القائمة الرئيسية

الصفحات

وقفات تربوية من سور القرآن .. سورة المائدة والأعراف

 

وقفات تربوية من سور القرآن .. سورة المائدة والأعراف


 من كتاب: منتقى الآداب من تفسير السعدي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد ..

أهلًا بكم متابعي مدونة -طريقك للجنة-، نتابع الوقفات التربوية المنتقاه من تفسير الشيخ السعدي رحمه الله، ونتحدث اليوم عن وقفات تربوية جديدة من سورتي المائدة والأعراف؛ أسأل الله تعالى أن يُعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما تعلمنا، ويزيدنا علمًا.

* وقفات تربوية من سورة المائدة.

* الوقفة الأولى:  التعاون على البر والتقوى، والنهي عن التعاون على الإثم والعدوان.

قال تعالى: {.............. وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[المائدة:2].


  • {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} أي: ليُعِن بعضكم بعضًا على الْبِرِّ؛ وهو اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأعمال الظاهرة والباطنة، من حقوق الله وحقوق الآدميين.
  • والتقوى في هذا الموضع: اسم جامع لترك كل ما يكرهه الله ورسوله، من الأعمال الظاهرة والباطنة، وكل خصلة من خصال الخير المأمور بفعلها، أو خصلة من خصال الشر المأمور بترکها، فإن العبد مأمور بفعلها بنفسه، وبمعاونة غيره من إخوانه المؤمنين عليها، بكل قول يبعث عليها وينشط لها، وبكل فعل كذلك.
  • {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ} وهو التجرؤ على المعاصي التي يأثم صاحبها، ويحرج.
  • {وَالْعُدْوَانِ} وهو التَّعدي على الخَلْق في دمائهم وأموالهم وأعراضهم، فكل معصية وظلم يجب على العبد كف نفسه عنه، ثم إعانة غيره على تركه.

* الوقفة الثانية: اجتناب كثرة الحلف.

قال تعالى: {........ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ}[المائدة:89].


  • {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْعن الحلف بالله كاذبًا، وعن كثرة الأيمان، واحفظوها إذا حلفتم عن الحنث فيها، إلا إذا كان الحنث خيرًا فتمام الحفظ: أن يفعل الخير، ولا يكون يمينه عرضة لذلك الخير. 

* وقفات تربوية من سورة الأعراف.

* الوقفة الأولى: أخذ الزينة عند كل مسجد.

قال تعالى: {يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ .....................}[الأعراف:31].


  • أي: استروا عوراتكم عند الصلاة كلها، وفرضها ونفلها، فإن سترها زينة للبدن، كما أن كشفها يدع البدن قبيحًا مشوهًا.
  • ويحتمل أن المراد بالزينة هنا مافوق ذلك من اللباس النظيف الحسن، ففي هذا الأمر بستر العورة في الصلاة، وباستعمال التجميل فيها، ونظافة السترة من الأدناس والأنجاس.

 

* الوقفة الثانية: النهي عن الإسراف.

قال تعالى: {............ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}[الأعراف:31].


  • {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا} أي: مما رزقكم الله من الطيبات {وَلَا تُسْرِفُوا} في ذلك.
  • والإسراف إما أن يكون بالزيادة على القدر الكافي، والشره في المأكولات الذي يضر بالجسم، وإما أن يكون بزيادة الترفُّه، والتنوق في المأكل والمشارب واللباس، وإما بتجاوز الحلال إلى الحرام.
  • {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} فإن السَّرف يبغضه الله، ويضر بدن الإنسان و معیشته، حتى إنه ربما أدت به الحال إلى أن يعجز عمَّا يجب عليه من النفقات، ففي هذه الآية الكريمة، الأمر بتناول الأكل والشرب، والنهي عن تركها، وعن الإسراف فيها.

 

* الوقفة الثالثة: معاملة الناس بالأخلاق الحسنة.

قال تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}[الأعراف:199].


  • هذه الآية جامعة لحُسن الخُلُق مع الناس، وما ينبغي في معاملتهم، فالذي ينبغي أن يعامل به الناس، أن:
  • - يأخذ العفو، أي: ما سمحت به أنفسهم، وما سهل عليهم من الأعمال والأخلاق، فلا يكلفهم ما لا تسمح به طبائعهم، بل يشكر من كل أحد ما قابله به، من قول وفعل جميل، أو ما هو دون ذلك، ويتجاوز عن تقصيرهم، ويغض طرفه عن نقصهم، ولا يتكبر على الصغير لصغره، ولا ناقص العقل لنقصه، ولا الفقير لفقره، بل يعامل الجميع باللطف والمقابلة بما تقتضيه الحال وتنشرح له صدورهم.

  • - {وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} أي: بكل قول حسن وفعل جميل، وخلق کامل للقريب والبعيد فاجعل ما يأتي إلى الناس منك، إما تعلیم علم، أو حث على خير، من صلة رحم، أو بِرِّ والدين، أو إصلاح بين الناس، أو نصيحة نافعة، أو رأي مصيب، أو معاونة على بر وتقوى، أو زجر عن قبيح، أو إرشاد إلى تحصيل مصلحة دينية أو دنيوية.
  • ولما كان لا بد من أذية الجاهل، أمر الله تعالى أن يقابل الجاهل بالإعراض عنه وعدم مقابلته بجهله، فمن آذاك بقوله أو فعله لا تؤذه، ومن حرمك لا تحرمه، ومن قطعك فَصِلْة، ومن ظلمك فاعدل فيه.


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.






هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تقرأ في هذا الموضوع