ادعو الله باسمه الأعظم "الله"
* مَن الموجود الحقّ، الجامع للصفات الإلهية؟
* المُستحق وحده
أن يُؤَلَّه ويُعْبَد.
هو "الله" جل
جلاله
{هُوَ
اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ
الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}[الحشر:22].
- وقد ورد اسم "الله" في السُّنة النَّبوية مرات كثيرة، ومن وروده حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرهم أمرهم من الأعمال بما يطيقون، قالوا: إنا لستتا كهيئتك يا رسول الله، إن الله قد غفر لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر، فيغضب حتى يعرف الغضب في وجهه، ثم يقول: إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا».
* هل تعرف معنى اسم "الله" سبحانه؟
- الله: هو المألوهُ، المستحق أن يؤلَّه ويُعْبَد دون سواه، لما اتصف به من صفات الألوهية التي هي صفات الكمال.
- وهو اسم خاص بالله، لم يتسمَّ به أحد سواه، فقد قبض الله عنه الألسُن، وكاد يتعاطاه المشركون اسمًا لبعض أصنامهم، فصرفهم الله إلى "اللَّات" صيانة لهذا الاسم.
- قال تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}[مريم:65]؛ أي: هل تعلم أحدًا يُسمَّى الله غير الله، أو يُقال له: الله إلا الله؟!
- وهو الإسم الأعظم على الرَّاجح من أقوال العلماء، الذي إذا دُعِيَ الله به أجاب، وإذا سُئِلَ به أعطى.
* ماذا يعني إيمانك باسم "الله" سبحانه؟
- أولًا: فيه إثبات ما يتضمنه اسم "الله" من صفات الألوهية.
- التي تجمع صفات الكمال، وأوصاف الرَّحمة والبِّر والكرم والإحسان، فاستحقَّ بهذه الصفات أن يُؤَلَّه.
- فهو المَألُوهُ لانفِرَادِه بالحياة التَّامة، والقَيُومِيَة المُطلَقة.
- وَهوَ المَألُوهُ لانفِرَادِه بالرُّبوبِيَّة خلقًا ورِزقًا ومُلكًا وتدبيرًا.
- وَهوَ المَألُوهُ لانفِرَادِه بالغِنَى المُطلَق.
- وهو الإله الذي يَعبُدُهُ مَن في السَّماوات ومن في الأرض طَوعًا أو كَرهًا، ويُتوجَهُ له بالتَّضرع والاستغاثة في النوائب والشدائد البَرُّ والفاجِر، وتأبي القلوب والأرواح السُّكون إلا إليه، والاطمئنان إلا بذكره، والفَرح إلا بمعرفته.
- ثانيًا: إيمانك
باسم "الله" يملأ قلبك فرحًا وسرورًا بمعرفته.
- يَتأكَل قلبك ويضيع في متاهات القلق إن لم تُعَرِّفة بالله، وتُسَكِن اضطرابه بمعرفته.
- إنك محتاج لأن تعرفة أكثر من حاجتك لطعامِك وشرابِك، وحتى لو لم يُخبِركَ عنه أحد فستجد بوصلة روحك تدُلُّك عليه اضطرارا.
- فإن حياتك بحياة قلبك وروحك، ولا حياة لقلبك إلا بمعرفة فاطره، ومحبَّتِه، وعبادته وحده، والإنابة إليه، والطمأنينة بذكره، والأنس بقربه.
- ومن فقد هذه الحياة فقد الخير كله، ولو تعرض عنها بما تعوض مما في الدنيا، بل ليست الدنيا بأجمعها عوضًا عن هذه الحياة، فمن كل شيء يفوت العبد عوض، وإذا فاته الله لم يعوض عنه شيئ البَتَّه".
- ثالثًا: إيمانك
باسم "الله" تعالي شَوَّقَكَ إلى الاعتزاز به والتوكل عليه.
إنك تعبد الله
-عز وجل- !
- الله الذي جمع كل صفات الكمال، خضعت له المخلوقات كلها، ضعيفها وقويها، فقيرها وغنيها.
- فإذا أيقنت ذلك، سقطت من قلبك كل هيبة لمخلوق، فصرت تمشي وما بين جنبيَّك إلا قلبٌ شامخٌ بالله.
- رابعًا: إيمانك باسم "الله" يدعوك للتَّسمي بأحب الأسماء إلى الله تعالى.
* ماذا لو كان اسمُك
أحبَّ اسم إلى الله؟
* أي فخرٍ
وسعادة أن يكون أهم ما يُميِّزُك وهو اسمُك شيئًا يحبه الله؟
أن تكون
العبوديَّة المحضة هي ما يدُلَّ عليك، وقد جاء في الحديث عن رسول الله أنه قال:
«أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن».
- خامسًا: إيمانك
باسم "الله" يقتضي منك تحقيق العبودية التَّامَّة له سبحانه.
- حين تعلم بأنَّ اسم "الله" يعني أوَّل ما يعنيه أنَّه المعبود المألوه، فكل خلقه خاضعون لأمره الكونيّ القدريّ، برهم وفاجرهم، مؤمنهم وكافرهم، وهذه هي العبودية العامة.
- وأما عبودية الخاصة التي بها شرفك، وفلاحك وسعادتك، فهي عبودية الطاعة والمحبة، وفعل الأوامر واجتناب النَّواهي، وهي التي بها تعَبَّد أهل الإيمان لربهم، وتتفاوت مراتبهم بناء عليها، فإذا عَلِمْتَ هذا، سَعَيْتَ ماشيًا وراكبًا، لا تألو جُهدًا، لِتُسابِق في ميدان العبودية لله، التي كلما ازددت تحقيقًا لها، ازددت كمالًا وعلوًا.
اللَّهُمّ مُنَّ
عَلينَا بِكمَالِ العُبُودِيَة لَك، وَاجْعَلنَا مِن عِبادِكَ المُخلِصينَ، وَأوليَائِك
المُقَرَبين.
تعليقات
إرسال تعليق