القائمة الرئيسية

الصفحات

بشارة الله لكل من مات من أطفال المسلمين

 

بشارة الله لكل من مات من أطفال المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد ..

أهلًا بكم متابعي مدونة -طريقك للجنةموضوع اليوم فيه بشارة من الله تعالى للذين اختبرهم الله تعالى من عباده المؤمنين الذين اصطفاهم واجتباهم من الآباء والأمهات الذين فقدوا أبنائهم.
  • ولا يخفى عليكم ما يحدث هذه الأيام من أبادة الأطفال المسلمين في فلسطين من قبل المحتل الصهيوني الغاشم، فأردت من خلال أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم أن أبشر إخواننا المسلمين في فلسطين ممن فقدوا أبنائهم بما أعد الله تعالى لهم على لسان نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
  • أسأل الله تعالى أن يربُط على قلوب الآباء والأمهات الذين فقدوا أبناءهم ويرزقهم الصبر والسلوان، وأن يجمعهم مع أبنائهم في جنة عرضها السموات الأرض .. اللهم آمين.
 

* الحديث الأول.

 
لَمَّا تُوُفِّيَ إبْرَاهِيمُ عليه السَّلَامُ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إنَّ له مُرْضِعًا في الجَنَّة».

الراوي :البراء بن عازب .. المحدث :البخاري | المصدر :صحيح البخاري.

  • إبراهيمُ هو ابنُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن ماريةَ القِبطيَّةِ رَضيَ اللهُ عنها، وُلِد في ذي الحِجَّةِ سَنةَ ثمانٍ مِن الهِجرةِ، وقد تُوُفِّيَ في صِغَرِه، وهو يَبلغُ ثمانيةَ عَشَرَ شهرًا، ومات في السَّنةِ العاشرةِ مِن الهِجرةِ، فلمَّا ماتَ حَزِنَ عليه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وبكى عليه،
  • وقدْ أخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كما في هذا الحَديثِ أنَّ له مُرْضِعًا في الجنَّةِ، أي: يَجعلُ اللهُ له مَن يُتِمُّ رَضاعتَه في الجنَّةِ؛ فقدْ مات ولم يُتِمَّ رَضاعتَه.
  • وهذا مِن رَحمةِ الله وفضْلِه على إبراهيمَ ابنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فإنَّه يَحْيا في الجنَّةِ حياةً بَرزخيَّةً كالصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ، ويُرزَقُ كما يُرزَقون، ويَتمثَّلُ رِزقُه في ذلك اللَّبنِ الذي يَرضَعُه مِن مُرضعتِه في الجنَّةِ.
  • وهذا يدُلُّ على أنَّ مَن مات مِن أطفالِ المسلِمينَ فهو مِن أهلِ الجنَّةِ، ولا يُعارِضُه ما رواه مُسلِمٌ مِن حديثِ عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها: تُوفِّيَ صبيٌّ، فقلْتُ: طُوبى له، عُصفورٌ مِن عَصافيرِ الجنَّةِ، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أوَ لا تَدرِينَ أنَّ اللهَ خَلَقَ الجنَّةَ وخلَقَ النَّارَ، فخَلَقَ لهذه أهلًا ولهذه أهلًا».
  • ولعلَّ مُرادَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنْ هذا الحَديثِ نَهْيُها عن المُسارعةِ إلى القَطْعِ مِن غيرِ أنْ يَكونَ عِندَها دَليلٌ قاطِعٌ؛ لِما فيه مِن الحُكْمِ بالغَيبِ، والجَزْمِ بإيمانِ أصلِ الوَلَدِ؛ لأنَّها أشارَتْ إلى طفلٍ مُعيَّنٍ، فالحُكْمُ على شَخصٍ مُعيَّنٍ بأنَّه مِن أهْلِ الجَنَّةِ لا يَجوزُ مِن غيرِ وُرودِ النَّصِّ؛ لأنَّه مِن عِلمِ الغَيبِ.

 

 * الحديث الثاني.

 

قُلتُ لأَبِي هُرَيْرَةَ: إنَّه قدْ مَاتَ لِيَ ابْنَانِ، فَما أَنْتَ مُحَدِّثِي عن رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بحَدِيثٍ تُطَيِّبُ به أَنْفُسَنَا عن مَوْتَانَا؟ قالَ: قالَ: نَعَمْ، صِغَارُهُمْ دَعَامِيصُ الجَنَّةِ، يَتَلَقَّى أَحَدُهُمْ أَبَاهُ -أَوْ قالَ: أَبَوَيْهِ- فَيَأْخُذُ بثَوْبِهِ -أَوْ قالَ: بيَدِهِ- كما آخُذُ أَنَا بصَنِفَةِ ثَوْبِكَ هذا، فلا يَتَنَاهَى -أَوْ قالَ: فلا يَنْتَهِي- حتَّى يُدْخِلَهُ اللَّهُ وَأَبَاهُ الجَنَّةَ. وفي رِوَايَة: فَهلْ سَمِعْتَ مِن رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ شيئًا تُطَيِّبُ به أَنْفُسَنَا عن مَوْتَانَا؟ قالَ: نَعَمْ.

