القائمة الرئيسية

الصفحات

كان النبي يعيش رمضان ذاكرًا لله .. جوادًا كريمًا

 

كان النَّبيّ صلى الله عليه وسلم يعيش رمضان ذاكرًا لله جوادًا كريمًا


جمع وإعداد: مؤيَّد عبد الفتَّاح حمدان.


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد ..
أهلًا بكم متابعي مدونة -طريقك للجنة-، نتابع حديثنا عن كيفية معايشة النَّبيّ صلى الله عليه وسلم لشهر رمضان في بدايته؛ وهديه صَلَى اللهُ عَليهِ وَسَلَم عند بداية صيامه لشهر رمضان، فكان صَلَى اللهُ عَليهِ وَسَلَم ذاكرًا لله خاشعًا، متضرعًا لربه تبارك وتعالى، جوادًا كريمًا مُكثرًا من الصدقة والإحسان، حتى كان أجود ما يكون في رمضان، يُرَغِب أصحابه في فضائل الأعمال.

* كان صَلَى اللهُ عَليهِ وَسَلَم يعيش الشهر ذاكرًا خاشعًا، متضرعًا لربه تبارك وتعالی.

  • قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[البقرة:186].
  • قال ابن كثير رحمه الله: "وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء مُتخلِّلة بين أحكام الصِّيام إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العِدَّة، بل وعندَ كلِّ فطر"[تفسير ابن كثير].
  • ولذلك كان النَّبيّ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسَلَم يُذَكِر أصحابَه بفضل الدعاء في رمضان فيقول: «إنَّ لله عُتقاء في كلِّ يوم وليلة -يعني في رمضان- وإنَّ لكلِّ مسلمٍ في كلِّ يومٍ وليلةٍ دعوةً مستجابة»[صحيح الترغيب والترهيب]. 
  • بل صحَّ عنهُ أنَّه صَلَى اللهُ عَليهِ وَسَلَم قال: «لله عز وجل عند كلِّ فطرٍ عتقاء» رواه ابن ماجه؛ فطريق العتق من النار هو التضرع إلى الله عز وجل .
  • وجاء في الحديث: «ثلاث دعوات لا تردُّ: دعوةُ الوالد، ودعوةُ الصَّائم، ودعوةُ المسافر»[السلسلة الصحيحة].
  • قال مطرف بن عبد الله : «تذاكرت: ما جِمَاع الخير؟ فإذا الخير كثير الصيام والصلاة، وإذا هو في يد الله تعالى، وإذا أنت لا تقدر على ما في يد الله إلا أن تسأله فيعطيك، فإذا جماع الخير الدعاء».
  • كان الله قادرة على أن يجعل شهور العام كشهر واحد، لكنَّه سبحانه جعل رمضان، وفَتَّحَ فيه أبواب الجنان، وغلَّقَ فيه أبواب النِّيران، وحُبِسَ الشَّيطان، وجعل في الشهر ليلة هي خير من ألف شهرٍ، وجعل لكلِّ يومٍ عُتَقَاء من النَّار، وجَعَلَ في كلِّ يومٍ ساعةَ استجابةٍ ... كلُّ ذلك وأضعاف ذلك لكي نتوب ونعود ونجتهد في طاعة الله وندعوه... فرمضان بحق شهر الدعاء، بل شهر الإجابة .

فياربِّ، تقبَّل منَّا إنَّك أنت السَّميع العليم، وتُب علينا إنَّك أنت التَّوَّاب الرحيم.

 

 

* وكان صَلَى اللهُ عَليهِ وَسَلَم يعيش الشَّهر جوادًا کریمًا مُكثرًا من الصَّدقة والإحسان، حتى كان أجود ما يكون في رمضان.

