القائمة الرئيسية

الصفحات

فضائل المسجد الأقصى من القرآن والسنة

 

فضائل المسجد الأقصى .. من القرآن والسنة

 

 للشيخ الدكتور: عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر

بسم الله الحمن الرحيم
 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .. أما بعد.

 

أهلًا بكم متابعي مدونة -طريقك للجنة المسجد الأقصى مسجد عظيم مبارك له مكانة عالية في نفوس المؤمنين وقلوبهم، فهو مسجد قد خص في الكتاب والسنة بميزات كثيرة، ولعدم عِلم البعض مِنا بفضل تلك البقعة المباركة التي سماها الله في كتابه بالأرض المقدسة، لذلك حديثنا اليوم عن فضائل المسجد الأقصى من القرآن والسنة  .

 * التعريف بالمسجد الأقصى.

  • بيت المقدس هو المسجد الأقصى في مدينة القدس، قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الإسراء:1].
  • وسمي الأقصى بمعنى البعيد لبعد المسافة بينه وبين الكعبة، فلم يكن وراءه مسجدٌ آخر في الأرض، ويسمى بيت المقدس أي المطهِّر من الذنوب، والمطهَّر من الأصنام ونحوها .

 * فضائل المسجد الأقصى.

 قد خص المسجد الأقصى في الكتاب والسنة بميزات كثيرة وخصائص عديدة وفضائل جمة تدل على رفيع مكانته وعظيم قدره، فمن فضائل المسجد الأقصى:

 

  • أنه أحد المساجد الثلاثة المفضلة التي لا يجوز شد الرِّحال بنية التعبُّد إلا إليها ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى" رواه البخاري ومسلم. 
 
  • ومن فضائله أنه ثاني مسجد وضع في الأرض ، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلَ؟ قَالَ: "الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ" قَالَ قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: "الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى"، قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: "أَرْبَعُونَ سَنَةً، ثُمَّ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ بَعْدُ فَصَلِّهْ فَإِنَّ الْفَضْلَ فِيه" رواه البخاري ومسلم.


  • ومن فضائله أنه قبلة المسلمين الأولى قبل نسخ القبلة وتحويلها إلى الكعبة، فعن البراء رضي الله عنه قال: "صَلَّيْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ - أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ - شَهْرًا ثُمَّ صَرَفَهُ نَحْوَ الْقِبْلَةِ" رواه البخاري ومسلم.


  • ومن فضائله أنه مسجد في أرض مباركة، قال الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} [الإسراء:1]، وقد قيل: لو لم تكن لهذا المسجد إلا هذه الفضيلة لكانت كافية .

  • وأرضه هي أرض المحشر والمنشر، فعن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ قَالَ: "أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ ..." رواه ابن ماجه.


  • ومن فضائله أنه مَسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنه عُرج به إلى السماء، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ قَالَ فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ قَالَ فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ قَالَ: ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجْتُ فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ فَقَالَ: جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اخْتَرْتَ الْفِطْرَةَ ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ" رواه مسلم.


  • ومن فضائله أن الصلاة فيه تضاعف، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: تَذَاكَرْنَا وَنَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّهُمَا أَفْضَلُ: مَسْجِدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ مَسْجِدُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَرْبَعِ صَلَوَاتٍ فِيهِ، وَلَنِعْمَ الْمُصَلَّى، وَلَيُوشِكَنَّ أَنْ لَا يَكُونَ لِلرَّجُلِ مِثْلُ شَطَنِ فَرَسِهِ مِنَ الْأَرْضِ حَيْثُ يَرَى مِنْهُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا - أَوْ قَالَ: خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا -" رواه الحاكم؛ وهذا علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، حيث بيَّن ما سيؤول إليه المسجد الأقصى مع تعلُّق قلوب المسلمين به وأن مؤامرات الأعداء على المسجد الأقصى ستزداد، حتى إن المؤمن ليتمنى أن يكون له موضع صغير يطلُّ منه على المسجد الأقصى ويكون ذلك أحبَّ إليه من الدنيا وما فيها.


  • ومن فضائله ما ورد في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللَّهَ ثَلَاثًا: حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ، وَمُلْكًا لَا يَنْبَغِي لَأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، وَأَلَّا يَأْتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ أَحَدٌ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ إِلَّا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ"، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَمَّا اثْنَتَانِ فَقَدْ أُعْطِيَهُمَا ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أُعْطِيَ الثَّالِثَةَ" رواه النسائي وابن ماجه.


 * واجب المسلمين نحو إخواننا في فلسطين.

 يزداد ألَمُ المسلمين وأسفهم يومًا بعد يوم على الحال التي آل إليه المسجد الأقصى من تسلط اليهود المجرمين عليه، وانتهاكهم لحرمته، واعتدائهم على قدسيته ومكانته، وارتكابهم فيه ومع أهله أنواعًا كثيرة من التعديات والإجرام.

