَّرَ ألا يموتوا، أو تزول قلوبهم عن أماكنها من الفرح، لحصل ذلك».
- ثالثًا: إذا أردت الأمن والطمأنينة فالتزم بشرع الله.
مِمَّ تَخشَى ورَبُكَ السَّلام؟
- إن أحاط بك الخوف، وحاصرك القلق، فتذكر أن لك ربا اسْمُهُ السَّلام، قادر على تأمين فزعِك، واستئصال قلقك وتَسَلِيمِك مِن كُل شَر.
- إن السَّلام الذي تبحث عنه والانشراح الذي أضعته في زحام الدنيا، ستجِدُهُ حتمًا حين تُقبِل على الله، ألم تسمع قوله تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}[الأنعام:82].
- رابعًا: إيمَانُك باسم الله السَّلام يدفَعُكَ إلى إفشاء السَّلام.
انشر أرَجَ سَلامِكَ على مَن عَرفت ومَن لم تَعرف، دَعْ
المكان ينتشي بتَحِيَة أهل الجنَّة تامةً "السَّلامُ عَلَيكُم وَرَحَمَةُ
اللهِ وَبَرَكَاتُهُ"، ثم انظر لها وهي تربط الوشائج وتُؤَلِّف القلوب! كيف
وهي تحيَّة ربَانِيَّة تَوَلَّى الله تشريعها بنفسه، وجعلها شعارًا لهذه الأمَّة.
- خامسًا: سَعْيُكَ لِدَارِ السَّلام.
- حتى إن سَلِمتَ في الدُنيا من مُكدِّرات كثيرة، فلن تجد السَّلام التام إلا عند خطوتك الأولى في الجنَّة، التي سمَّاها الله "دار السَّلام" لسَلامَتِهَا من النَّقائِص، فلا يتَبَوَّلُ أهلها فيها ولا يتغَوَّطُون، ولا يَبزُقُون، ولا يتَمَخِطُون.
- وسَلِمَت مِن كُلِ كَدَرٍ وهَمٍ ونَصب ومَرض، وسَلِمَت مِن الحِقد والحَسد، بل كلام أهلها سلامٌ طاهِر، يتعَاشَرون أحسن عِشرَةٍ، ولا يَسمَعون مِن رَبِهِم إلا مَايُقِرُ أعيُنَهُم.
- إنَّهُ السَّلام الذي تَتُوقُ كُل نَفسٍ إليه، فاللهُمَّ دَارَ السَّلام.
- سادسًا: اتصف بالسَّلام.
ماذا لو كان لك نصيبٌ من اسمِهِ سُبحانَهُ؟
أي جنَّةٍ ستعيشُ بَها رُوحُك؟
- حِينَ تكونُ نَفسُكَ سَليمَةً مِنَ الذُّنوب.
- وخُلُقُكَ سَليمًا مِنَ الأذى.
- وقَلبُكَ سَليمًا مِنَ الحَسد.
- فتُقدِم على رَبِكَ بِقلبٍ سَليمٍ نَقِيٍ.
اللَّهُمَ أنتَ السَّلام، ومِنكَ السَّلام، نَسألُكَ يَا رَبَنَا
أن تُسَلِمَنا في الدَّارَين..
تعليقات
إرسال تعليق