  • فكان صَلَى اللهُ عَليهِ وَسَلَم أجود بالخير من الرِّيح المرسلة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «كان رسول الله صَلَى اللهُ عَليهِ وَسَلَم أجود النَّاس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلَرَسُولُ اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسَلَم أجود بالخير من الرِّيح المُرسلة» رواه البخاري ومسلم.
  • لقد كان رسول الله صَلَى اللهُ عَليهِ وَسَلَم أجود النَّاس على الإطلاق، كما كان أفضلهم وأشجعهم وأكملهم في جميع الأوصاف الحميدة.
  • ومع ذلك كان جوده صَلَى اللهُ عَليهِ وَسَلَم يتضاعف في رمضان على غيره من الشُّهور، كما أنَّ جود ربِّه يتضاعف فيه أيضًا .
  • وسرٌ من أسرارِ هذا الجود النَّبَويّ الرَّمَضَانيِّ أن النَّبيّ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسَلَم، كان يلتقي هو وجبريل في شهر رمضان، وجبريل بلا شكٍّ أفضل الملائكة وأكرمهم، ويُدارسه القرآن الذي جاء به إليه، وهو أشرف الكتب وأفضلها، وهو يحثُّ على الإحسان ومكارم الأخلاق، وقد كان هذا الكتاب الكريم له صَلَى اللهُ عَليهِ وَسَلَم ځلُقًا، بحيث يرضى لرضاه، ويسخط لسخطه، ويسارع إلى ما حثَّ عليه، ويمتنع عمَّا زجر عنه، فلهذا كلِّه كان يتضاعف جُوده في هذا الشَّهر، لقرب عهده بمخالطة جبريل، وكثرة مُدَارسته له.[وظائف القرآن صــ 32 بتصرف].
  • قال الشافعي رحمه الله: "أحبُّ للرَّجل الزِّيادة بالجود في شهر رمضان اقتداءً بالرَّسول صَلَى اللهُ عَليهِ وَسَلَم؛ لحاجة النَّاس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغل کثیرٍ منهم بالصَّوم والصَّلاة عن مكاسبهم".
  • إنَّّ لقراءة القرآن الكريم أعظم الأثر في زيادة الإيمان المقتضي لزيادة الإنفاق في سبيل الله تعالى، إنَّه ترابطٌ محكمٌ مطَّردٌ ما بين القرآن والإنفاق.
  • إنفاقُكَ وجودك في رمضان دليلُ إيمانك، بل برهان إحسانك وصدقك وإخلاصك، قال صَلَى اللهُ عَليهِ وَسَلَم: «والصدقة برهان».

 

 

* وكان صَلَى اللهُ عَليهِ وَسَلَم يُرَغِب أصحابه في فضائل الأعمال.

ومن ذلك:

  •  تفطير الصائمين: فعن زيد بن خالدٍ الجُهنيِّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَى اللهُ عَليهِ وَسَلَم: «مَن فطَّر صائمًا كان له مثل أجره غير أنَّه لا ينقص من أجر الصَّائم شيئًا» رواه الترمذي.
  • عملٌ يسيرٌ يَحصُلُ بمناولةِ الصائمِ تمرةً لِيَفطِرَ عليها، والمُوَفَّقُ مَن وُفِّقَ لاغتنام الأجر.


* ومن الأعمال التي كان يرغب بها النَّبيّ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسَلَم:

  • العمرة في رمضان: فعن ابن عبَّاسٍ رضي الله عنه أنَّ امرأةً من الأنصار شکت للنَّبيّ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسَلَم فوات الحج، فقال لها رسول الله صَلَى اللهُ عَليهِ وَسَلَم: «إذا كان رمضان اعتمري فيه، فإنَّ عمرةً في رمضان تعدل حَجَّةً» رواه البخاري، وفي لفظ: «تعدل حَجَّةً معي» رواه أبو داود.
  • وقد مرَّ معنا سابقًا أعمال أخرى رغَّب فيها النَّبيّ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسَلَم في الشَّهر الفضيل: كـــقراءة القرآن وخَتمه، والدُّعاء والاستغفار، والصَّدقة والإحسان، والقيام والاعتكاف.
 

اللهم تقبل منا الصيام والقيام وقراءة القرآن في رمضان واجعلنا فيه من المقبولين الفائزين.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .


 
 
 
 
 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تقرأ في هذا الموضوع