 

  •  إنه لا يخفى على أيِّ مسلم ما يعانيه المسلمون في فلسطين من آلام، وقتل وتشريد بسبب توالي الاعتداء الغاشم عليهم من اليهود المعتدين الغاصبين، ولا يخفى أيضًا حاجة المسلمين في فلسطين وضرورتهم إلى الكساء والطعام والدواء.
  • ولذا فإنَّ من الواجب على المسلمين المسارعة إلى نجدتهم ومدِّ يد المساعدة لهم والوقوف معهم في محنتهم؛ حتى يتمكنوا من مقاومة عدوهم الذي يملك العدة والعتاد.
  • والله جل وعلا يثيب المؤمن على ما يقدِّم لإخوانه ثوابًا عاجلًا وثوابًا أخرويًا يجد جزاءه في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، قال الله تعالى {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا} [المزمل:20]، وقال تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ:39].
  • وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ ..." رواه مسلم. وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "... وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ" رواه الترمذي.


  • فجودوا عليهم أيها المسلمون بما أعطاكم الله، واعطفوا عليهم يبارك لكم في مالكم ويخلف عليكم بخير ويضاعف لكم الأجر والثواب، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "... وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ" رواه البخاري ومسلم.


  • وأن نكثر لهم من الدعاء بأن يجبر ضعفهم ويقوي شوكتهم، وأن يَرُدَ كيد المعتدين في نُحورهم، وأن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسَا وأشد تنكيلا، وأن يطهِّر المسجد الأقصى من أيدي الظلمة المعتدين والبغاة الغاصبين إنه سميع مجيب.

 

 * دعاء لإخواننا في فلسطين.

  • 🤲 اللهم إنا نسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الواحد القهار، اللهم إنا نسألك بأنك أنت الله القوي الكبير المتعال، اللهم إنا نسألك يا مجري السحاب، يا منزل الكتاب، يا هازم الأحزاب، أن تهزم اليهود، وأن تردهم على أدبارهم صاغرين، اللهم زلزلهم، وألقي الرعب في قلوبهم.
  • 🤲 اللهــمّ عليك بالصهاينة ومن والاهم وساعدهم وهاودهم وعاونهم، اللهــمّ شتت شملهم. اللهــمّ بدِّد قوتهم وفَرِق جمعهم. اللهــمّ مزقهم شر ممزق يا رب العالمين. اللهــمّ احصهم عددًا واقتلهم بدَّدًا ولا تُغادر منهم أحدًا.
  • 🤲 اللهــمّ لا ترفع لليهود في فلسطيــــن وغزة راية، ولا تحقق لهم غاية.
  • 🤲 اللهــمّ إنه لا يُضام جارك ولا يُخذل طالبيك وقد جن الليل وكل قد أغلق بابه عليه، لكن بابك مفتوح وصوتنا وصوتهم عندك مسموع، ونداؤنا ونداؤهم إليك مرفوع، وسرنا وسرهم عندك علانية.
  • 🤲 اللهــمّ احقن دماؤهم، اللهــمّ اقذف في قلوب إخواننا في غزة ثباتًا وصمودًا ونصرًا وتأييدًا، تأييدًا يرفعهم ويُذِل عدونا ويزيده قهرًا.
  • 🤲 اللهــمّ أنت أحق من ذُكِر وأحق من عُبِد، وأنصر من ابتُغي وأرأف من مَلَك، وأجود من سُئِل، وأوسع من أعطى. أنت المَلِك لا شريك لك والفرد لا ند لك كل شيء هالك إلا وجهك.
  • 🤲 اللهــمّ كُنّ لإخواننا مُعينًا وكافيًا ونصيرًا، اللهــمّ كُفَّ يد عدوك وعدوهم عنهم، بما شئت وكيف شئت وأنى شئت إنك على كل شيء قدير، فلا حول ولا قوة إلا بك.
  • 🤲 اللهــمّ أغث أهل غزة وأهل فلسطين. اللهــمّ اشدد أزرهم، اللهــمّ اربط على قلوبهم، اللهــمّ انشر السكينة على قلوبهم وأنزل عليهم دِفئًا وسلامًا وأمنًا. اللهــمّ تقبل شهدائهم واشف مرضاهم وداوي جرحاهم اللهــمّ واجعل لهم فرجًا ومخرجًا، اللهــمّ آمن روعاتهم، اللهــمّ آمنهم من خوف وأطعمهم من جوع، اللهــمّ أبدل عسرهم هذا يسرًا وفرجًا قريبًا من عندك يانِعم المولى ويا نِعم النصير.
  • 🤲 اللهم إنا نستودعك فلسطين ومن فيها فجعلهم في أمانك وضمانك وحفظك ورعايتك يا خير الحافظين يا أرحم الراحمين، وانصرهم على عدوك وعدوهم .. اللهم آمين.


نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا مِمَّن ينصر الله بهم الدين، ولا يجعلنا وإياكم مِمَّن خذل الدين وخذل إخوانه المسلمين.

 

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.




هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تقرأ في هذا الموضوع