القائمة الرئيسية

الصفحات

ادعو الله باسمه "الكافي"

ادعو الله باسمه "الكافي"


لفضيلة الشيخ الدكتور: حسن بن عبد الحميد بخاري.


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد ..

السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ

* كفاية الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر وهما في الغار.

  • في قصة هجرة الحبيب المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بصحبة الصديق أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لمَّا أويا إِلَى الغار.
  • وصل البحث والرصد والطلب إِلَى فم الغار، وَالنَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصاحبه الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ينصتان إِلَى وقع الخُطى وقد وصلت الأقدام إِلَى فم الغار، ليقول أبو بكرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يا رسول الله لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا!.
  • فيقول النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واثقًا بربه متوكلًا عليه، مفوضًا أمره إليه في إيمانٍ عظيمٍ ويقينٍ تام: «يَا أَبَا بَكْرٍ مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا».
  •  كان عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ينطلق من إيمانٍ عظيم، والله عَزَّ وَجَلَّ قد قَالَ له: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}[الزمر:36]، فَصَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ.
  • قال تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ * وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ}[الزمر:36-37].
  • والكافي سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قد كفاه من فوق سبع سماوات، وقد قُرئ في قراءةٍ صحيحة: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبادَه وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}[الزمر:36].

* معنى اسم الله "الكافي". 

  • اسم الله الكافي من الفعل كفى، كفى يكفي الشيء إذا استغنى به عن غيره.
  • الله عَزَّ وَجَلَّ الكافي، فهو سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يكفي خلقه جميع ما يحتاجون إليه، بل ويكفيهم عن الحاجة إِلَى غيره سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.

* المواضع التي ذكر فيها اسم الله "الكافي".

  • في هذَا الموقع الفريد جاء اسم الله الكافي في قوله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}[الزمر:36].
  • وقد جاء بصيغة الفعل المضارع في قوله تَعَالَى: {وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[البقرة:137].
  • وجاء بصيغة الفعل الماضي؛ في قوله تَعَالَى: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}[الحجر:95].

* أنواع كفاية الله تعالى لعباده.

  • الله الكافي جَلَّ جَلَالُهُ، وكفايته لجميع عباده وخلقه نوعان:
* الأولى: كفايةٌ عامة.
  • فالله عَزَّ وَجَلَّ قد كفى جميع خلقه حاجاتهم في هذِه الحياة، فرزقهم وخلقهم ودبر معاشهم.
  • كفاهم الكافي لمَّا أصلح أحوالهم، ودبر معاشهم وأرزاقهم.
  • كفاهم الكافي وهم يسعون في هذِه الحياة طرائق قددًا.
  • الكافي سُبْحَانَهُ قد تكفل بكفاية جميع ما يحتاجون إليه.

  • الله الكافي، يكفي العباد الظلم والشرور.
  • الله الكافي يكفيهم الأمراض والأسقام.
  • الله الكافي وقد كفاهم سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى من الهموم والغموم.

هذِه كفايته جَلَّ جَلَالُهُ العامة لجميع خلقه.

* الثانية: الكفاية الخاصة.
  • فالكفاية الَّتِي يخص الله تَعَالَى بها أهل الإيمان من عباده، والأولياء من أهل طاعته.
  • يكفيهم بمزيد حفظٍ وعناية، يكفيهم مِمَّا أهمهم، بل ويكفيهم مِمَّا لم يخطر لهم عَلَى بال.
  • ينام أحدهم عَلَى فراشه وقد كفاه الله من فوق سبع سماوات، مكيدةً كان يسعى بها بعض خصومه، ومؤامرةً دبرها بعض من يكيد له.

* دعاء النبي صلى الله عليه وسلم باسم الله "الكافي".

  • عن أنس بن مالكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ مَنْزِلِهِ فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، يُقَالُ لَهُ: كُفِيَتَ وَهُدِيتَ وَوُقِيتَ، فَيَتَنَحَّى عَنْهُ الشَّيْطَانُ، فَيَقُولُ شَيْطَانٌ آخَرٌ: كَيْفَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ؟».
  • في صحيح مسلم، أن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول في أدعيته بعدما يفرغ من طعامه وشرابه حامدًا لربه عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، يقول: «الحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَكَفَانَا وَآوَانَا، فَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مُؤْوِي».

* ماذا يعني إيمانك باسم الله "الكافي".

إخوتي الكرام، حَتَّى يحصل لنا الاستكفاء بالله الكافي سُبْحَانَهُ ..
  • علينا أن نغرس في القلوب إيمانًا جازمًا ويقينًا لَا شَكَّ فيه؛ أن الله الكافي سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، يكفينا جميع أمورنا وهمومنا وسائر أحوالنا.
  • الَّذِي كفانا أمر غذائنا وقوتنا ونحن أجنةٌ في أرحام أمهاتنا هو الَّذِي يكفينا بعد ما خرجنا في هذِه الحياة، ولم يتركنا وحدنا نصارع أمواجها.
  • الله عَزَّ وَجَلَّ الكافي الَّذِي يجعل في هذِه الحياة دروبًا للعباد، يجعل فيها كفايتهم وما تصلح به حياتهم.
  • ولنجعل في استكفائنا بالله جَلَّ جَلَالُهُ دعاءً نردده مِمَّا كان نَبِيِّنَا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يعلمه بعض صحابته: «اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ».


  • إن الغلام المؤمن -في قصة أصحاب الأخدود- لما كادوا له وأمر الملك بقتله مراتٍ متكررة وهم قد أخذوه في قاربٍ إِلَى البحر يحاولون إغراقه، وتارةً عَلَى رأس الجبل يريدون ترديته من شاهق ولم يزد عَلَى قوله: «اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ»، فكفاه الكافي سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.

يا كرام..

 إن اسم الكافي جَلَّ جَلَالُهُ يجعل في النفوس المؤمنة رصيدًا عظيمًا من هذَا المعنى العظيم.

ألا إنه من اتقى الله وقاه، ومن توكل عليه كفاه، {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}[الطلاق:3].

 وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.








هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تقرأ في هذا الموضوع