العَهد المَدنِي من سِيرَةُ النَّبي صَلى اللهُ عَليهِ وَسلَم
* الإذن في الهجرة.
- أذِنَ رَسُولُ الله صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لأصحابه رَضِيَ اللهُ عَنْهُم في الهِجرَة إلى المدينة، فخرجوا أرسالًا مُتَسلِلين.
- أولهُم فيما قيل: أبو سَلَمَة بن عبد الأسير المخزومي، وقيل: مُصْعَب بن عُمَير، فقَدِمُوا على الأنصار في دُورِهم، فآوُوهُم، ونَصَرُوهُم، وفَشَا الإسلام بالمدينة.
- ثم أُذِنَ لرَسُولُ الله صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ في الهِجرَة، فخرج مِن مَكةَ يَومَ الاثنين في شَهر ربيعٍ الأوَّل، وله إذ ذاك ثلاث وخمسون سنة، ومعه أبُو بكرٍ الصِّدِّيق، وعَامِر بن فُهيرَة مولَى أبي بكرٍ، ودَليلُهَم عبد الله بن أُرَيقِط اللَّيثيّ، فدخل غار ثورٍ هو وأبو بكرٍ، أقامَا فيهِ ثلاثًا، ثُمَّ سَلكَا طريقَ السَّاحِل.
* دخوله صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ
المدينة.
لما انتهى صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ
وَمَن مَعَهُ إلى المدينة -وذلك يوم الاثنين لِاثنَتَي عَشرَةَ لَيلَة خَلَت مِن شَهر
ربيعٍ الأوَّل- نزل بِقُبَاء في أعلَى المدينة على بَنِي عَمرُو بن عَوفٍ، فَأقَامَ
عِندَهُم أربَعَة عَشَر يَومًا.
* أول مسجد في الإسلام.
وأسَسَ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ
مَسجِد قُبَاءٍ، قال ابن عُمَر رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قال: «كَانَ النَّبيُّ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَأتِي
مَسْجِد قُبَاءٍ كُلَ سَبتٍ، ماشيًا وراكِبًا»، وقال صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ:
«صَلاةٌ فِي مَسْجِد قُبَاءٍ كَعُمرَةٍ».
* بناء مسجد النَّبيُّ
صَلَى
اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.
- ثُمَّ رَكِبَ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ نَاقَتَهُ وَسَارَ، وَجعَلَ النَّاسَ يكَلمونَهُ في النُّزول عَلَيهِم ويأخُذُونَ بِخِطَامِ النَّاقَةِ، فَيَقُولُ: «خَلُوا سَبِيلَهَا فَإنَّهَا مَأمُورَةٌ»، فَبَرَكَت عِندَ مَسجِد اليوم، وكَانَ مِربَدًا لِسهلٍ وسُهيل غُلامين من بَنِي النَّجَار، فنَزَل عنها على أبي أيُّوبَ الأنصَارِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
- ثم بَنَى صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ مَسجِدَهُ مَوضِعَ المِربَد بِيَدِه هو وأصحابه رَضِيَ اللهُ عَنْهُم بالجَريد واللَّبِن.
- ثم بَنَى صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ مَسكَنَهُ ومَساكِن
أزوَاجِه إلى جَنبِه، وأقرَبُها إليهِ مَسكنَ عَائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، ثم تَحَوَل
صَلَى
اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بَعدَ سَبعَةِ أشهُرٍ مِنْ دَارِ أبي
أيُّوبَ الأنصاري رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إليهَا.
* المؤاخاة.
بَعدَ أن بَنَی صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ
المسجد آخَى بَينَ المُهَاجِرينَ وكانوا تِسعِينَ رَجُلًا وَبَينَ الأنصَار عَلى
المُواسَاة، ويَتَوارَثُون بَعدَ المَوت إلى وَقعَة بَدر.
* اليهود.
- لمَّا قَدِمَ النَّبيُّ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ في المدينة ورَآهُ اليهود عَلِمُوا أنَّه رسول الله حقًّا وأنَّه الذي كانوا يجدونه مكتوبًا عِندَهُم فِي التَّورَاة، وَمَعَ ذَلِك لم يُسلِم مِنهُم إلَّا نَفرٌ قليلٌ مِنهُم عالمَهُم وحَبرَهُم عبد الله بن سلَام رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
- ووادَع النَّبيُّ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قبائل
اليهود وهم: "بَنُو قَينُقَاع، وبَنُو النَّضير، وبَنُو قُریظَة".
* تحويل القبلة.
بعد فرض الصَّلاة
في المِعراج، كَانَ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يُصلِي إلى بيت
المقدس، وكَانَ يَوَدُّ أن تُحَوَّل قبلته إلى الكعبة فجَعَلَ يُقَلِب وَجهَهُ في
السَّماء يرجو ذلك، فأنزلَ اللهُ عليهِ: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي
السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا}[البقرة:144]، في
السَّنة الثَّانية لِلهِجرَة، فغيَّر صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ
قبلته إلى الكعبة.
* الإذن بالجهاد.
- بعد أن استَقَرَّ النَّبيُّ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ في المدينة النَّبويَّة ومنعه الأنصار رَضِيَ اللهُ عَنْهُم نَزَلَ قَولُ الله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ}[الحجَّ:39-40]، فأذن الله تعالى للمُؤمِنينَ بِقتَالِ المُشركين.
- وكان من أوائل غزواته صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: غزوة الأبواء، وبُواطٍ، والعُشَيرَة، وبعض السَّرايا.
تعليقات
إرسال تعليق