الراوي :أبو هريرة | المحدث :مسلم | المصدر :صحيح مسلم

 
  • الأولادُ نِعمةٌ مِن اللهِ سُبحانه، ومَحبَّتُهم تقَعُ في قُلوبِ الآباءِ والأمَّهاتِ مَوقِعًا عَظيمًا، بلْ قد يَكونونَ فِتنةً لآبائِهِم وأُمَّهاتِهم، ولكنَّ الموتَ قدَرٌ مَكتوبٌ على جَميعِ الخلْقِ، وقدْ جَعَلَ اللهُ للوالدينِ جَزاءَ الصَّبرِ على مَوتِ الأولادِ أجْرًا عَظيمًا.
  • وفي هذا الحديثِ يَروي التَّابعيُّ أبو حسَّانَ الأَعرجُ أنَّه ماتَ له ابنانِ، فأَخبَرَ بذلكَ أَبا هُريرَةَ رَضيَ اللهُ عنه، وطَلبَ مِنه أن يُحدِّثَه عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بحديثٍ يكونُ سَببًا في جَعلِ نُفوسِهم طيِّبةً، راضيةً بقَضاءِ ربِّها على مَن مات مِن صِغارِهم، فوافقَ أَبو هُريرَةَ، وأخبَرَ أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «صِغارُهم دَعاميصُ الجنَّةِ»، أي: صِغارُ مَوتى المسْلِمين هُم صِغارُ أهلِ الجنَّةِ.
  • والدُّعموصُ: دُويِّبةٌ تَكونُ في الماءِ لا تُفارقُه، أي: إنَّ هَذا الصَّغيرَ في الجنَّةِ لا يُفارقُها، وشَبَّه الطِّفلَ بها في الجنَّةِ؛ لصِغَرِه وسُرعةِ حَرَكتِه.
  • ثمَّ بَيَّن صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ الصَّبيَّ منهم في الآخرةِ يَتلقَّى أَباه -أو أَبوَيه- فيَأخُذُ ويُمسِكُ بطَرَفِ ثَوبِه أو بيدِه، ثمَّ أخَذَ أبو هُرَيرةَ بثَوبِ أبي حسَّانَ وأمْسَكَه، وقال: «كَما آخُذُ أَنا بصِنفَةِ ثَوبِك هَذا»، أي: بطَرَفِه؛ فَلا يَتوقَّفُ الصَّبيُّ عنِ الأَخذِ بثَوبِ والديْه ولا يَترُكُه حتَّى يُدخِلَه اللهُ ووالديْهِ الجنَّةَ .
 
* فوائد من الحديث:
  • - فَضلُ الصَّبرِ عَلى موتِ الأَولادِ.
  • - أنَّ أطفالَ المسْلِمين في الجنَّةِ

 

* الحديث الثالث.

 

قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أطفالُ المؤمنينَ في جبلٍ في الجنةِ، يكفلُهم إبراهيمُ و سارَّةُ، حتى يردَّهم إلى آبائِهم يومَ القيامةِ».

الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع 


  • في هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أطفالُ المؤمنينَ"، أي: الذين ماتوا وهم صِغارٌ، "في جَبلٍ في الجنَّةِ"، أي: بعدَ أنْ يَمُوتوا يكونونَ في جَبلٍ في الجنَّةِ.
  • "يَكفُلُهم"، أي: يَرْعاهم ويقومُ على شأْنِهم، "إبراهيمُ" نَبِيُّ اللهِ، "وسارةُ" زَوجتُه.
  • "حتى يَرُدَّهم إلى آبائِهم يومَ القِيامةِ"، أي: حتى يَدفَعَهم إبراهيمُ إلى أهْلِهم مرَّةً أُخرى في الآخِرةِ، وهذا مِن رَحمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ بخلْقِه.
 
أسأل الله تعالى أن يرحم من مات من أطفال المسلمين ويسكنهم فسيح جناته.
 
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

 
 
 
 
 
 
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تقرأ في هذا الموضوع